الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالياء ونصب الواو
(1)
[6033]. (13/ 450)
تفسير الآية:
70979 -
عن النّزال بن سَبرة، قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين، إنّ هاهنا قومًا يقولون: إنّ الله لا يعلم ما يكون حتى يكون. فقال: ثَكلتْهم أمهاتهم، مِن أين قالوا هذا؟ قيل: يتأوّلون القرآن في قوله تعالى: {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ ونَبْلُوَ أخْبارَكُمْ} . فقال علي: مَن لم يعلم هَلك. ثم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: أيها الناس، تعلَّموا العلم، واعملوا به، وعلِّموه، ومَن أشكل عليه شيء مِن كتاب الله عز وجل فليسألني، إنّه بلغني أنّ قومًا يقولون: إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون؛ لقوله: {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ} الآية، وإنما قوله:{حَتّى نَعْلَمَ} يقول: حتى نرى مَن كَتبتُ عليه الجهاد والصبر إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيتُ عليه به
(2)
. (ز)
70980 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: {حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ} ، وقوله:{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ} [البقرة: 155]، ونحو هذا، قال: أخبر الله سبحانه المؤمنين أنّ الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر، وبشّرهم، فقال:{وبِشِّرِ الصّابِرِينَ} [البقرة: 155]، ثم أخبرهم أنه هكذا فعل بأنبيائه، وصفوته؛ لتطيب أنفسهم، فقال:{مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا} [البقرة: 214]، فالبأساء: الفقر، والضّراء: السّقم، وزلزلوا بالفتن وأذى الناس إياهم
(3)
. (ز)
70981 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ} بالقتال، يعني: لنبتلينكم -معشر المسلمين- بالقتال {حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ} يعني: كي نرى مَن يجاهد منكم ومَن
[6033] ذكر ابنُ جرير (21/ 224) هذه القراءة، وبيّن أن لها وجهًا صحيحًا، ثم رجّح قراءة مَن قرأ ذلك بالنون لإجماع الحجة من القراء عليها، فقال:«والنون هي القراءة عندنا؛ لإجماع الحجة مِن القراء عليها، وإن كان للأخرى وجه صحيح» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها أبو بكر عن عاصم، وقرأ بقية العشرة:{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ} {ونَبْلُوا} بالنون في الثلاثة. انظر: النشر 2/ 375، والإتحاف ص 508.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/ 465.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 224.