الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزلتْ عليّ آية لَهِي أحبُّ إلَيَّ مِمّا بين السماء والأرض». فقرأ عليهم: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى آخر الآية. فقال أصحابه: هنيئًا مريئًا، يا رسول الله، قد علمنا الآن ما لك عند الله وما يفعل بك، فما لنا عند الله وما يفعل بنا؟ فنزلت سورة الأحزاب [47]:{وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} يعني: عظيمًا، وهي الجنّة، وأنزل:{لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
71124 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ} إلى قوله: {ويُكَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} : فأعلم الله سبحانه نبيّه عليه الصلاة والسلام
(2)
. (ز)
71125 -
قال مقاتل بن سليمان: {لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} يعني: لكي يُدخِل المؤمنين والمؤمنات بالإسلام {جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ} مِن تحت البساتين {خالِدِينَ فِيها} لا يموتون، {و} لكي {يُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} يعني: يمحو عنهم ذنوبهم، {وكانَ ذلِكَ} الخير {عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} فأخبر الله تعالى نبيَّه بما يفعل بالمؤمنين
(3)
. (ز)
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
(6)}
نزول الآية، وتفسيرها:
71126 -
قال مقاتل بن سليمان:
…
فانطلق عبد الله بن أُبَيّ رأس المنافقين في نَفر معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما لنا عند الله؟ فنزلت: {بَشِّرِ المُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذابًا ألِيمًا} [النساء: 138] يعني: وجيعًا. {ويُعَذِّبَ} يعني: ولكي يعذِّب {المُنافِقِينَ والمُنافِقاتِ} مِن أهل المدينة؛ عبد الله بن أُبي وأصحابه، {والمُشْرِكِينَ والمُشْرِكاتِ} يعني: من أهل مكة، {الظّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} وكان ظنّهم حين قالوا: واللّات والعُزّى،
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 66 - 67.
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 247.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 68 - 69.