الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
70417 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {قُلْ ما كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} ، قال: يقول: قد كانت الرسل قبله
(1)
. (13/ 313)
70418 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله تعالى: {قُلْ} لهم يا محمد: {ما كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} . فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنا بأوَّل رسول بُعِث، قد بُعِث قبلي رُسُل كثير»
(2)
. (ز)
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}
نزول الآية، وتفسيرها
70419 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح-: لَمّا اشتدّ البلاءُ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنّه يُهاجِر إلى أرضٍ ذات نخْل وشجر وماء، فقصّها على أصحابه، فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرَجًا مما هم فيه مِن أذى المشركين، ثم إنهم مكثوا بُرهة لا يرون ذلك، فقالوا: يا رسول الله، متى نهاجر إلى الأرض التي رأيتَ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى:{وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} يعني: لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أو لا؟ ثم قال: «إنّما هو شيء رأيته في منامي، ما أتَّبِع إلا ما يُوحى إلَيَّ»
(3)
. (ز)
70420 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: إنّ اليهود شَتموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين لَمّا نزل قوله: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} ، وقالوا: كيف نتبع رجلًا لا يدري ما يُفعَل به؟! فاشتدّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله تعالى: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2]
(4)
. (ز)
70421 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي-: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} فأنزل الله بعد هذا: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]، وقوله:
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 215، وابن جرير 21/ 120 من طريق سعيد، وأبي هبيرة أيضًا بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 17.
(3)
أورده الواحدي في أسباب النزول ص 380، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(4)
أورده الواحدي في أسباب النزول ص 382 - 383.
{لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ} [الفتح: 5]؛ فأعلم الله سبحانه نبيّه ما يُفعَل به وبالمؤمنين جميعًا
(1)
[5965]. (13/ 312)
70422 -
عن الحسن البصري، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} عَمِل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف زمانًا، فلما نزلت:{إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2] اجتهد، فقيل له: تُجهد نفسك وقد غفر اللهُ لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا
(2)
. (13/ 315)
70423 -
عن الحسن البصري -من طريق أبي بكر الهُذلي- في قوله: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} قال: أما في الآخرة فمعاذ الله؛ قد عَلِم أنّه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل، ولكن:{وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} في الدنيا؛ أُخرَج كما أُخرِجت الأنبياء مِن قبلي، أم أُقتَل كما قُتلَت الأنبياء من قبلي، {ولا بِكُمْ} أُمّتي المكذّبة، أم أُمّتي المصدّقة، أم أُمّتي المرميّة بالحجارة من السماء قذْفًا، أم مخسوف بها خسْفًا. ثم أوحي إليه:{وإذْ قُلْنا لَكَ إنَّ رَبَّكَ أحاطَ بِالنّاسِ} [الإسراء: 60]، يقول: أحطتُ لك بالعرب ألا يقتلوك. فعرف أنه لا يُقتَل، ثم أنزل الله:{هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28]، يقول: أشْهَدَ لك على نفسه أنه سيُظهِر دينك على الأديان. ثم قال له في أمته: {وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
[5965] ذكر ابنُ عطية (7/ 613) أن ما جاء في حديث عثمان بن مظعون الوارد في الآثار المتعلقة بالآية يُؤَيِّد هذا القول الذي قاله ابن عباس، وأنس، وعكرمة، وقتادة، والحسن، ومقاتل، وهو قوله:«فواللهِ، ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي» . وبيّن أنه على الرواية التي تقول: «ما يُفعل به» فلا حجة للقول في الحديث. ثم علَّق بقوله: «والمعنى عندي في هذا القول: أنه لم تُكشف له الخاتمة، فقال: «لا أدري» . وأمّا من وافى على الإيمان فقد أُعلِم بنجاته مِن أول الرسالة، وإلا فكان للكفار أن يقولوا: وكيف تدعونا إلى ما لا تدري له عاقبة؟».
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 121 بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في تغليق التعليق 4/ 311، والفتح 8/ 576 - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
فأخبر الله ما يَصْنع به، وما يَصْنع بأُمّته
(1)
. (13/ 316)
70424 -
عن عطية العَوفيّ، في قوله:{وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} ، قال: هل يُترَك بمكة أو يخرج منها؟
(2)
. (13/ 313)
70425 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} ، قال: ثم دَرى نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ما يُفعَل به بقوله: {إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2]
(3)
. (13/ 315)
70426 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} ، قال: قد بيّن له أنه قد غُفِر مِن ذنبه ما تقدّم وما تأخّر
(4)
. (ز)
70427 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} إنّ النبي قال: «لقد رأيتُ في منامي أرضًا أخرج إليها من مكة» . فلما اشتدّ البلاء على أصحابه بمكة قالوا: يا نبي الله، حتى متى نلقى هذا البلاء، ومتى نخرج إلى الأرض حتى أُريت؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم، أنموت بمكة أم نَخرج منها؟»
(5)
. (ز)
70428 -
قال مقاتل بن سليمان: {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} أيرحمني وإياكم، أو يعذّبني وإياكم؟
(7)
[5966]. (ز)
70429 -
عن سفيان -من طريق حسين بن علي الجعفي- {وما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} ، قال: يرون أنها نزلت قبل الفتح
(7)
. (ز)
[5966] اختُلف في قوله: {ما أدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} على أقوال: الأول: أن المعنى: في الآخرة، وكان هذا في صدر الإسلام، ثم بعد ذلك عرّفه الله تعالى بأنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وبأن المؤمنين لهم من الله فضل كبير وهو الجنة، وبأن الكافرين في نار جهنم. الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم أُمر أن يقول هذا في أمرٍ كان ينتظره مِن الله في غير الثواب والعقاب. الثالث: أن معنى الآية: لا أدري ما أؤمر به، ولا ما تؤمرون به. الرابع: أن المعنى: ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم في الدنيا مِن أن أُنصر عليكم أو من أن تُمكّنوا مني.
ورجَّح ابن جرير (21/ 123 - 124) -مستندًا إلى السياق- القولَ الأخير الذي قاله الحسن من طريق أبي بكر الهذلي.
وعلَّق ابنُ كثير (13/ 9) على القول الأخير بقوله: «هذا القول هو الذي عوّل عليه ابن جرير، وأنه لا يجوز غيره، ولا شكّ أن هذا هو اللائق به صلى الله عليه وسلم؛ فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتّبعه، وأما في الدنيا فلم يدرِ ما كان يؤول إليه أمره وأمر مشركي قريش إلى ماذا: أيؤمنون أم يكفرون، فيُعذَّبون فيُستَأصلون بكفرهم؟» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 122 - 123.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 121 بنحوه.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 215 - 216، وابن جرير 21/ 121.
(5)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 223 - .
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 17.
(7)
أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ 2/ 627.