الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
73939 -
عن محمد بن كعب القُرَظيّ، في قوله:{والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ} قال: ذكر الله قوم نوح وما أصابهم من العذاب، وذكر عادًا وما أصابهم من الرّيح، وذكر ثمود وما أصابهم من الصيحة، وذكر قوم لوط وما أصابهم من الحجارة، وذكر آل فرعون وما أصابهم من الغرق، فقال:{أكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِن أُولَئِكُمْ أمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ} إلى قوله: {والسّاعَةُ أدْهى وأَمَرُّ} يعني: أدهى مما أصاب أولئك وأمرّ
(1)
. (14/ 88)
73940 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم أوعدهم، فقال:{بَلِ السّاعَةُ} يعني: يوم القيامة {مَوْعِدُهُمْ} بعد القتل، {والسّاعَةُ} يعني: والقيامة {أدْهى} يعني: أقطع
(2)
{وأَمَرُّ} من القتل. يقول: القتل يسيرٌ ببدر، ولكن عذاب جهنم أدهى وأمرُّ عليهم من قتْل بدر
(3)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
73941 -
عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «بادِروا بالأعمال سبعًا: ما ينتظر أحدكم إلا غنًى مُطْغِيًا، أو فقرًا مُنسِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هرَمًا مُفْنِدًا
(4)
، أو موتًا مُجهزًا، أو الدَّجّال، والدَّجّال شر غائب يُنتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمرّ»
(5)
. (14/ 88)
73942 -
عن معقل، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:«إنّ الله جعل عقوبة هذه الأمة السيف، وجعل موعدهم الساعة، والساعة أدهى وأمرّ»
(6)
. (14/ 89)
(1)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
(2)
كذا في المصدر، ولعلها: أفظع.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 184.
(4)
الفند في الأصل: الكذب. ثم قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند. لأنه يتكلم بالحرف من الكلام عن سنن الصحة. وأفنده الكبر: إذا أوقعه في الفند. النهاية (فند).
(5)
أخرجه الترمذي 4/ 347 - 348 (2459)، والثعلبي 9/ 170، من طريق أبي مصعب، عن محرر بن هارون، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب؛ لا نعرفه من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، إلا من حديث محرز بن هارون» . وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 1090 (2313): «محرز متروك الحديث» . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 124 - 125 (5080): «رواه الترمذي من رواية محرر، ويقال محرز -بالزاي-، وهو واهٍ، عن الأعرج عنه» . وقال الألباني في الضعيفة 4/ 163 (1666): «ضعيف» .
(6)
أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 202 (460)، من طريق عبد الله بن عيسى، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن معقل بن يسار به. وأورده الديلمي في الفردوس 3/ 54 (4140).
قال الهيثمي في المجمع 7/ 224 (11986): «فيه عبد الله بن عيسى الخزاز، وهو ضعيف» .
73943 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه حدّثهم، قال: بَينا أنا عند عمر بن الخطاب، وهو خليفة، وهو يعرض الناس على ديوانهم؛ إذ مرّ به شيخٌ كبير أعمى، يَجْبِذُه قائده جَبْذًا شديدًا، فقال عمر حين رآه: ما رأيتُ كاليوم منظرًا أسوأ. فقال رجل من القوم جالس عنده: وما تعرف هذا، يا أمير المؤمنين؟ قال: لا. قال: هذا ابن ضبعا السّلمي، ثم البهزي، الذي بَهَلَه بُرَيْقٌ
(1)
، فقال عمر: قد عرفتُ أن بُرَيقًا لقب، فما اسم الرجل؟ قالوا: عِياض. قال: فدُعي له، فقال: أخبِرني خبرك وخبر بني ضبعا. قال: يا أمير المؤمنين، أمرٌ من أمر الجاهلية قد انقضى شأنه، وقد جاء الله عز وجل بالإسلام. فقال عمر: اللهم، غُفرًا، ما كنّا أحقّ بأن نتحدّث بأمر الجاهلية منذ أكرمنا الله بالإسلام، حدّثنا حديثك وحديثهم. قال: يا أمير المؤمنين، كانوا بني ضبعا عشرة، فكنت ابنَ عم لهم لم يبق من بني أبي غيري، وكنت لهم جارًا، وكانوا أقرب قومي لي نسبًا، وكانوا يضطهدونني ويظلمونني، ويأخذون مالي بغير حقّه، فذكّرتُهم الله والرَّحِم والجوار إلا ما كفّوا عني، فلم يمنعني ذلك منهم، فأمهلتُهم حتى إذا دخل الشهر الحرام رفعتُ يدي إلى السماء، ثم قلتُ:
لاهمَّ أدعوك دعاء جاهدا
…
اقتل بني الضبعاء إلا واحدا
ثم اضرب الرجل فذره قاعدا
…
أعمى إذا ما قيد عنى القائدا
فتتابع منهم تسعة في عامهم موتًا، وبقي هذا معي، ورماه الله في رجليه بما ترى، فقائده يلقى منه ما رأيتَ، فقال عمر: سبحان الله، إنّ هذا للعجب.
فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين، فشأن أبي تَقاصُفٍ الهذلي ثم الخُناعِيُّ أعجب من هذا، قال: وكيف كان شأنه؟ قال: كان لأبي تَقاصُف تسعة هو عاشرهم، وكان لهم ابن عمٍّ هو منهم بمنزلة عياض من بني ضبعا، فكانوا يظلمونه ويضطهدونه، ويأخذون ماله بغير حقّ، فذكّرهم الله والرَّحِم إلا ما كفّوا عنه، فلم يمنعه ذلك منهم، فأمهلهم حتى إذا دخل الشهر الحرام رفع يديه إلى الله عز وجل، ثم قال:
لاهمَّ ربّ كل امرئ آمن وخائف
…
وسامع هتاف كل هاتف
إنّ الخناعي أبا تقاصف
…
لم يعطني الحق ولم يناصف
فاجمع له الأحبة الألاطف
…
بين كَرّانَ ثم والنواصف
(1)
أي: الذي لَعَنه ودعا عليه رجل اسمه بُرَيْقٌ. لسان العرب (بهل).