الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قول الجنّ التسعة
…
(1)
[5995]. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
70655 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بِتّ الليلة أقرأ على الجن رفقاء
(2)
بالحَجُون
(3)
»
(4)
. (13/ 343)
70656 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو بمكة: «مَن أحبّ منكم أن يحضر أمر الجنّ الليلة فليفعل» . فلم يحضر منهم أحدٌ غيري، قال: فانطلقنا، حتى إذا كُنّا بأعلى مكة خطّ لي برِجْله خَطًّا، ثم أمرني أنْ أجلس فيه، ثم انطلَق حتى قام، فافتتح القرآن، فغشيتْه أسْوِدَةٌ
(5)
كبيرة حالتْ بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطّعون مثل قِطع السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهط، ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر، فانطلق متبرِّزًا، ثم أتاني، فقال:«ما فعل الرّهط؟» . قلتُ: هم أولئك، يا رسول الله. فأخذ عظْمًا أو روْثًا أو حُمَمَة
(6)
، فأعطاهم إيّاه زادًا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظْم أو روْث
(7)
[5996]. (ز)
[5995] ذكر ابن عطية (7/ 633 - 634) أن قوله تعالى: {ومَن لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ} الآية، يحتمل أن يكون من كلام المنذرين، ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بها إسماع الكفار.
[5996]
علَّق ابنُ كثير (13/ 34 - 35) على هذا الحديث بقوله: «رواه ابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن يونس بن يزيد الأيلي، به. ورواه البيهقي في الدلائل، من حديث عبد الله بن صالح -كاتب الليث- عن الليث، عن يونس به. وقد روى إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعود، فذكر نحو ما تقدم. ورواه الحافظ أبو نعيم، من طريق موسى بن عبيدة، عن سعيد بن الحارث، عن أبي المعلى، عن ابن مسعود فذكر نحوه أيضًا» . وذكره (13/ 36) من طريق آخر ووصفه بالغرابة الشديدة.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 28 - 30.
(2)
عند ابن جرير: «ربعًا» . والرفقاء: جمع الرفقة، وهو حال من الجن، أي: أنهم كانوا مجتمعين.
(3)
الحَجُون: موضع بمكة عند المحصب. ويقال: مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري. معجم ما استعجم 2/ 428.
(4)
أخرجه أحمد 7/ 66 (3954)، وابن حبان 14/ 224 (6319)، وابن جرير 21/ 169.
(5)
يقال: مَرَّت بنا أساودُ من الناس وأَسْوِداتٌ كأنها جمع أسْوِدَةٍ، وهي جمع قِلَّة لسَواد، وهو الشخص؛ لأنه يُرى من بعيد أسْوَدَ. لسان العرب (سود).
(6)
الحُمَمة: واحدة الحُمم وهو الفَحْم. لسان العرب (حمم).
(7)
أخرجه الحاكم 2/ 547 (3858)، وابن جرير 21/ 168 - 169.
سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص:«هو صحيح عند جماعة» .
70657 -
عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثَّقفي، أنّه قال لابن مسعود: حُدِّثت: أنّك كنتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ وفد الجنّ، قال: أجل. قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث كلّه، وذَكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطّ عليه خَطًّا، وقال:«لا تبرح منها» . فذكر أنّ مِثل العَجاجة
(1)
السوداء غَشيتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذُعر ثلاث مرات، حتى إذا كان قريبًا مِن الصُّبح أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«أنمتَ؟» . قلت: لا، والله، ولقد هممتُ مرارًا أن أستغيث بالناس، حتى سمعتُك تقرعهم بِعَصاك، تقول: اجلسوا. قال: «لو خرجتَ لم آمن أنْ يختطفك بعضُهم» . ثم قال: «هل رأيتَ شيئًا؟» . قال: نعم، رأيتُ رجالًا سُودًا مستشعري ثياب بيض، قال:«أولئك جنّ نَصيبِين، سألوني المتاع، -والمتاع الزاد-، فمتعتهم بكل عظْم حائل أو بعْرة أو روْثة» . فقلتُ: يا رسول الله، وما يغني ذلك عنهم؟ قال: «إنهم لن يجدوا عظْمًا إلا وجدوا عليه لحمه يوم أُكل، ولا روْثة إلا وجدوا فيها حبّها يوم أُكلتْ، فلا يَسْتَنقِيَنَّ
(2)
أحدٌ منكم إذا خرج مِن الخلاء بعظْم ولا بعْرة ولا روْثة»
(3)
[5997]. (ز)
[5997] بيّن ابن كثير (13/ 49) أن هذه الرواية تدل على وفود الجن على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة.
_________
(1)
العَجاج: الغُبار، وقيل: هو مِن الغبار ما ثَوَّرَتْه الريح، واحدته عَجاجة .... والعَجاجُ: الدُّخان. لسان العرب (عجج).
(2)
نقي: النون والقاف والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على نظافةٍ وخلوص. معجم مقاييس اللغة (نقي).
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 167 - 168، من طريق ابن ثور، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود به.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين 4/ 113 - 114 (2871) مطولًا، من طريق محمد بن عبدة المصيصي، عن أبي توبة، عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، يقول: عمن حدّثه، عن عمرو بن غيلان الثقفي، عن عبد الله بن مسعود به.
قال الزيلعي في نصب الراية 1/ 145: «وفي سنده رجل لم يُسمَّ» . وقال ابن كثير في تفسيره 7/ 300: «هذا إسناد غريب جدًّا، ولكن فيه رجل مُبهم لم يُسمَّ» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 138: «وهذا سند ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون، غير عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي» .
70658 -
عن عبد الله بن مسعود، أنه سُئل: أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنّ؟ فقال: قرأ عليهم بشِعْب يقال له: الحَجُون
(1)
. (13/ 343)
70659 -
عن مسروق: سألت ابنَ مسعود: مَن آذن
(2)
النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالجنّ ليلة استمعوا القرآن؟ قال: آذَنَتْهُ بهم شجرةٌ
(3)
. (13/ 343)
70660 -
عن علقمة، قال: قلتُ لابن مسعود: هل صحِب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ منكم أحد؟ قال: ما صحبه منّا أحدٌ، ولكنّا فقدناه ذات ليلة، فقلنا: اغتِيل، استُطِير، ما فعل؟ قال: فبِتْنا بشرِّ ليلة بات بها قوم، فلما كان في وجه الصُّبح إذا نحن به يجيء مِن قِبل حِراء، فأخبرناه، فقال:«إنّه أتاني داعي الجن، فأتيتُهم، فقرأتُ عليهم القرآن» . فانطلَق، فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم
(4)
. (13/ 343)
70661 -
عن عمرو بن مُرّة، قال: سألتُ أبا عبيدة بن عبد الله [بن مسعود]: أكان عبدُ الله مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجنّ؟ قال: لا. =
70662 -
قال: وسألت إبراهيم. فقال: ليتَ صاحبنا كان ذاك
(5)
. (ز)
70663 -
عن صفوان بن المعطّل -من طريق سلام أبي عيسى- قال: خرجنا حُجّاجًا، فلما كُنّا بالعَرْجِ
(6)
إذا نحن بحيّة تضطرب، فلم تلبث أن ماتت، فلفّها رجل في خِرقة، ودفَنها، ثم قدِمنا مكة، فإنّا لبالمسجد الحرام إذ وقفَ علينا شخص، فقال: أيّكم صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا: ما نعرف عمرو بن جابر. قال: أيّكم صاحب الجانّ؟ قالوا: هذا. قال: أما إنّه آخر التسعة موْتًا الذين أتَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن
(7)
. (13/ 345)
(1)
أخرجه البيهقى في الدلائل 2/ 232 - 233. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
آذَنه الأمر وآذنه به: أعلمه. لسان العرب (أذن).
(3)
أخرجه البخاري (3859)، ومسلم (450)، وإسحاق البستي ص 351. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه مسلم 1/ 332 (450)، وأحمد 7/ 214 - 215 (4149)، والترمذي 5/ 461 - 462 (3540) واللفظ له.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(5)
أخرجه الثعلبي 9/ 22.
(6)
العَرْج -بفتح العين وسكون الراء-: قرية على أيام من المدينة. النهاية (عرج).
(7)
أخرجه أحمد 37/ 332 (22662)، والطبراني (7345)، والحاكم 3/ 519. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. كذلك أخرج نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 231 - عن ابن مسعود من طريق عوف بن عبد الله بن عتبة بأطول منه. كما أخرج نحوه الثعلبي 9/ 22 - 23 من طريق ثابت بن قطبة الثقفي.
70664 -
عن كعب الأحبار -من طريق يعقوب بن سلمة- قال: لما انصرف النَّفر التسعة من أهل نَصيبِين من بطن نخْلة -وهم فلان، وفلان، وفلان، والأردُ، وأينانُ، والأحقبُ- جاءوا قومهم مُنذرين، فخرجوا بعدُ وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم ثلاثمائة، فانتهوا إلى الحَجُون، فجاء الأحقبُ، فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ قومنا قد حضروا الحَجُون يلْقَونك. فواعدَه رسول الله صلى الله عليه وسلم لساعةٍ من الليل بالحَجُون
(1)
. (13/ 345)
70665 -
عن أبي جعفر، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنُّ في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة
(2)
. (13/ 345)
70666 -
قال مقاتل بن سليمان: .... وقال النبي صلى الله عليه وسلم -تلك الليلة قبل أن يلقاهم- لأصحابه: «ليقُم معي منكم رجلٌ ليس في قلبه مثقال حبّة خرْدل مِن شكٍّ» . فقام عبد الله بن مسعود ومعه إداوة فيها نبيذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود:«قم مكانك» . وخَطّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا، وقال:«لا تبرح حتى أرجع إليك إنْ شاء الله» . ثم قال: «إنْ سمعتَ صوتًا أو جَلَبة أو شيئًا يُفزعك فلا تخرج مِن مكانك» . فوقف عبد الله حتى أصبح، ودخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ، وقال له:«لا تخرج مِن الخطّ؛ فإن أنتَ خرجتَ اختُطفتَ الليلةَ» . وانطلق النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم القرآن، ويعلّمهم، ويؤدّبهم، واختصم رجلان منهم في دمٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفعوا أصواتهم، فسمع ابنُ مسعود الصوت، فقال: واللهِ، لآتينه، فلعلّ كفار قريش أن يكونوا مكروا به. فلما أراد الخروج مِن الخطّ ذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يخرج، ووقف عبدُ الله حتى أصبح، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم في الشِّعب يعلّمهم ويؤدّبهم حتى أصبح، فانصرف الجن، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم ابنَ مسعود، فقال عبد الله: يا نبي الله، ما زلتُ قائمًا حتى رجعتَ إلَيَّ، وقد سمعتُ أصواتًا مرتفعة حتى هممتُ بالخروج، فذكرتُ قولك فأقمتُ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اختصموا في قتلى لهم كانوا أصابوها في الجاهلية، فقضيتُ بينهم» . ثم قال: «أمَعَكَ طهور؟» . قال: نعم، نبيذ في إداوة. فقال:«ثمرة طيبة، وماء طهور عذْب، صُبّ علَيَّ» . فصبَّ عليه ابنُ مسعود، فتوضأ منه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أراد أن يُصلِّيا أقبل الرجلان اللّذان اختصما في الدّم حتى وقفا عليه، فلما رآهما النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
أخرجه أبو نعيم (261). وعزاه السيوطي إلى الواقدي.
(2)
أخرجه أبو نعيم (260).