الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}
76122 -
عن عبد الله بن عباس: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} وذلك لِهَدْمهم بيوتهم عن نُجُفِ
(1)
أبوابهم إذا احتملوها
(2)
. (14/ 339)
76123 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فاعْتَبِرُوا يا أُولِي الأَبْصارِ} ، قال: يعني: بني النَّضِير، جعل المسلمون كلّما هَدموا شيئًا مِن حصونهم جعلوا يَنقُضون بيوتهم ويُخرِبونها، ثم يَبنُون ما يُخرِب المسلمون، فذلك هلاكهم
(3)
. (ز)
76124 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- قال في قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} : يعني: أهل النَّضِير، جعل المسلمون كلّما هدَموا مِن حِصنهم جعلوا يَنقُضون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، ثم يَبنُون ما خَرّب المسلمون
(4)
. (ز)
(1)
النُّجف جمع نِجاف: وهي العتبة، وهي أسكفة الباب. التاج (نجف).
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه. وينظر: سيرة ابن هشام 2/ 192 - 195. وتقدم بتمامه في نزول الآيات.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 502.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 502.
76125 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله:{يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين} ، قال: كانت بيوتُهم مُزَخرفَةً، فحسَدوا المسلمين أن يَسكنوها، وكانوا يُخرِّبونها مِن داخل، والمسلمون من خارج
(1)
. (14/ 351)
76126 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} ، قال: كان المسلمون يُخرِبون ما يليهم مِن ظاهرها؛ ليدخلوا عليهم، ويُخرِبها اليهود من داخلها
(2)
. (14/ 349)
76127 -
عن محمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق معمر- في قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} ، قال: لَمّا صالحوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانوا لا يُعجِبُهم خشبةً إلا أخذوها، فكان ذلك تخريبها
(3)
. (14/ 350)
76128 -
عن يزيد بن رُومان -من طريق ابن إسحاق- قال: احتَملوا مِن أموالهم -يعني: بني النَّضِير- ما استَقلّت به الإبل، فكان الرجلُ منهم يهدم بيته عن نِجاف بابه، فيضعه على ظهر بعيره، فينطَلِق به. قال: فذلك قوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} ، وذلك هدْمُهم بيوتهم عن نُجُف أبوابهم إذا احتَملوها
(4)
. (ز)
76129 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} لَمّا أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالسَّير إلى بني النَّضِير، فبَلغهم ذلك، خَرّبوا الأَزِقّة، وحصّنوا الدُّور، فأتاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقاتَلهم إحدى وعشرين ليلة، كلمّا ظهر على دار مِن دُورهم أو دَرْبٍ من دُروبهم هدمه لِيَتَّسِع المقاتل، وجعلوا يَنقُبون
(5)
دُورهم مِن أدبارها إلى الدار التي تليها، ويَرمُون أصحاب رسول الله بنَقْضِها، فلمّا يئسوا مِن نصْر المنافقين، وذلك أنّ المنافقين كانوا وعدوهم إن قاتلهم النبي أن ينصروهم؛ فلمّا يئسوا مِن نصْرهم سألوا نبيَّ الله الصُّلح، فأبى عليهم إلا أن يَخرجوا من المدينة، فصالَحهم على أن يُجليَهم إلى الشام على أنّ لهم أن يَحمل أهلُ كلِّ ثلاثة أبيات على بعير ما شاؤوا مِن طعام وسقاء، ولنبي الله وأصحابه ما فَضل، ففعلوا
(6)
. (ز)
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 283، وابن جرير 22/ 501، كذلك بنحوه من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 282، وابن جرير 22/ 501. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 501.
(5)
النَّقْبُ: الثَّقْبُ في أي شيء كان. لسان العرب (نقب).
(6)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 365 - 366 - .
76130 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله:{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} مِن داخل الدار، لا يَقْدِرون على قليلٍ ولا كثير ينفعهم إلا خَرَّبوه وأفسدوه؛ لِئَلّا يَدَعوا شيئًا ينفعهم إذا رحلوا. وفي قوله:{وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} ويُخرِّب المؤمنون ديارهم من خارجها؛ كيما يَخلُصوا إليهم
(1)
. (14/ 350)
76131 -
قال مقاتل بن سليمان: {وقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} بقتْل كعب بن الأشرف، أرعَبهم الله بقتْله؛ لأنه كان رأسهم وسيدهم، قتَله محمد بن مسلمة الأنصاري، وكان أخاه مِن الرضاعة، وغيره، وكان مع محمدٍ ليلة قتل كعب بن الأشرف أخو محمد بن سلمة، وأبو ليل
(2)
، وعُتبة؛ كلّهم من الأنصار، {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} وذلك أنّ المنافقين دَسُّوا وكتبوا إلى اليهود: ألّا يخرجوا مِن الحِصن، وأن يدبروا على الأَزِقّة وحصونها، فإن قاتَلتم محمدًا فنحن معكم لا نخذلكم ولَنَنصُرَنّكم، ولَئِن أُخرجتم لنَخرُجنّ معكم، فلمّا سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم وجدهم ينُوحون على كعب بن الأشرف. قالوا: يا محمد، واعية على أثر واعية، وباكية على أثر باكية، ونائحة على أثر نائحة. قال: نعم. قالوا: فذَرنا نبكي شُجونًا، ثم نأتَمر لأمرك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اخرجوا من المدينة» . قالوا: الموتُ أقربُ إلينا مِن ذلك. فتَنادَوا الحربَ، واقتتلوا، وكان المؤمنون إذا ظهروا على دَرْبٍ مِن دُروبهم تأخّروا إلى الذي يليه، فنَقبوه مِن دُبره، ثم حصَّنوها، ويُخرب المسلمون ما ظهروا عليه مِن نَقض بيوتهم، فيَبنُون دروبًا على أفواه الأَزِقّة، فذلك قوله:{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ}
(3)
. (ز)
76132 -
عن مقاتل بن حيّان -من طريق بكير بن معروف- في قول الله عز وجل: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ} ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقاتِلهم، فإذا ظهر على دربٍ أو دارٍ هَدم حيطانها؛ لِيَتَّسع المكانُ للقتال، وكانت اليهود إذا غُلِبوا على دربٍ أو دارٍ نَقبوها مِن أدبارها، ثم حصّنوها، ودَرَّبوها
(4)
، يقول الله عز وجل: {فاعْتَبِرُوا
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعله: أبو نائلة، واسمه: سلكان بن سلامة بن وقش، أخو سلمة بن سلامة بن وقش، أحد بني عبد الأشهل، ذكر ابن إسحاق أنه كان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، بخلاف ما ذكر في الأثر. ينظر: سيرة ابن هشام 2/ 55، والإصابة 7/ 336.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 275 - 276.
(4)
الدَّرْبُ: باب السِّكَّة الواسع. لسان العرب (درب).