الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآيات شفاءٌ مِن السِّحْر بإذن الله، تُقْرأ في إناءٍ فيه ماءٌ، ثم يُصَبُّ على رأس المسحور؛ الآية التي في يونس:{فلما ألقوا قال مُوسى ما جئتُم به السحرُ إن الله سيُبطلهُ} إلى قوله: {ولو كره المجرمون} . وقولُه: {فوقع الحقُّ وبطل ما كانوا يعملونَ} [الأعراف: 118] إلى آخر أربع آياتٍ. وقوله: {إنمّا صنعوا كيدُ ساحرٍ ولا يُفلح السّاحر حيثُ أتى} [طه: 69]
(1)
. (7/ 692)
{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ
(82)}
34760 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- في قوله: {المجرمون} ، قال: الكُفّار
(2)
. (ز)
34761 -
قال مقاتل بن سليمان: {ويُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ} يقول: يُحِقُّ اللهُ الدينَ بالتوحيد، والظَّفر لنبيه صلى الله عليه وسلم، {ولَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ}
(3)
. (ز)
{فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ}
34762 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة- في قوله: {فما آمن لموسى إلا ذرية} ، قال: الذُّرِّيَّةُ: القليلُ
(4)
[3141]. (7/ 692)
34763 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {ذريةٌ من قومِهِ} ، قال: مِن بني إسرائيل
(5)
. (7/ 692)
34764 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: كانت الذُّرِّيَّةُ التي آمنت
[3141] وجَّهَ ابنُ عطية (4/ 513) تأويل الذّرّيّة بالقليل بقوله: «وهيئة قوله: {فما آمن} تعطي تقليل المؤمنين به؛ لأنّه نفى الإيمان، ثُمَّ أوجبه للبعض، ولو كان الأكثرُ مؤمنًا لأوجب الإيمان أولًا ثم نفاه عن الأقل. وعلى هذا الوجه يتخرّج قول عبد الله بن عباس في الذرية أنّه القليل، لا أنّه أراد أنّ لفظة الذرية هي بمعنى القليل، كما ظن مكيٌّ وغيره» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1974. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1974.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 245.
(4)
أخرجه ابن جرير 12/ 245، وابن أبي حاتم 6/ 1975. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن جرير 12/ 247، وابن أبي حاتم 6/ 1975. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
لموسى مِن أُناسٍ غير بني إسرائيل، مِن قوم فرعون يسيرٌ؛ منهم امرأةُ فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازِنُ فرعون، وامرأةُ خازنه
(1)
[3142]. (7/ 693)
34765 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {فما آمن لموسى إلا ذريةٌ من قومه} ، قال: أولادُ الذين أُرْسِل إليهم موسى مِن طُولِ الزمان، ومات آباؤُهم
(2)
. (7/ 692)
34766 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه} ، قال: الذُّرِّيَّة: القليل. كما قال الله تعالى: {كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين} [الأنعام: 133]
(3)
. (ز)
34767 -
عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق سفيان- {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم} ، قال: أبناء أولئك الذين أُرسِل إليهم، فطال عليهم الزمان، وماتت آباؤهم
(4)
. (ز)
34768 -
عن زيد بن أسلم -من طريق عبد الرحمن بن زيد- أنّه قال في هذه الآية: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون} ، قال: كان فرعونُ يذبح الغِلمان، فلمّا كان مِن أمر موسى عليه السلام ما كان حين ضرب موسى بالعصا، وهو [قاعد عبد عنده أخرجه ثم قطر]
(5)
عن قتل ذرية بني إسرائيل، وعرف أنه هو الذي كان يُقتَل في سببه ذُرِّيَةُ بني إسرائيل، فنَشَأَتْ ناشِئَةٌ فيما بين ذلك إلى أن جاء موسى مِن مدين حين بعثه اللهُ عز وجل رسولًا، وهي الذُّرِّيَّة التي قال الله:{فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون}
(6)
. (ز)
[3142] علَّقَ ابنُ جرير (12/ 247) على قول عبد الله بن عباس هذا بقوله: «وقد رُوي عن عبد الله بن عباس خبرٌ يدل على خلاف هذا القول» . وذكر قول عبد الله بن عباس السابق على هذا، ثم قال:«فهذا الخبر يُنبِئُ عن أنّه كان يرى أنّ الذرية في هذا الموضع هم بنو إسرائيل، دون غيرهم من قوم فرعون» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 12/ 246.
(2)
تفسير مجاهد ص 382، وأخرجه ابن جرير 12/ 246. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 270 - . وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 12/ 245.
(4)
أخرجه ابن جرير 12/ 246.
(5)
كذا في مطبوعة المصدر.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 6/ 1975.
34769 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَما آمَنَ لِمُوسى} يعني: فما صدَّق لموسى {إلّا ذُرِّيَّةٌ مِن قَوْمِهِ} يعني: أهل بيت أمهاتهم مِن بني إسرائيل، وآباؤهم من القبط، {عَلى خَوْفٍ مِن فِرْعَوْنَ}
(1)
[3143]. (ز)
[3143] اختُلِف في المراد بالذّرّيّة في قوله تعالى: {فَما آمَنَ لِمُوسى إلّا ذُرِّيَّةٌ مِن قَوْمِهِ} على أربعة أقوال: أولها: أنهم أولاد مَن مات مِن بني إسرائيل -لطولِ الزمان- مِن الذين أُرْسِل إليهم موسى عليه السلام. وهذا قول مجاهد بن جبر، والأعمش. وثانيها: أنهم الغلمان من بني إسرائيل؛ لأن فرعون كان يذبحهم فأسرعوا إلى الإيمان بموسى. وهذا قول زيد بن أسلم. وثالثها: أنهم مَن آمن مِن قوم فرعون، لا مِن بني إسرائيل. وهذا قول لعبد الله بن عباس. ورابعها: أنّ المراد بالذّرّيّة: القليل. وهو قول عبد الله بن عباس من طريق قتادة بن دعامة، والضحاك بن مزاحم.
ورجَّحَ ابنُ جرير (12/ 247) القولَ الأولَ -وهو قول مجاهد بن جبر، والأعمش-، وانتَقَدَ القولَ بأنّهم مَن آمن مِن قوم فرعون؛ استنادًا إلى اللغة، والسياق، فقال:«وإنما قلت: هذا القولُ أولى بالصواب في ذلك؛ لأنه لم يَجْرِ في هذه الآية ذكرٌ لغير موسى، فَلَأن تكون الهاء في قوله: {من قومه} مِن ذِكْرِ موسى -لِقُربِها مِن ذِكْرِه- أولى مِن أن تكون من ذِكْرِ فرعون؛ لبعد ذِكْرِه منها؛ إذ لم يكن بخلاف ذلك دليلٌ من خبرٍ ولا نظرٍ. وبعدُ، فإنّ في قوله: {على خوف من فرعون وملئهم} الدليلُ الواضح على أنّ الهاء في قوله: {إلا ذرية من قومه} من ذِكْر موسى، لا من ذِكْرِ فرعون؛ لأنّها لو كانت من ذِكْرِ فرعون لكان الكلام: على خوف منه. ولم يكن: {على خوف من فرعون}» .
ورجَّحَ ابنُ عطية (4/ 514 - 515 بتصرف) القولَ الثالثَ، وانتَقَدَ القول الأولَ استنادًا إلى المعروف مِن أخبار بني إسرائيل، والدلالة العقلية، والسياق، فقال:«هذا قول غير واضح، وإذا آمن قومٌ بعد موت آبائهم فلا معنى لتخصيصهم باسم الذرية، ومما يضعف عود الضمير على موسى أنّ المعروف من أخبار بني إسرائيل أنهم كانوا قومًا قد تقدمت فيهم النبوات، وكانوا في مُدَّة فرعون قد نالهم ذُلُّ مُفْرِط، وقد رجوا كشفه على يد مولودٍ يخرج فيهم يكون نبيًّا، فلما جاءهم موسى عليه السلام أصفقوا عليه واتبعوه، ولم يُحْفَظ قطُّ أنّ طائفة من بني إسرائيل كفرت به، فكيف تعطي هذه الآية أنّ الأقل منهم كان الذي آمن؟! ويؤيد [ما قلنا] أيضًا ما تقدَّم مِن محاورة موسى وردِّه عليهم وتوبيخهم على قولهم: هذا سحر. فذكر الله ذلك عنهم، ثم قال: {فما آمن لموسى إلا ذرية} مِن قوم فرعون الذين هذه أقوالهم» .
ونحا نحوَه ابنُ كثير (7/ 390).
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 245 - 246.