الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
(17)}
تفسير الآية، ونزولها
72477 -
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلّى أربعًا بعد المغرب مِن قبل أن يكلّم أحدًا كان أفضل مِن قيام نصف ليلة، وهي التي يقول الله تعالى:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، وهي التي يقول الله تعالى:{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ} [السجدة: 16]، وهي التي يقول الله تعالى:{ودَخَلَ المَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِن أهْلِها} [القصص: 15]
…
»
(1)
. (ز)
72478 -
عن عبد الله بن رَواحة -من طريق الحسن- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: هجعوا قليلًا، ثم مدُّوها إلى السَّحر
(2)
. (13/ 673)
72479 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَير- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يُصبحوا لا يُصلُّون فيها
(3)
. (13/ 671)
72480 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، يقول: قليلًا ما كانوا ينامون
(4)
. (13/ 671)
72481 -
عن أنس بن مالك -من طريق قتادة- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: كانوا يُصَلُّون بين المغرب والعشاء، وكذلك {تَتَجافى جُنُوبُهُمْ} [السجدة: 16]
(5)
. (13/ 671)
(1)
أخرجه أبوالفضل الزُّهريّ في حديثه ص 558 - 559 (569)، من طريق محمد بن عبد الله بن حُميد العقدي بمكة، نا عثمان بن عبد الله بن عفان السامي، نا محمد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن أبي سعيد، عن طاووس، عن ابن عباس به.
محمد بن عبد الله بن حميد العقدي، وعثمان بن عبد الله بن عفان السامي، ومحمد بن إبراهيم، وعبيد الله بن أبي سعيد، لم أقف على مَن ذكرهم بجرح أو تعديل.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 239، وابن نصر - كما في مختصر قيام الليل (9)، والحاكم 2/ 467، والبيهقي في شعب الإيمان (3109). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير 21/ 503 بلفظ: لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئًا.
(4)
أخرجه ابن جرير 21/ 508، وابن نصر في مختصر قيام الليل (9). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه أبو داود (1322)، وابن جرير 18/ 609 في سورة السجدة بلفظ: كانوا يتنفلون فيما بين المغرب والعشاء، وكذلك تتجافى جنوبهم، والحاكم 2/ 467، والبيهقي في سننه 3/ 19. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
72482 -
عن الأحْنَف بن قيس -من طريق قتادة- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا لا ينامون إلا قليلًا
(1)
. (ز)
72483 -
عن مُطَرِّف بن عبد الله -من طريق قتادة- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: لا ينتبهون إلا قاموا يُصَلُّون
(2)
. (ز)
72484 -
عن مُطَرِّف بن عبد الله -من طريق قتادة- قال: كانوا قلَّ ليلة إلا يصيبون منها
(3)
. (13/ 673)
72485 -
عن محمد بن علي -من طريق قتادة- قال: لا ينامون حتى يُصلُّوا العَتَمَة
(4)
. (13/ 673)
72486 -
عن قتادة، في قوله:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} قال: قال رجل مِن أهل مكة -سماه قتادة- قال: صلاة العَتَمَة
(5)
. (ز)
72487 -
عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق عاصم- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: لا ينامون عن العشاء الآخرة
(6)
. (13/ 672)
72488 -
عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق الربيع بن أنس- قال: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} كانوا يصيبون من الليل حظًّا
(7)
. (ز)
72489 -
عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق عاصم- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: قليلًا ما ينامون
(8)
. (ز)
72490 -
عن إبراهيم النَّخْعي -من طريق منصور- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} : ما ينامون
(9)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 505.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 337 (445).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238، وابن جرير 21/ 502 - 503.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238، وابن جرير 21/ 502.
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 506.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238، وابن نصر في مختصر قيام الليل (10)، وابن جرير 21/ 503 بلفظ: لا ينامون بين المغرب والعشاء.
(7)
أخرجه ابن جرير 21/ 503.
(8)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 345 (491).
(9)
أخرجه سفيان الثوري ص 281، وابن جرير 21/ 506، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 308 (301).
72491 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح- في قوله:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: قليل ما يرقدون ليلةً حتى الصباح لا يتهجّدون
(1)
. (ز)
72492 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح- في قول الله:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا قلّ ليلة تمرّ بهم إلا أصابوا منها خيرًا
(2)
. (ز)
72493 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا لا ينامون الليل كلّه
(3)
. (13/ 673)
72494 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق الزُّبير بن عَديّ- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا قليلًا مِن الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك
(4)
. (13/ 672)
72495 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق الزُّبير بن عَديّ- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: المتقين هم القليل، كانوا مِن الناس قليلًا
(5)
. (13/ 672)
72496 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {كانُوا قَلِيلًا} يقول: المحسنون كانوا قليلًا، هذه مفصولة، ثم استأنف، فقال:{مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} الهُجوع النوم
(6)
. (13/ 672)
72497 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، يقول: إنّ المحسنين كانوا قليلًا، ثم ابتدئ فقيل:{مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، كما قال:{والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} ثم قال: {والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ} [الحديد: 19]
(7)
. (ز)
72498 -
عن مالك بن دينار: سألتُ سالم بن عبد الله عن النوم قبل العشاء، فانتهرني، وقال:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: ما بين المغرب والعشاء
(1)
تفسير مجاهد ص 618، وأخرجه ابن جرير 21/ 504.
(2)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 1/ 20 (42).
(3)
تفسير مجاهد ص 618، وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238، وابن نصر في مختصر قيام الليل (10).
(4)
أخرجه ابن جرير 21/ 507، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 309 (307). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238 - 239.
(6)
أخرجه محمد بن نصر في مختصر قيام الليل (10)، وابن جرير 21/ 508.
(7)
أخرجه ابن جرير 21/ 507.
يُصَلُّون
(1)
. (ز)
72499 -
عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: قلَّ ليلة أتَتْ عليهم هَجعوها
(2)
. (ز)
72500 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: قيام الليل
(3)
. (ز)
72501 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} : يُكابدون
(4)
. (ز)
72502 -
عن قتادة، في قوله:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ، قال: كان الحسن يقول: كانوا قليلًا من الليل ما ينامون
(5)
. (13/ 673)
72503 -
عن قتادة، في قول الله عز وجل:{كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} ، قال الحسن: ما ينامون حتى يُصَلُّون العَتَمَة
(6)
. (ز)
72504 -
عن الحسن البصري -من طريق ابن عون- قال: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: مدُّوا الصلاة
(7)
. (ز)
72505 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس بن عبيد- قال: مدُّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار بسَحَر
(8)
. (ز)
72506 -
قال محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق أبي معشر- في قول الله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} : كانوا قليلًا مِن الليل ما ينامون
(9)
. (ز)
72507 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} ،
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 309 (306).
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 505، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 308 (300).
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 243 بنحوه، وابن جرير 21/ 504 - 505.
(4)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 337 (445).
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 238، وابن جرير 21/ 504 - 505. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 284 - بنحوه.
(6)
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص 299.
(7)
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 1/ 308 (299).
(8)
أخرجه ابن جرير 21/ 505، كما أخرجه بنحوه إسحاق البستي ص 425 من طريق هشام.
(9)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 2/ 56 (110)، وسعيد بن منصور في سننه -التفسير 7/ 416 (2051).
قال: كان لهم قليل من الليل ما يهجعون، كانوا يُصَلُّونه
(1)
. (ز)
72508 -
قال محمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق معمر- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون} : كانوا يُصَلُّون كثيرًا من الليل
(2)
. (ز)
72509 -
عن يزيد بن أبي حبيب -من طريق ابن لَهيعة-: أنّ ناسًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينضحون لناسٍ مِن الأنصار بالدلاء على الثمار مِن أوّل الليل، ثم [
…
] قليلًا، ثم يُصَلُّون آخر الليل، قال الله:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
(3)
. (ز)
72510 -
عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله عز وجل: {قليلا من الليل ما يهجعون} ، قال: قليلًا ما ينامون
(4)
. (ز)
72511 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا يُصيبون من الليل حظًّا
(5)
. (ز)
72512 -
عن عبد الله بن أبي نَجِيح -من طريق ابن عُلَيَّة- يقول في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا قليلًا ما ينامون ليلة حتى الصباح
(6)
. (ز)
72513 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: كانوا قليلًا ما ينامون من الليل. قال: ذاك الهَجْع. قال: والعرب تقول: إذا سافرتَ اهجع بنا قليلًا. قال: وقال رجلٌ مِن بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة لا أجدها فينا، ذكر الله تبارك وتعالى قومًا فقال:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، ونحن -واللهِ- قليلًا من الليل ما نقوم. قال: فقال أبي: طوبى لِمَن رَقد إذا نعس، واتّقى الله إذا استيقظ
(7)
. (ز)
72514 -
عن الأوزاعي -من طريق العباس بن الوليد- {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ، قال: قليلًا ما تجد المؤمن ينام ليلته كلّها
(8)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 503.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 243، وابن جرير 21/ 506.
(3)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 2/ 39 (68).
(4)
أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص 93.
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 503.
(6)
أخرجه ابن جرير 21/ 504.
(7)
أخرجه ابن جرير 21/ 509.
(8)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 6/ 393 (2900).
72515 -
قال مقاتل بن سليمان: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ما ينامون
(1)
. (ز)
72516 -
عن حفص بن مَيْسرة، قال: بلغني في قول الله: {كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ما بين المغرب والعشاء، كانت الأنصار يُصَلُّون المغرب فينصرفون إلى قباء، فبدا لهم، فأقاموا حتى صَلُّوا العشاء، فنَزَلَتْ فيهم هذه الآية:{كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} ما بين المغرب والعشاء، {وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يَغدون من قباء فيُصَلُّون في مسجد النبي
(2)
[6187]. (ز)
[6187] اختُلف في تفسير قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} على أقوال: الأول: معناه: كانوا قليلًا من الليل لا يهجعون، وقالوا:{ما} بمعنى الجحد. الثاني: كانوا قليلًا من الليل يهجعون، ووجهوا {ما} التي في قوله:{ما يهجعون} إلى أنها صلة. الثالث: معناه: كانوا يُصَلُّون العَتَمَة. الرابع: أن معناه: كان هؤلاء المحسنون قبل أن تُفرض عليهم الفرائض قليلًا من الناس، والكلام بعد قوله:{إنهم كانوا قبل ذلك محسنين} كانوا قليلًا مستأنف بقوله: {من الليل ما يهجعون} .
وقد بيّن ابنُ جرير (21/ 506) أنه على القول الثاني «يجوز أن تكون {ما} في موضع رفع، ويكون تأويل الكلام: كانوا قليلًا من الليل هجوعهم» . ثم قال: «وأما مَن جعل {ما} صلة فإنه لا موضع لها؛ ويكون تأويل الكلام على مذهبه: كانوا يهجعون قليل الليل، وإذا كانت {ما} صلة كان القليل منصوبًا بـ {يهجعون}» .
وعلّق على القول الثالث، فقال:«وعلى هذا التأويل {ما} في معنى الجحد» . وعلّق على القول الرابع، فقال:«فالواجب أن تكون {ما} على هذا التأويل بمعنى الجحد» .
ثم رجّح (21/ 509) -مستندًا إلى الأغلب من ظاهر اللفظ- القول الثاني، فقال:«وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} قول مَن قال: كانوا قليلًا من الليل هجوعهم؛ لأن الله تبارك وتعالى وصفهم بذلك مدحًا لهم، وأثنى عليهم به، فوصفهم بكثرة العمل، وسهر الليل، ومكابدته فيما يُقرّبهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلّة العمل، وكثرة النوم، مع أنّ الذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التنزيل» .
وبنحوه ابنُ عطية (8/ 67) حيث قال: «وظاهر الآية عندي أنهم كانوا يقومون الأكثر من ليلهم، أي: من كل ليلة» . وبيّن أن {ما} على هذا مصدرية و {قليلًا} خبر كان، و «الهجوع» مرتفع بـ {قليلًا} على أنه فاعل، ويكون المعنى على هذا:«كانوا قليلًا من الليل هجوعهم» .
وانتقد ابنُ القيم (3/ 35) -مستندًا إلى الدلالة العقلية، والسنة، والنظائر- القول الأول بقوله:«وهذا ضعيف لوجوه» ثم ذكر لضعفه عدة وجوه، أهمها ما يلي: 1 - أنّ هذا ليس بلازم لوصف المتقين الذين يستحقون هذا الجزاء. 2 - أنّ قيام مَن نام من الليل نصفه أحبّ إلى الله من قيام مَن قامه كلّه. 3 - أنه لو كان هذا مرادًا لكان النبي أولى به، وما قام ليلة حتى الصباح. 4 - أنه سبحانه لما أمره بقيام الليل في سورة المزمل إنما أمره بقيام النصف أو النقصان منه أو الزيادة عليه فذكر له هذه المراتب الثلاثة، ولم يذكر قيامه كلّه.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 129.
(2)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 1/ 46 - 47 (100).