الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
70291 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} قال: ذاك الكافر، اتخذ دينَه بغير هُدًى مِن الله ولا برهان، {وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ} يقول: أضلّه الله في سابق عِلمه
(1)
[5946]. (13/ 298)
70292 -
قال سعيد بن جُبير -من طريق جعفر- {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} : كانت العربُ يعبدون الحجارةَ والذّهبَ والفِضّةَ، فإذا وجدوا شيئًا أحسنَ مِن الأول رمَوه أو كسروه، وعبدوا الآخر
(2)
. (ز)
70293 -
عن عامر الشعبي -من طريق ابن شُبرمة- قال: {هَواهُ} إنّما سُمي: الهوى؛ لأنه يهوِي بصاحبه في النار
(3)
. (ز)
70294 -
قال الحسن البصري: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه، فلا يهوى شيئًا إلا رَكِبه؛ لأنه لا يؤمن بالله، ولا يخافه، ولا يحرّم ما
[5946] علَّق ابنُ القيم (2/ 448) على هذا القول، فقال:«المعنى: أضلّه الله عالِمًا به وبأقواله، وما يناسبه ويليق به، ولا يصلح له غيره قبل خلقه وبعده، وأنّه أهلٌ للضلال، وليس أهلًا أن يهدى، وأنه لو هدي لكان قد وضع الهدى في غير محله، وعند مَن لا يستحقه، والربّ تعالى حكيم إنما يضع الأشياء في محالها اللائقة بها، فانتظمت الآية على هذا القول في إثبات القدر والحكمة التي لأجلها قدّر عليه الضلال» .
ونقل ابنُ عطية (8/ 600 - 601) عن فرقة أنها قالت: أي: على علمٍ من هذا الضلال، فإنّ الحقّ هو الذي يُترك ويُعرض عنه. وعلَّق عليه بقوله:«فتكون الآية -على هذا التأويل- مِن آيات العناد؛ من نحو قوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} [النمل: 14]» . ثم قال: «وعلى كلا التأويلين فقوله تعالى: {على علم} حال» .
وذكر ابنُ القيم (2/ 447 - 448) أنه على الأول يكون: {على علم} حال من الفاعل، والمعنى: أضله الله عالِمًا بأنه من أهل الضلال في سابق علمه، وعلى الثاني حال من المفعول، أي: أضلّه الله في حال عِلم الكافر بأنه ضال.
وساق ابنُ كثير (12/ 362) القولين، ثم علَّق بقوله:«والثاني يستلزم الأول، ولا ينعكس» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 92 - 93، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 34 - ، واللالكائي في السنة (1003)، والبيهقي في الأسماء والصفات (234). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه سفيان الثوري ص 275.
(3)
أخرجه الثعلبي 8/ 362، وتفسير البغوي 7/ 245.
حرم الله
(1)
. (ز)
70295 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} ، قال: لا يهوى شيئًا إلا رَكِبه، لا يخاف الله عز وجل
(2)
[5947]. (13/ 298)
70296 -
قال مقاتل بن سليمان: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ} يعني الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوى، وكان من المستهزئين وذلك أنه هوى الأوثان فعبَدها {وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ} علمه فيه {وخَتَمَ} يقول: وطبع {عَلى سَمْعِهِ} فلا يسمع الهُدى {و} على {قَلْبِهِ} فلا يعقل الهُدى {وجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً} يعني الغطاء {فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ} إذ أضلّه الله {أفَلا} يعني أفهلّا {تَذَكَّرُونَ} فتعتبروا في صُنع الله، فتوحِّدونه
(3)
. (ز)
70297 -
عن سفيان بن عُيَينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} الآية، قال: كانوا يعبدون الحجَر، فإذا وجدوا حجرًا أحسن منه طرحوه، وأخذوا الحسن. قال سفيان: وإنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة
(4)
[5948]. (ز)
[5947] علَّق ابنُ عطية (8/ 600) على هذا القول، فقال:«وهذا كما يقال: الهوى إله معبود» .
[5948]
اختُلف في معنى قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} على قولين: الأول: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئًا إلا ركبه. الثاني: أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادَته نفسُه من شيء.
وعلَّق ابنُ عطية (8/ 600) على القول الثاني الذي قاله سعيد بن جُبير، ومقاتل، وسفيان، بقوله:«إذ كانوا يعبدون ما يهوون من الحجارة» . ثم بيّن أن هذه الآية وإن كانت نزلت في هوى الكفر فهي متناولة جميع هوى النفس الأمّارة.
ورجَّح ابنُ جرير (21/ 93) -مستندًا إلى ظاهر الآية- القول الثاني، فقال:«وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت -يا محمد- مَن اتخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي مِن شيء دون إله الحق الذي له الألوهة من كل شيء؛ لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره» .
_________
(1)
تفسير البغوي 7/ 245.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 212، وابن جرير 21/ 93.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 839 - 840.
(4)
أخرجه إسحاق البستي ص 338، والثعلبي 8/ 362 مختصرًا.