الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
34611 -
روى سفيان بن عيينة: {قُلْ بِفَضْلِ الله وبِرَحْمَتِه} ، فضل الله: التوفيق، ورحمته: العِصْمَة
(1)
[3128]. (ز)
{هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
(58)}
34612 -
عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن هداه اللهُ للإسلام، وعلَّمه القرآن، ثُمَّ شكا الفاقَة؛ كتب اللهُ الفقرَ بين عينيه إلى يوم يلقاه» . ثم تلا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «{قُلْ بفضل الله وبرحمتهِ فبذلك فليفرحُوا هو خيرٌ مما يجمعونَ} مِن عَرَضِ الدنيا مِن
[3128] أفادت الآثارُ الاختلاف في المراد بفضل الله ورحمته في الآية على عِدَّة أقوال: أولها: أنّ فضل الله: الإسلام، ورحمته: القرآن. وثانيها: أنّ فضل الله: القرآن، ورحمته: الإسلام. وثالثها: أنّ فضل الله: العلم، ورحمته: محمد صلى الله عليه وسلم.
وعلَّقَ ابنُ القيم (2/ 38 بتصرف) على القولين الأول والثاني بقوله: «التحقيق: أنّ كُلًّا منهما فيه الوصفان الفضل والرحمة، وهما الأمران اللذان امْتَنَّ الله بهما على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} [الشورى: 52]، والله? إنّما رفع مَن رفع بالكتاب والإيمان، ووَضَع مَن وضَع بعدمها، ففضله: الإسلام والإيمان، ورحمته: العلم والقرآن، وهو يُحِبُّ مِن عبده أن يفرح بذلك ويُسَرُّ به، بل يُحِبُّ مِن عبده أن يفرح بالحسنة إذا عملها وأن يُسَرَّ بها، وهو في الحقيقة فَرَحٌ بفضل الله حيث وفَّقه الله لها، وأعانه عليها، ويسَّرها له، ففي الحقيقة إنما يفرح العبد بفضل الله وبرحمته» .
وذَهَبَ ابنُ جرير (12/ 194) إلى القول الأول مستندًا إلى أقوال السلف.
وذَهَبَ ابنُ عطية (4/ 493 - 494) إلى الجمعِ مستندًا لعدمِ المُخصّص، فقال:«لا وجه عندي لشيء من هذا التخصيص، إلا أن يستند منه شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي يقتضيه اللفظ ويلزم منه أنّ الفضل هو هداية الله تعالى إلى دينه والتوفيق إلى اتباع شريعته، والرحمة هي عفوه وسكنى جنته التي جعلها جزاء على التَّشرُّع بالإسلام والإيمان به. ومعنى الآية: قل -يا محمد- لجميع الناس: بفضل الله وبرحمته فليقع الفرح منكم، لا بأمور الدنيا وما جمع من حطامها. فالمؤمنون يُقال لهم: فلتفرحوا وهم مُتَلَبِّسون بعِلَّة الفرح وسببه، ومُحَصِّلون لفضل الله، مُنتَظِرون الرحمة. والكافرون يقال لهم: بفضل الله وبرحمته فلتفرحوا، على معنى: أن لو اتفق لكم، أو لو سُعِدتُم بالهداية إلى تحصيل ذلك» .
_________
(1)
تفسير الثعلبي 5/ 135.
الأموال»
(1)
. (7/ 670)
34613 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- {خيرٌ ممّا يجمعونَ} ، قال: مِن الأموال، والحَرْث، والأنعام
(2)
.
(7/ 670)
34614 -
عن هلال بن يساف -من طريق منصور-: {فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} مِن الذَّهَب، والفِضَّة
(3)
. (ز)
34615 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قوله: {هو خير مما يجمعون} ، قال: خيرٌ مِمّا تجمع الكفارُ مِن الأموال
(4)
. (ز)
34616 -
عن الحسن البصري، مثله
(5)
. (ز)
34617 -
عن محمد بن كعبٍ القرظي -من طريق أبي معشر- في الآية، قال: إذا عملتَ خيرًا حَمِدتَ الله عليه، فافرح فهو خيرٌ مما تجمعون من الدنيا
(6)
. (7/ 670)
34618 -
عن أبي التَّيّاح -من طريق هارون- {فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ، يعني: الكُفّار
(7)
[3129]. (ز)
34619 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} معشر المسلمين، {هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ} مِن الأموال. فلمّا نزلت هذه الآيةُ قرأها النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرّاتٍ
(8)
. (ز)
[3129] ذكر ابنُ عطية (4/ 495) فائدة لطيفة، فقال:«إن قيل: كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية وقد ورد ذمُّه في قوله: {لفرح فخور} [هود: 10]، وفي قوله: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص: 76]؟ قيل: إنّ الفرح إذا ورد مقيدًا في خير فليس بمذموم، وكذلك هو في هذه الآية، وإذا ورد مقيدًا في شر أو مُطلقًا لَحِقَه ذمٌّ؛ إذ ليس من أفعال الآخرة، بل ينبغي أن يغلب على الإنسان حزنه على ذنبه وخوفه لربه» .
وبنحوه قال ابنُ القيم (2/ 38).
_________
(1)
أخرجه ابن بشران في أماليه 1/ 212 (493)، من طريق إسماعيل بن أبي زياد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس به.
إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه أبان بن أبي عياش، قال عنه ابن حجر في التقريب (142):«متروك» . والراوي عنه إسماعيل بن أبي زياد، إن كان هو ابن مسلم الشامي فهو «متروك الحديث» أيضًا كما في اللسان لابن حجر 2/ 126.
(2)
أخرجه ابن جرير 2/ 196. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 12/ 195.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1960.
(5)
علَّقه ابن أبي حاتم 6/ 1960.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1959.
(7)
أخرجه ابن جرير 12/ 198.
(8)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 242.