الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظنّ أنهما رجعا يختصمان في الدّم، فقال:«ما لكما؟ ألم أقضِ بينكما؟» . قالا: يا رسول الله، إنّا جئنا نصلّي معك، ونقتدي بك. فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، وقام ابن مسعود والرجلان مِن الجنّ وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فصلّوا معه، فذلك قوله:{وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] مِن حُبّهم إيّاه، ثم انصرفوا مِن عنده مؤمنين، فلم يبعث الله عز وجل نبيًّا إلى الإنس والجنّ قبل محمد صلى الله عليه وسلم. فقالوا: يا رسول الله، مُرْ لنا برِزْق حتى نتزوّد في سفرنا؟ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:«فإنّ لكم أن يعود العظْم لحمًا، والبعْر حَبًّا، هذا لكم إلى يوم القيامة» . فلا يحلّ للمسلم أن يستنجي بالعظْم ولا بالبعْر ولا بالرجيع، يعني: رجيع الدوابّ، ولم يبعث الله نبيًّا إلى الجنّ والإنس قبل محمد صلى الله عليه وسلم
(1)
. (ز)
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(33)}
قراءات:
70667 -
عن النضر، عن هارون، عن الأعرج =
70668 -
وأبي عمرو [البصري]: {ولَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ} =
70669 -
وزعم أنها في مصحف ابن عيّاش
(2)
معجمًا على الباء {بقادر} =
70670 -
وكان ابن أبي إسحاق =
70671 -
وعاصم الجحدري يقولان: (يَقْدِرُ)
(3)
. (ز)
نزول الآية:
70672 -
قال مقاتل بن سليمان: {أوَلَمْ يَرَوْا} نزلت في أُبَيّ بن خَلف الجُمحي، عمد فأخذ عظْمًا حائلًا نخِرًا، فأتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أتعِدنا إذا بَلِيَتْ
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 28 - 30.
(2)
لعله عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (ت: 78) التابعي الكبير -واختلف في صحبته ينظر: الإصابة 4/ 175 - ، أو أبوبكر بن عياش المشهور بشعبة (ت: 193).
(3)
أخرجه إسحاق البستي ص 353.
و {بِقادِرٍ} قراءة العشرة، وأما (يَقْدِرُ) فهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن مسعود، والأعرج. انظر: الجامع لأحكام القرآن 19/ 232، والبحر المحيط 8/ 68.