الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
(21)}
75715 -
قال مقاتل بن سليمان: {وجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ والأَرْضِ} يعني: السموات السبع والأرضين السبع، لو أُلصقت السموات السبع بعضها إلى بعض، ثم أُلصقت السموات بالأرضين؛ لكانت الجنان في عرضها جميعًا، ولم يذكر طولها، {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ} يعني: صدَّقوا بتوحيد الله عز وجل {ورُسُلِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبي. يقول الله تعالى: {ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ} مِن عباده، فيخصّهم بذلك، {واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ}
(1)
. (ز)
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ}
75716 -
عن أبي حسان: أنّ رجلين دخلا على عائشة، فقالا: إنّ أبا هريرة يحدِّث أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «إنما الطِّيرة في الدّابّة، والمرأة، والدار» . فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم، ما هكذا كان يقول، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطِّيرة في المرأة، والدّابّة، والدار» . ثم قرأت: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ إلّا في كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأَها إنَّ ذَلِكَ عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ}
(2)
. (14/ 284)
75717 -
عن سُليم بن جابر الهُجَيمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيُفتَح على أُمّتي بابٌ مِن القَدَر في آخر الزمان، لا يسدُّه شيء، يكفيكم منه أن تَلْقَوْهم بهذه الآية:
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 243 - 244.
(2)
أخرجه أحمد 43/ 197 (26088)، والحاكم 2/ 521 (3788).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع 5/ 104 (8404، 8405): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح» . وأورده الألباني في الصحيحة 2/ 689 (993).
{ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ إلّا في كِتابٍ} الآية»
(1)
. (14/ 287)
75718 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ} ، يقول: في الدين والدنيا
(2)
. (14/ 283)
75719 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوفيّ- في قوله: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ} الآية، قال: هو شيء قد فُرِغ منه مِن قبل أن نَبرأ الأنفس
(3)
. (14/ 284)
75720 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ إلّا في كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأَها إنَّ ذَلِكَ عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ} : يريد: مصائب المعاش، ولا يريد مصائب الدين، إنه قال:{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ} وليس من مصائب الدين، أمرهم أن يأْسَوْا على السيئة ويفرحوا بالحسنة
(4)
. (14/ 285)
75721 -
عن الربيع بن أبي صالح، قال: دخلتُ على سعيد بن جُبَير في نفرٍ، فبكى رجل من القوم، فقال: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لِما أرى بك، ولِما يُذهَب بك إليه. قال: فلا تبكِ؛ فإنه كان في علْم الله أن يكون، ألا تسمع إلى قوله:{ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ إلّا في كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأَها}
(5)
. (14/ 286)
75722 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ ولا في أنْفُسِكُمْ إلّا في كِتابٍ} ، قال: هو شيءٌ قد فُرِغ منه
(6)
. (ز)
75723 -
قال عامر الشعبي: المصيبة: ما يكون من خير وشرٍّ، وما يسيء ويسُرّ
(7)
. (ز)
75724 -
عن الحسن البصري -من طريق منصور- أنه سُئِل عن هذه الآية: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ} . فقال: سبحان الله، مَن يشكُّ في هذا؟! كلّ مصيبة بين السماء والأرض ففي كتاب من قبل أن تُبرأ النّسمة
(8)
. (14/ 284)
(1)
أورده الديلمي في مسند الفردوس 2/ 322 (3466).
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 420 بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 47 - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 418 بلفظ: هو شيء قد فُرغ منه من قبل أن نبرأ النفس.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 114. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
أخرجه ابن جرير 22/ 419.
(7)
تفسير الثعلبي 9/ 245.
(8)
أخرجه ابن جرير 22/ 419، والبيهقي في شعب الإيمان (9770)، وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (15).
75725 -
عن الحسن البصري، في الآية:{ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ} ، قال: أنزل الله المصيبة، ثم حبسها عنده، ثم يخلُق صاحبَها، فإذا عمل خطيئتها أرسَلها عليه
(1)
. (14/ 286)
75726 -
عن الحسن البصري، في الآية:{ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ} ، قال: إنّه ليقضي بالسيئة في السماء، وهو كلّ يوم في شأن، ثم يُضْرَبُ لها أجلٌ، فيحبسها إلى أجلها، فإذا جاء أجلها أرسَلها، فليس لها مردود؛ إنه كائن في يوم كذا، من شهر كذا، من سنة كذا، في بلد كذا، من مصيبةٍ في القحْط والرزق، والمصيبة في الخاصة والعامة، حتى إنّ الرجل يأخذ العصا يتعصّا بها، وقد كان لها كارهًا، ثم يعتادها حتى ما يستطيع تركها
(2)
. (14/ 285)
75727 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ} قال: من السّنين، {ولا في أنْفُسِكُمْ} قال: الأوجاع والأمراض
(3)
. (14/ 286)
75728 -
قال مقاتل بن سليمان: {ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرْضِ} مِن قحْط المطر، وقِلّة النبات، ونقص الثمار، {ولا في أنْفُسِكُمْ} يقول: ما أصاب هذه النفس مِن البلاء، وإقامة الحدود عليها، {إلّا في كِتابٍ} مكتوب، يعني: اللوح المحفوظ
(4)
. (ز)
75729 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: المصائب، والرزق، والأشياء كلّها؛ مما تحب وتكره
(5)
[6503]. (ز)
[6503] علَّق ابن عطية (8/ 236 - 237) على قول ابن زيد، والشعبي، بقوله:«فهذا على معنى لفظ {أصاب} لا على عُرف المصيبة، فإنّ عُرفها في الشر» . وذكر ابن ابن عباس قال: معناه: أنه أراد عُرف المصيبة. وعلَّق عليه بقوله: «وخصّها بالذكر لأنها أهمّ على البشر، وهي بعض من الحوادث تدلُّ على أن جميع الحوادث خيرها وشرها كذلك» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 275، وابن جرير 22/ 418 - 419، وبنحوه من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 244.
(5)
أخرجه ابن جرير 22/ 419 - 420.