الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزكاة، فلما صدَّقوا بها زادهم الحج، فلما صدّقوا به زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم دينَهم، فقال:{اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]. قال عبد الله بن عباس: فأوثق إيمان أهل السماء وأهل الأرض، وأصدقه وأكمله: شهادة أن لا إله إلا الله
(1)
. (13/ 469)
71115 -
قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: {لِيَزْدادُوا إيمانًا مَعَ إيمانِهِمْ} يقينًا مع يقينهم
(2)
. (ز)
71116 -
قال الحسن البصري: {فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إيمانًا مَعَ إيمانِهِمْ} ، أي: تصديقًا مع تصديقهم
(3)
. (ز)
71117 -
قال مقاتل بن سليمان: {لِيَزْدادُوا} يعني: لكي يزدادوا {إيمانًا مَعَ إيمانِهِمْ} يعني: تصديقًا مع تصديقهم الذي أمرهم الله به في كتابه، فيُقِرّوا أن يكتبوا: باسمك، اللهم. ويُقرّوا أن يكتبوا: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله
(4)
. (ز)
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
(4)}
71118 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والأَرْضِ وكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} عليمًا بخلْقه، حكيمًا في أمره
(5)
. (ز)
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا
(5)}
نزول الآية:
71119 -
عن أنس بن مالك -من طُرُق عن قتادة- قال: نزلتْ على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} مرجعَه مِن الحُدَيبية، فقال:«لقد أُنزلتْ عَلَيَّ آيةٌ هي أحبّ إلَيَّ مِمّا على الأرض» . ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئًا مريئًا، يا رسول الله، قد بيّن الله لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه: {لِيُدْخِلَ
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 245 - 246، والطبراني (13028)، والبيهقي 4/ 168 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
تفسير الثعلبي 9/ 43، وتفسير البغوي 7/ 298.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 250 - .
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 67.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 68.
المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ} حتى بلغ: {فَوْزًا عَظِيمًا}
(1)
. (13/ 470)
71120 -
عن أنس بن مالك -من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة - قال: لما رجعنا من الحُدَيبية وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد خالطوا الحُزن والكآبة حيث ذبحوا هَدْيهم في أمكنتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أُنزلتْ عليَّ ضُحًى آيةٌ هي أحبُّ إلَيَّ مِن الدنيا جميعًا» . ثلاثًا، قلنا: ما هي، يا رسول الله؟ فقرأ:{إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} الآيتين. قلنا: هنيئًا لك، يا رسول الله، فما لنا؟ فقرأ:{لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} الآية. فلما أتينا خَيْبَر فأبصروا خَمِيس رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: جيشه- أدبروا هاربين إلى الحِصن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خَرِبتْ خَيْبَر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين»
(2)
. (13/ 471)
71121 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق قتادة- قال: لَمّا نزلتْ هذه الآية: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} الآية؛ قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هنيئًا لك ما أعطاك ربُّك، هذا لك، فما لنا؟ فأنزل الله:{لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} إلى آخر الآية
(3)
. (13/ 471)
71122 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: نزلتْ على النبي صلى الله عليه وسلم: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} مَرجعه مِن الحُدَيبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لقد نزلت عليّ آيةٌ أحبّ إلَيَّ مما على الأرض» . ثم قرأها عليهم، فقالوا: هنيئًا مريئًا، يا نبي الله، قد بيّن الله -تعالى ذكره- لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت عليه:{لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ} إلى قوله: {فَوْزًا عَظِيمًا}
(4)
. (ز)
71123 -
قال مقاتل بن سليمان: .... فخرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقال: «لقد
(1)
أخرجه أحمد 20/ 335 (13035)، والترمذي 5/ 466 (3564) واللفظ له، وابن حبان 14/ 322 (6410)، وابن جرير 21/ 239 - 241، وعبد الرزاق 3/ 210 (2895)، والثعلبي 9/ 43.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
وأخرجه البخاري 5/ 125 (4172) مختصرًا، من طريق شعبة، عن قتادة، وفي آخره: قال شعبة: فقدمت الكوفة، فحدثت بهذا كله عن قتادة، ثم رجعت، فذكرت له، فقال: أما {إنا فتحنا لك} فعن أنس، وأما «هنيئًا مريئًا» فعن عكرمة.
(2)
أخرجه الحاكم 2/ 499 (3713)، وابن جرير 21/ 239 - 241.
في إسناده الحكم بن عبد الملك، قال عنه الذهبي في التلخيص:«الحكم -يعني: ابن عبد الملك- ضعيف» .
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 241 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعَبد بن حُمَيد، وابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 21/ 241.