الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا
(13)}
71190 -
قال مقاتل بن سليمان: {ومَن لَمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ} يعني: يُصَدِّق بتوحيد الله {ورَسُولِهِ} محمدًا صلى الله عليه وسلم {فَإنّا أعْتَدْنا} في الآخرة {لِلْكافِرِينَ سَعِيرًا} يعني: وقودًا
(1)
. (ز)
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
(14)}
71191 -
قال مقاتل بن سليمان: فعظّم نفسه، وأخبر أنه غنيٌّ عن عباده، فقال:{ولِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ ويُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا} لذنوب المؤمنين، {رَحِيمًا} بهم
(2)
. (ز)
71192 -
عن مِقْسَم -من طريق معمر، عن رجل من أصحابه- قال: لَمّا وعدهم الله أن يفتح عليهم خَيْبَر، وكان الله قد وعدها مَن شهد الحُدَيبية؛ لم يُعط أحدًا غيرهم منها شيئًا، فلمّا علم المنافقون أنها الغنيمة قالوا:{ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} يقول: ما وعدهم
(3)
. (ز)
71193 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال:
…
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوُعِد مغانم كثيرة؛ فعُجّلت له خَيْبَر، فقال المُخلّفون:{ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} . وهي المغانم التي قال الله: {إذا انْطَلَقْتُمْ إلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها} . وعرض عليهم قتال قوم أولي بأس شديد؛ فهم فارس، والمغانم الكثيرة التي وُعِدوا: ما يأخذون حتى اليوم
(4)
. (13/ 475)
71194 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَ إذا انْطَلَقْتُمْ
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 72.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 72.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 226، وابن جرير 21/ 262.
(4)
تفسير مجاهد ص 607، وأخرجه ابن جرير 21/ 262 دون آخره، والبيهقي 4/ 164 - 165. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
إلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها}، قال: هم الذين تخلّفوا عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم من الحُدَيبية
(1)
. (13/ 476)
71195 -
عن جُويبر، في قوله:{سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرابِ شَغَلَتْنا أمْوالُنا وأَهْلُونا} ، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين انصرف مِن الحُدَيبية وسار إلى خَيْبَر تخلّف عنه أناسٌ مِن الأعراب، فلحقوا بأهاليهم، فلمّا بلغهم أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد افتتح خَيْبَر ساروا إليه، وقد كان أمَرَهُ أن لا يعطي أحدًا تخلّف عنه مِن مَغنم خَيْبَر، ويَقسِم مغنمها مَن شهد الفتح، وذلك قوله:{يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} يعني: ما أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم ألّا يعطي أحدًا تخلّف عنه مِن مَغنم خَيْبَر شيئًا
(2)
. (13/ 475)
71196 -
قال مقاتل بن سليمان: {سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَ} عن الحُدَيبية مخافة القتل {إذا انْطَلَقْتُمْ إلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها} يعني: غنائم خَيْبَر {ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} إلى خَيْبَر، وكان الله تعالى وعد نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبية أن يفتح عليه خَيْبَر، ونهاه عن أن يسير معه أحدٌ مِن المتخلفين، فلمّا رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن الحُدَيبية يريد خَيْبَر قال المُخلّفون: ذرونا نتبعكم؛ فنصيب معكم من الغنائم. فقال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} يعني: أن يُغيِّروا كلام الله الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ألّا يسير معه أحد منهم
(3)
. (ز)
71197 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج، {يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، قال: كتاب الله، كانوا يُبَطِّئون المسلمين عن الجهاد، ويأمرونهم أن يَفِرّوا
(4)
. (ز)
71198 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَ إذا انْطَلَقْتُمْ إلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ} الآية: قال الله عز وجل له حين رجع من غزْوِه: {فاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَدًا ولَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا} [التوبة: 83] الآية، {يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} أرادوا أنْ يغيّروا كلام الله الذي قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم ويخرجوا معه، وأبى الله ذلك عليهم ونبيّه صلى الله عليه وسلم
(5)
[6056]. (ز)
[6056] اختُلف في معنى: {يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} في هذه الآية على أقوال: الأول: يريدون أن يُغيِّروا وعْد الله لأهل الحُدَيبية بِجَعْل غنائم خَيْبَر لهم. الثاني: أنّ الله تعالى وعَد نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبية أن يفتح عليه خَيْبَر، ونهاه عن أن يسير معه أحد من المتخلِّفين، فأراد المخَلَّفون أنْ يغيِّروا كلام الله الذي أمر به نبيَّه صلى الله عليه وسلم. الثالث: يريدون أن يبدِّلوا كلام الله، أي: كتاب الله، كانوا يُبطِّئون المسلمين عن الجهاد ويأمرونهم أن يفرُّوا. الرابع: عُنِيَ بالآية: إرادتهم الخروج مع نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم في غَزْوِه، وقد قال الله تبارك وتعالى:{فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَدًا ولَنْ تُقاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا} [التوبة: 83].
ورجَّح ابنُ جرير (21/ 264) القول الأول، وهو قول مجاهد، ومقسم، وقتادة، وجويبر.
وانتقد (21/ 263) القول الرابع، وهو قول ابن زيد، مستندًا إلى أحوال النزول، والدلالة العقلية، فقال:«وهذا الذي قاله ابن زيد قولٌ لا وجْه له؛ لأن قول الله عز وجل: {فاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَدًا ولَنْ تُقاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا} إنما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنصَرَفَه مِن تبوك، وعُنِيَ به الذين تخلَّفوا عنه حين توجَّه إلى تبوك لغزو الروم، ولا اختلاف بين أهل العلم بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ تبوك كانت بعد فتح خَيْبَر، وبعد فتح مكة أيضًا، فكيف يجوز أن يكون الأمرُ على ما وصفنا معنِيًّا بقول الله: {يُرِيدُونَ أنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ}، وهو خبرٌ عن المتخلِّفين عن المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -إذ شخَص معتمرًا يريد البيت، فصدَّه المشركون عن البيت- الذين تخلَّفوا عنه في غزوة تبوك، وغزوة تبوك لم تكن كانت يوم نزلت هذه الآية، ولا كان أُوحِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: {فاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبَدًا ولَنْ تُقاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا}» .
وانتقده ابنُ عطية (7/ 675) -مستندًا إلى أحوال النزول- قائلًا: «وهذا قول ضعيف؛ لأنّ هذه الآية نزلتْ في رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، وهذا في آخر عمره صلى الله عليه وسلم، وآية هذه السورة نزلت سنة الحُدَيبية، وأيضًا فقد غزت جُهَينة ومُزَيْنَة بعد هذه المدة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد فضَّلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم -بعد ذلك- على تميم وغطفان وغيرهم مِن العرب، الحديث المشهور، فأخبره الله تعالى أن يقول لهم في هذه الغزوة إلى خَيْبَر: {لَنْ تَتَّبِعُونا}، وخصَّ الله تعالى بها أهل الحُدَيبية» .
ونحوه قال ابنُ كثير (13/ 102).
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 259، 262 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وقد أورده في تفسير هذه الآية، ويبدو أنّ الآية المذكورة في أوله أُدرجت خطأ.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 72.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 263.
71199 -
عن سفيان بن عُيَينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها} : أعراب مُزينة وجُهَينة، وهو قوله:{شغلتنا أموالنا وأهلونا}
(1)
. (ز)
(1)
أخرجه إسحاق البستي ص 368.