الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ}
76801 -
عن أبي هريرة، قال: كُنّا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين أنزلت سورة الجُمُعة، فتلاها، فلما بلغ:{وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قال له رجل: يا رسول الله، مَن هؤلاء الذين لم يَلحَقوا بنا؟ فوضع يدَه على رأس سلمان الفارسي، وقال:«والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثُّريّا لَناله رجالٌ مِن هؤلاء»
(1)
. (14/ 455)
76802 -
عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالًا ونساءً، يدخلون الجنة بغير حساب» . ثم قرأ: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}
(2)
. (14/ 456)
76803 -
قال عبد الله بن عمر =
76804 -
وسعيد بن جُبَير: {لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} هم العَجَم
(3)
. (ز)
76805 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن العاص، عن أبيه، عن جدّه- أنه قال له أحد الأبناء
(4)
: أما إنّ سورة الجُمُعة أنزلت فينا وفيكم في قتْلكم الكذّاب. ثم قرأ: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ} حتى بلغ: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: فأنتم هم
(5)
. (ز)
76806 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: مَن ردَف الإسلام من الناس كلّهم
(6)
. (14/ 456)
76807 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا
(1)
أخرجه البخاري 6/ 151 (4897)، ومسلم 4/ 1972 (2546)، وابن جرير 22/ 630 مطولًا، والثعلبي 9/ 39.
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة 1/ 134 (309)، والطبراني في الكبير 6/ 201 (6005)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 117 - . وأورده الثعلبي 9/ 306 - 307.
قال الهيثمي في المجمع 10/ 408 (18702): «رواه الطبراني، وإسناده جيد» .
(3)
تفسير الثعلبي 9/ 306، وتفسير البغوي 8/ 111.
(4)
الأبناء: في الأصل جمع ابن، ويقال لأولاد فارس الأبناء، وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف ابن ذي يزن لما جاء يستنجده على الحبشة، فنصروه، وملكوا اليمن، وتدبروها، وتزوجوا في العرب، فقيل لأولادهم: الأبناء، وغلب عليهم هذا الاسم؛ لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم. النهاية (أبن).
(5)
أخرجه ابن جرير 22/ 629.
(6)
تفسير مجاهد ص 659، وأخرجه ابن جرير 22/ 631. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
بِهِمْ}، قال: العَجَم
(1)
[6611]. (14/ 455)
76808 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، في قوله:{وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} : يعني: مَن أسلم من الناس، وعمل صالحًا؛ مِن عربيّ وعجميّ، إلى يوم القيامة
(2)
. (14/ 457)
76809 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق إسماعيل- في قوله: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: هم التّابعون
(3)
[6612]. (14/ 457)
76810 -
قال مقاتل بن سليمان: {وآخَرِينَ مِنهُمْ} الباقين مِن هذه الأُمّة مِمَّن بقي منهم
(4)
. (ز)
76811 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} ، قال: هؤلاء كلّ مَن كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، كلّ مَن دخل في الإسلام من العرب والعَجَم
(5)
. (ز)
76812 -
عن يحيى بن سلّام -من طريق أحمد بن موسى- في قوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، قال:[في] تفسير مجاهد: يعني: إخوانهم من العَجَم، أي: بَعثَ في الأُمّيّين رسولًا منهم وفي آخرين منهم لمّا يَلحَقوا بهم بعد
(6)
[6613]. (ز)
[6611] ذكر ابنُ عطية (8/ 300) أنه على هذا القول الذي قاله عبد الله بن عمر، ومجاهد من طريق ليث، وسعيد بن جُبَير، والقول الذي قاله أبو هريرة فقوله تعالى:{منهم} إنما يريد: في البشرية والإيمان، كأنه تعالى قال: وآخرين من الناس.
[6612]
ذكر ابنُ عطية (8/ 300 - 301) أنه على هذا القول الذي قاله عكرمة ومقاتل فقوله تعالى: {منهم} يريد به: النّسب والإيمان.
[6613]
اختُلف في الذين عُنوا بقوله: {وآخرين منهم} على أقوال: الأول: فارس. الثاني: الرّوم والعَجَم. الثالث: التابعين من أبناء العرب. الرابع: أنهم جميع طوائف الناس.
ورجَّح ابنُ جرير (22/ 631) -مستندًا إلى دلالة العموم- القول الأخير الذي قاله مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وابن زيد، والضَّحّاك، فقال:«لأن الله عز وجل عمّ بقوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} كلّ لاحقٍ بهم من» آخرين «، ولم يخصّص منهم نوعًا دون نوع، فكلّ لاحقٍ بهم فهو من الآخرين الذي لم يكونوا في عداد الأولين الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم آيات الله» .
وكذا رجَّحه ابن تيمية (6/ 302) مستندًا إلى الدلالة العقلية، والنظائر، فقال:«فإنّ قوله: {وآخرين منهم} أي: في الدّين دون النّسب؛ إذ لو كانوا منهم في النّسب لكانوا من الأُمّيين. وهذا كقوله تعالى: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} [الأنفال: 75]» . وساق ابنُ كثير (13/ 555 بتصرف) الحديث الوارد عن أبي هريرة في تفسير قوله: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ، ثم بيّن دلالته على العموم، فقال: «ففي هذا الحديث دليل
…
على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس؛ لأنه فسّر قوله: {وآخرين منهم} بفارس، ولهذا كتب كُتبه إلى فارس والرّوم وغيرهم من الأمم، يدعوهم إلى الله عز وجل، وإلى اتّباع ما جاء به».
وذكر ابنُ عطية (8/ 301) أن قوله تعالى: {منهم} على هذا القول إنما يريد: في البشرية والإيمان، كأنه قال: وفي آخرين من الناس. ثم قال: «وذلك أنّا نجد بَعْثه صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلائق» .
وذكر ابنُ القيم (3/ 154) أنه اختُلف في هذا اللحاق المنفي، فقيل: هو اللحاق في الزمان، أي: يتأخر زمانهم عنهم. وقيل: هو اللحاق في الفضل والسّبق. ثم علَّق بقوله: «وعلى التقديرين فامتنّ عليهم سبحانه بأنْ علّمهم بعد الجهل، وهَداهم بعد الضلالة، ويا لَها مِن مِنّة عظيمة فاقَت المِنن وجَلّت أن يقدر العباد لها على ثمن» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 22/ 628 - 629، كذلك من طريق سفيان. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 390 - . وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 292. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 325.
(5)
أخرجه ابن جرير 22/ 631.
(6)
أخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص 216 (38).