الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71694 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكر لنا: أنّ هذه الآية {وإنْ طائِفَتانِ} نَزَلتْ في رجلين من الأنصار كانت بينهما مُدارأة في حقٍّ بينهما، فقال أحدهما للآخر: لآخُذنّ عُنوة لكثرة عشيرته، وأنّ الآخر دعاه ليحاكمه إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأَبى أن يتبعه، فلم يزل الأمر حتى تدافعوا، وحتى تناول بعضهم بعضًا بالأيدي والنّعال، ولم يكن قتال بالسيوف، فأمر الله أن تُقاتَل حتى تفيء إلى كتاب الله، وإلى حُكم نبيّه صلى الله عليه وسلم، وليست كما تأوّلها أهل الشبهات، وأهل البدع، وأهل الفِرى على الله وعلى كتابه: أنّه المؤمن يحل لك قتْله، فواللهِ، لقد عظّم اللهُ حُرمة المؤمن حتى نهاك أن تظنّ بأخيك إلا خيرًا، فقال:{إنما المؤمنون إخوة}
(1)
. (ز)
71695 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنَّما المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أخَوَيْكُمْ} يعني: الأَوْس والخَزْرج، {واتَّقُوا اللَّهَ} ولا تعصوه، لما كان بينكم؛ {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} يعني: لكي تُرحموا، فلا تُعذّبوا لما كان بينكم
(2)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
71696 -
عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمه، مَن كان في حاجة أخيه كان اللهُ في حاجته، ومَن فرّج عن مُسلمٍ كُرْبة فرّج الله بها عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»
(3)
. (ز)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(11)}
نزول الآية:
71697 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ صفيّة بنت حُييّ بن أخطب أتتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنّ النساء يُعَيِّرْنَنْيِ فيَقُلن: يا يهودية بنت يهوديّين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلّا قلتِ: إنّ أبي هارون، وابن عمّي موسى، وإنّ زوجي محمّد» .
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 361.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 94.
(3)
أخرجه البخاري 3/ 128 (2442)، 9/ 22 (6951)، ومسلم 4/ 1996 (2580) واللفظ له.
فأنزل الله هذه الآية
(1)
. (ز)
71698 -
قال أنس بن مالك: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ} نَزَلتْ في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عيّرن أُمَّ سَلَمة بالقِصر
(2)
. (ز)
71699 -
عن عبد الله بن عباس، {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ} الآية، قال: نَزَلتْ في ثابت بن قيس، وذلك أنّه كان في أُذنه وقْر، فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبقوه بالمجلس، أوسعوا له حتّى يجلس إلى جَنبه، فيسمع ما يقول، فأقبل ذات يوم وقد فاته من صلاة الفجر ركعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا انصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم من الصلاة أخذ أصحابُه مجالسهم منه، فربض كلّ رجل بمجلسه، فلا يكاد يوسع أحدٌ لأحد، فكان الرجل إذا جاء فلم يجد مجلسًا قام قائمًا كما هو، فلمّا فرغ ثابت من الصلاة وقام منها أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يتخطّى رقاب الناس، ويقول: تفسّحوا تفسّحوا. فجعلوا يتفسّحون له حتّى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه وبينه رجل. فقال له: تفسّح. فقال له الرجل: قد أصبتَ مجلسًا، فاجلس. فجلس ثابت مِن خلفه مُغضبًا، فلمّا أبينت الظُّلْمة غمز ثابت الرجل، وقال: مَن هذا؟ قال: أنا فلان. فقال له ثابت: ابن فلانة! ذكر أمًّا له كان يُعيّر بها في الجاهلية، فنكّس الرجل رأسه واستحيا؛ فأنزل الله عز وجل هذه الآية
(3)
. (ز)
71700 -
قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: نَزَلتْ في وفد بني تميم، كانوا يستهزئون بفقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مثل عمّار وخبّاب وبلال وصُهيب وسلمان وسالم مولى أبي حُذَيْفة، لِما رأوا من رَثاثة حالهم؛ فأنزل الله تعالى في الذين آمنوا منهم:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ}
(4)
. (ز)
71701 -
قال مقاتل بن سليمان:
…
فأمّا الذين استهزؤوا فهُم الذين نادوا النبي صلى الله عليه وسلم مِن وراء الحُجُرات، وقد استهزؤوا مِن الموالي عمّار بن ياسر، وسلمان الفارسي، وبلال المؤذّن، وخبّاب بن الأرتّ، وسالم مولى أبي حُذَيْفة، وعامر بن فُهيرة، ونحوهم من الفقراء
…
، {ولا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنهُنَّ} نَزَلتْ في
(1)
علقه الواحدي في أسباب النزول ص 393. وأورده الثعلبي 9/ 81.
(2)
أورده الثعلبي 9/ 81، والبغوي 7/ 343. وعلقه الواحدي في أسباب النزول ص 393.
(3)
أورده الثعلبي 9/ 80، والبغوي 7/ 342 - 343.
(4)
تفسير الثعلبي 9/ 80، وتفسير البغوي 7/ 343.