الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلى. قال: فإنه قد نهى عنه
(1)
. (14/ 366)
76235 -
عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، قال: لقي عبد الله بن مسعود رجلًا مُحْرِمًا وعليه ثيابُه، فقال: انزع عنك هذا. فقال الرجل: أتقرأ عليَّ بهذا آيةً مِن كتاب الله؟ قال: نعم، {ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا}
(2)
. (ز)
76236 -
عن الهيثم بن عمران العبسيّ، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله، يقول: ينبغي لنا أن نحفظ ما جاءنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّ الله يقول:{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ، فهو عندنا بمنزلة القرآن
(3)
. (ز)
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(8)}
76237 -
عن أسلم، قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: اجتمِعوا لِهذا المال، فانظُروا لِمَن تَرونه. ثم قال لهم: إني أمرتكم أن تجتَمعوا لهذا المال، فتَنظُروا لِمَن تَرونه، وإنّي قرأتُ آياتٍ مِن كتاب الله، فكَفَتني؛ سمعتُ الله يقول:{ما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُرى فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ} إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ} واللهِ، ما هو لهؤلاء وحدهم، {والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ} إلى قوله:{المُفْلِحُونَ} واللهِ، ما هو لهؤلاء وحدهم، {والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا} إلى قوله:{رَحِيمٌ} واللهِ، ما أحد من المسلمين إلا له حقٌّ في هذا المال؛ أعُطي منه أو مُنع عنه، حتى راعٍ بعَدَن
(4)
. (14/ 362)
76238 -
عن مالك بن أوس بن الحَدَثان، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {إنَّما الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والمَساكِينِ} حتى بلغ: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]. ثم قال: هذه لهؤلاء. ثم قرأ: {واعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُمْ مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} الآية [الأنفال: 41]، ثم قال: هذه لهؤلاء. ثم قرأ: {ما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُرى} حتى بلغ: {لِلْفُقَراءِ
(1)
أخرجه أحمد 7/ 197 (4129)، والبخاري (4886، 4887)، ومسلم (2125). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
أخرجه الثعلبي 9/ 277.
(3)
أخرجه المروزي في السنة ص 105 (103)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 8/ 436.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 12/ 351 - 352، والبيهقي 6/ 351. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.
المُهاجِرِينَ} إلى آخر الآية، ثم قال: هذه للمهاجرين. ثم تلا: {والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ مِن قَبْلِهِمْ} إلى آخر الآية، فقال: هذه للأنصار. ثم قرأ: {والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ} إلى آخر الآية، ثم قال: استوعبتْ هذه المسلمين عامّةً، وليس أحدٌ إلا له في هذا المال حقٌّ إلا ما تملكون من وُصُفِكُم
(1)
. ثم قال: لَئِن عشتُ ليَأتينّ الراعي وهو بسَرْو حِمْيَر
(2)
نصيبه منها، لم يَعرَق فيه جبينه
(3)
. (14/ 361)
76239 -
عن مالك بن أوس بن الحَدَثان، قال: بعث إليّ عمر بن الخطاب في الهاجرة
(4)
، فجئتُه، فدخلتُ عليه، فإذا هو جالسٌ على سرير، ليس بينه وبين رَمْل
(5)
السرير فراش، مُتّكِئ على وسادة مِن أدَم، فقال: يا مالك، إنه قدم علينا أهلُ أبيات من قومك، وإني قد أمرتُ فيهم بِرَضْخ
(6)
، فخُذه، فاقسِمه بينهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، إنهم قومي، وأنا أكره أن أدخل بهذا عليهم، فمُرْ به غيري. فإني لأراجعه في ذلك إذ جاءه يَرْفَأ
(7)
غلامه، فقال: هذا عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف. فأذِن لهم، فدَخلوا، ثم جاءه يَرْفَأ، فقال: هذا عليٌّ، وعباس. قال: ائذن لهما. فدخلا. فقال عباس: ألا تعدِيني
(8)
على هذا؟ فقال القوم: يا أمير المؤمنين، اقضِ بين هذين، وأَرِح كلَّ واحد منهما مِن صاحبه؛ فإنّ في ذلك راحةً لك ولهما. فجلس عمر، ثم قال: اتَّئِدُوا. وحَسر عن ذراعيه، ثم قال: أنشُدُكم بالله -أيها الرّهط-، هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنّا لا نُورَث، ما تَركنا صدقة، إنّ الأنبياء لا تُورَث» ؟ فقال القوم: نعم، قد سمعنا ذاك. ثم أقبل على علي، وعباس، فقال: أنشُدُكما بالله، هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاك؟ قالا: نعم. فقال عمر: ألا أُحدّثكم عن هذا الأمر، إنّ الله خصّ نبيّه مِن هذا الفيء
(1)
الوَصِيفُ: العبد. والأمة: وصِيفة. النهاية (وصف).
(2)
سرو حمير: منازل حمير بأرض اليمن. معجم البلدان 3/ 86.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 283، وفي المصنف (20040)، وأبو عبيد في الأموال (41)، وابن زنجويه في الأموال (84، 762)، وابن جرير 22/ 516، والبيهقي في سننه 6/ 351 - 352. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(4)
الهاجرة: اشتداد الحر نصف النهار. النهاية (هجر).
(5)
رمل السرير: نسيجه، والمراد: أن السرير كان قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء. النهاية (رمل).
(6)
الرضخ: العطية القليلة. النهاية (رضخ).
(7)
يَرْفَأ: اسم غلام لعمر. لسان العرب (يرف).
(8)
يعديني على فلان: ينصرني عليه. اللسان (عود).
بشيء، لم يُعطه غيره -يريد: أموال بني النَّضِير، كانت نَفلًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد فيها حقٌّ معه-، فواللهِ، ما احتواها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، لقد قَسّمها فيكم حتى أمسك منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدخل منه قُنْيَة
(1)
أهله لسَنَتهم، ويجعل ما بقي في سُبل المال، حتى تَوفّى الله نبيّه صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر، فقال: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعمل بما كان يعمل، وأسير بسِيرته في حياته. فكان يُدخل من هذا المال قُنية أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم لسَنَتهم، ويجعل ما بقي في سُبل المال، كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَوَلِيها أبو بكر حياته حتى تُوفّي، فلمّا تُوفّي أبو بكر قلتُ: أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووليّ أبي بكر، أعمل بما كانا يعملان به في هذا المال. فقبضتُها، فلما أقبلتما عليّ، وأدبرتما، وبدا لي أنْ أدفعها إليكما، أخذتُ عليكما عهد الله وميثاقه لتَعمَلان فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمَل به فيها، وأبو بكر، وأنا، حتى دفعتُها إليكما، أنشُدُكم بالله -أيّها الرّهط- هل دفعتُها إليهما بذلك؟ قالوا: اللهم، نعم. ثم أقبلَ عليهما، فقال: أنشُدُكما بالله هل دفعتُها إليكما بذلك؟ قالا: نعم. قال: فقضاءً غير ذلك تلتمسان مِنِّي؟! فلا، واللهِ، لا أقضي فيها قضاء حتى تقوم الساعة غير ذلك، فإن كنتما عَجَزتما عنها، فأدِّياها إلَيّ. ثم قال عمر: إنّ الله قال: {وما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنهُمْ فَما أوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِن خَيْلٍ ولا رِكابٍ ولَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَن يَشاءُ واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:{ما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُرى فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ ولِذِي القُرْبى} إلى آخر الآية: {واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقابِ} ثم -واللهِ- ما أعطاها هؤلاء وحدهم حتى قال: {لِلْفُقَراءِ المُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ ورِضْوانًا ويَنْصُرُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ} ، ثم -واللهِ- ما جعلها لهؤلاء وحدهم حتى قال:{والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ والإيمانَ} إلى {المُفْلِحُونَ} ، ثم -واللهِ- ما أعطاها لهؤلاء وحدهم حتى قال:{والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا} إلى قوله: {رَحِيمٌ} ، فقَسَمها هذا القَسْم على هؤلاء الذين ذَكر. قال عمر: لَئِن بَقيتُ لَيَأتينّ الرُّوَيْعيَّ بصنعاء حقُّه ودمُه في وجهه
(2)
. (14/ 358)
(1)
القُنْية: ما يستغنى بها. لسان العرب (قنا).
(2)
أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال (26)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (706 - 707)، والبخاري (2904، 3094)، ومسلم (1757/ 49 - 50)، وأبو داود (2963، 3965)، والترمذي (1610)، والنسائي (4159)، وأبو عوانة (6666)، وابن حبان (6608). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.