الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأَرسَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله، فأتاه ومعه رجال من الأنصار يَرفُدونه
(1)
ويَكذِبون عنه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني عنك؟» . قال عبد الله: والذي أنزل عليك الكتاب، ما قلتُ شيئًا من ذلك قطّ، وإنّ زيدًا لَكاذب، وما عملتُ عملًا قطُّ أرجى في نفسي أن يُدخلني اللهُ به الجنةَ مِن غَزاتي هذه معك. وصدّقه الأنصار، وقالوا: يا رسول الله، شيخنا وسيّدنا لا يُصدَّق عليه قول غلام من غلمان الأنصار مشى بكذبٍ ونميمة! فعذَره النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وفشَت الملامة لزيد في الأنصار، وقالوا: كذَب زيد، وكذّبه النبي صلى الله عليه وسلم. وكان زيد يُسايِر النبي صلى الله عليه وسلم في المسِير قبل ذلك، فاستحى بعد ذلك أن يَدنُوَ مِن النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى تصديق زيد وتكذيب عبد الله، فقال:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا ولِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ والأَرْضِ ولَكِنَّ المُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنها الأَذَلَّ ولِلَّهِ العِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ ولَكِنَّ المُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} . فانطلَق النبي صلى الله عليه وسلم يسير ويتخلّل على ناقته حتى أدرك زيدًا، فأخذ بأُذُنه، فَفَركها حتى احمرّ وجهه، فقال لزيد:«أبْشِر؛ فإنّ الله تعالى قد عذَرك، ووقى سمعك، وصدّقك» . وقرأ عليه الآيتين وعلى الناس، فعرفوا صِدْق زيد، وكَذِبَ عبد الله
(2)
. (ز)
تفسير الآيتين
77019 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا} ، يقول: لا تُطعموا محمدًا وأصحابه حتى تُصيبهم مجاعة فيَتركوا نبيّهم. وفي قوله: {لَئِنْ رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنها الأَذَلَّ} ، قال: قال ذلك عبد الله بن أُبيّ رأس المنافقين، وأناس معه من المنافقين
(3)
. (14/ 502)
77020 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَن عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتّى يَنْفَضُّوا} : يعني: الرِّفد والمعونة، وليس يعني: الزَّكاة المفروضة؛ والذين قالوا هذا هم المنافقون
(4)
. (ز)
(1)
من الرِّفْد: وهو الإعانة. النهاية (رفد).
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 338 - 341.
(3)
أخرجه ابن جرير 22/ 662. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 22/ 660.