الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أعْداءً} يقول: إن يَظهروا عليكم وأنتم على دينكم الإسلام مُفارقين لهم، {ويَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ} بالقتْل، {وأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ} يعني: الشَّتم، {ووَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} إن ظهروا عليكم، يعني: أن تَرجعوا إلى دينهم
(1)
. (ز)
{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
(3)}
76448 -
قال مقاتل بن سليمان: فإن فعلتم ذلك {لَنْ تَنْفَعَكُمْ} يعني: لا تغني عنكم {أرْحامُكُمْ} يعني: أقرباءكم، {ولا أوْلادُكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ} بالعدل، {واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} به
(2)
. (ز)
نزول الآية:
76449 -
قال علي بن أبي طالب: لَمّا أنزل الله عز وجل خَبَرًا عن إبراهيم عليه السلام قال لأبيه: {سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} [مريم: 47] سمعتُ رجلًا يستغفر لوالديه وهما مشركان، فقلت له: تستغفر لهما وهما مشركان؟! فقال: أوَلَم يستغفر إبراهيمُ لأبيه؟! فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له؛ فأنزل الله عز وجل:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم} إلى قوله: {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
76450 -
قال مقاتل بن سليمان: {قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْراهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ} من المؤمنين؛ {إذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إنّا بُرَآء مِنكُمْ ومِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} من الآلهة، {كَفَرْنا بِكُمْ} يقول: تبرّأنا منكم [6565]، {وبَدا} يعني: وظهر {بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ العَداوَةُ
[6565] قال ابنُ عطية (8/ 280): «قوله: {كفرنا بكم} أي: كذبناكم في أقوالكم، ولم نؤمن بشيء منها. ونظير هذا قوله عليه السلام حكاية عن قول الله عز وجل: «فهو مُؤمِن بي، كافِرٌ بالكوكب» ».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 300.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 300.
(3)
تفسير البغوي 4/ 101.