الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75585 -
عن يزيد بن شجرة، قال: إنّكم تُكتَبون عند الله بأسمائكم، وسِيماكم، وحُلاكم، ونجواكم، ومجالسكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان بن فلان، هلُمّ بنورك، ويا فلان بن فلان، لا نور لك
(1)
. (14/ 266)
قراءات:
75586 -
عن عاصم أنه قرأ: {انظُرُونا}
(2)
. (14/ 272)
75587 -
عن سليمان بن مهران الأعمش أنه قرأ: «أنظِرُونا» مقطوعة بنصب الألف، وكسر الظاء
(3)
[6487]. (14/ 272)
تفسير الآية:
75588 -
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله يدعو الناس يوم القيامة بأُمّهاتهم سِترًا منه على عباده، وأما عند الصراط فإنّ الله يعطي كلّ مؤمن نورًا وكل منافق نورًا، فإذا استَووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات، فقال
[6487] اختُلف في قراءة قوله: {انظرونا} : فقرأ قوم: {انظرونا} ، وقرأ آخرون:«أنظِرُونا» .
وذكر ابنُ جرير (22/ 400) أنّ القراءة الأولى بمعنى: «انتظرونا» . وأنّ القراءة الثانية من أنظرت بمعنى: «أخّرونا» .
وذكر ابنُ عطية (8/ 227 - 228) أنّ القراءة الثانية على وزن: أكرِم، وأنّ منه: النَّظِرَة إلى الميسرة. ورجَّح القراءة الأولى بالوصل مستندًا إلى اللغة، فقال:«والصواب من القراءة في ذلك عندي الوصل؛ لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب إذا أُريد به: انتظرنا» . وانتقد الثانية -مستندًا للدلالة العقلية- بأنه: «ليس للتأخير في هذا الموضع معنًى، فيُقال: أنظِرونا» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها العشرة ما عدا حمزة؛ فإنه قرأ:«أنظِرُونا» بقطع الهمزة. انظر: النشر 2/ 384، والإتحاف ص 533.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
المنافقون: {انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} وقال المؤمنون: {رَبَّنا أتْمِمْ لَنا نُورَنا} [التحريم: 8] فلا يذكر عند ذلك أحدٌ أحدًا»
(1)
. (14/ 269)
75589 -
عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين دعا اليهودَ، فقيل لهم: مَن كنتم تعبدون؟ فيقولون: كُنّا نعبد الله. فيُقال لهم: كنتم تعبدون معه غيره؟ فيقولون: نعم. فيُقال لهم: مَن كنتم تعبدون معه؟ فيقولون: عُزَيْرًا. فيُوجَّهون وجهًا، ثم يدعون النصارى، فيُقال لهم: مَن كنتم تعبدون؟ فيقولون: كُنّا نعبد الله. فيقول لهم: هل كنتم تعبدون معه غيره؟ فيقولون: نعم. فيُقال لهم: مَن كنتم تعبدون معه؟ فيقولون: المسيح. فيُوجَّهون وجهًا، ثم يُدعى المسلمون، وهم على رابيةٍ مِن الأرض، فيُقال لهم: مَن كنتم تعبدون؟ فيقولون: كُنّا نعبد الله وحده. فيقال لهم: هل كنتم تعبدون معه غيره؟ فيغضبون، فيقولون: ما عبدنا غيره. فيُعطى كلّ إنسان منهم نورًا، ثم يُوجَّهون إلى الصراط، فما كان مِن منافق طُفِئ نوره قبل أن يأتي الصراط» . ثم قرأ: {يَوْمَ يَقُولُ المُنافِقُونَ والمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} الآية، وقرأ:{يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ} إلى آخر الآية [التحريم: 8]
(2)
. (14/ 270)
75590 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{يَوْمَ يَقُولُ المُنافِقُونَ والمُنافِقاتُ} الآية، قال: بينما الناس في ظُلمةٍ إذ بعث الله نورًا، فلمّا رأى المؤمنون النور توجّهوا نحوه، وكان النورُ لهم دليلًا إلى الجنة من الله، فلمّا رأى المنافقون المؤمنين قد انطلَقوا تَبِعوهم، فأظلم اللهُ على المنافقين، فقالوا حينئذ:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} فإنّا كُنّا معكم في الدنيا. قال المؤمنون: ارجعوا من حيث جئتم مِن الظُّلمة، فالتمِسوا هنالك النور
(3)
. (14/ 270)
75591 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قال: بينما الناس في ظُلمةٍ إذا بعث الله نورًا، فلمّا رأى المؤمنون النورَ تَوَجّهوا نحوه، وكان النور دليلًا لهم مِن الله إلى الجنة، فلمّا رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تَبِعوهم،
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 122 (11242) بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع 10/ 359 (18443): «فيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة، وهو متروك» . وقال الألباني في الضعيفة 1/ 623 (434): «موضوع» .
(2)
أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 133 - 134. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
فأظلم اللهُ على المنافقين، فقالوا حينئذ:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ} فإنّا كُنّا معكم في الدنيا. قال المؤمنون: ارجِعوا مِن حيث جئتم من الظُّلمة، فالتمِسوا هنالك النور
(1)
. (14/ 269)
75592 -
عن أبي أُمامة الباهلي -من طريق يوسف بن الحجاج- قال: تُبعث ظُلمة يوم القيامة، فما من مؤمن ولا كافر يرى كفّه، حتى يبعث اللهُ بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم، فيَتبَعهم المنافقون، فيقولون:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ}
(2)
. (14/ 269)
75593 -
عن سليم بن عامر، قال: خرجنا على جنازةٍ في باب دمشق، ومعنا أبو أُمامة الباهلي، فلمّا صلّى على الجنازة وأخذوا في دفنها، قال أبو أُمامة: أيها الناس، إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزلٍ تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزلٍ آخر، وهو القبر؛ بيت الوحدة، وبيت الظّلمة، وبيت الدود، وبيت الضِّيق، إلا ما وسّع الله، ثم تَنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنّكم لَفي بعض تلك المواطن حتى يَغشى الناسَ أمرُ الله، فتَبْيضّ وجوهٌ، وتَسودّ وجوهٌ، ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر، فتغشى الناس ظُلمة شديدة، ثم يُقسَم النور، فيُعطى المؤمن نورًا، ويُترك الكافر والمنافق فلا يُعطَيان شيئًا، وهو المثَل الذي ضرب الله في كتابه:{أوْ كَظُلُماتٍ في بَحْرٍ لُجِّيٍّ} إلى قوله: {فَما لَهُ مِن نُورٍ} [النور: 40]، ولا يستضيء الكافرُ والمنافقُ بنور المؤمن، كما لا يستضيء الأعمى ببَصر البصير، ويقول المنافق للذين آمنوا:{انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِن نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا ورَآءَكُمْ فالتَمِسُواْ نُورًا} . وهي خُدعة الله التي خدع بها المنافقين، حيث قال:{يُخادِعُونَ اللَّهَ وهُوَ خادِعُهُمْ} [النساء: 142]، فيرجعون إلى المكان الذي قُسِم فيه النور فلا يجدون شيئًا، فينصرفون إليهم، وقد ضُرِب بينهم بسُورٍ له باب {باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ يُنادُونَهُمْ ألَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} نُصلّي صلاتكم، ونغزو مغازيكم؟! {قالُوا بَلى} إلى قوله:{وبِئْسَ المَصِيرُ} . يقول سليم بن عامر: فما يزال المنافقُ مغترًّا حتى يقسم النور، ويميز الله بين المؤمن والمنافق
(3)
. (14/ 268)
(1)
أخرجه ابن جرير 22/ 401، وبنحوه من طريق الضَّحّاك. وعزاه السيوطي إلى البيهقي في البعث، وابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 42 - .
(3)
أخرجه ابن المبارك (368 - زوائد نعيم)، وابن أبي الدنيا في الأهوال 6/ 194 - 195 (140)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 42 - ، والحاكم 2/ 400، والبيهقي في الأسماء والصفات (1015).
قال محقق الأسماء والصفات: «موقوف، صحيح الإسناد» . وزاد ابن أبي الدنيا في آخره: «يقول سليم: فما يزال المنافق مغترًّا حتى يقسم النور، ويميز الله بين المؤمن والمنافق» .