الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خُذوا ما ظهر لكم، ودَعُوا ما ستر الله
(1)
. (13/ 568)
71751 -
قال الحسن البصري: {ولا تَجَسَّسُوا} لا يتَّبِع الرجلُ عورةَ أخيه المسلم
(2)
. (ز)
71752 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: هل تدرون ما التجسّس أو التجسيس؟ هو أن تتّبع، أو تبتغي عَيب أخيك، فتطّلع على سره
(3)
. (13/ 568)
71753 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تَجَسَّسُوا} يعني: لا يبحث الرجل عن عَيب أخيه المسلم؛ فإنّ ذلك معصية
(4)
. (ز)
71754 -
عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- {ولا تَجَسَّسُوا} ، قال: البحْث
(5)
. (ز)
71755 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا} ، قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حقٌّ هو أم باطل؟ قال: فسمّاه الله تجسُّسًا. قال: يتجسّس كما يتجسّس الكلاب. وقرأ قول الله: {ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}
(6)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
71756 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظنّ؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تجسّسوا، ولا تحسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يَنكِح أو يَترك»
(7)
[6102]. (13/ 565)
[6102] قال ابنُ عطية (8/ 19): «قال بعض الناس:» التجسُّس -بالجيم- في الشرّ، والتحسُّس -بالحاء- في الخير، وهكذا ورد القرآن، ولكن قد يتداخلان في الاستعمال. وقال أبو عمرو بن العلاء: التجسُّس: ما كان من وراء وراء. والتحسُّس -بالحاء-: الدخول والاستعلام".
وبنحوه قال ابنُ كثير (13/ 158).
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 375. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(2)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 264 - .
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 375 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 96.
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 375.
(6)
أخرجه ابن جرير 21/ 375.
(7)
أخرجه البخاري 7/ 19 (5143، 5144)، 8/ 19 (6064، 6066)، 8/ 148 - 149 (6724) واللفظ له، ومسلم 4/ 1985 - 1986 (2563، 2564)، والثعلبي 9/ 82 - 83 بنحوه.
71757 -
عن أبي بَرزة الأسلميّ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تتّبعوا عورات المسلمين؛ فإنّه مَن اتّبع عورات المسلمين فضَحه الله في قعْر بيته»
(1)
. (13/ 570)
71758 -
عن البَراء بن عازب، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمَع العَواتق في الخُدُور ينادي بأعلى صوته: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَخْلُص الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنه مَن تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته يفضحه في جوف بيته»
(2)
. (13/ 571)
71759 -
عن عبد الرحمن بن عوف -من طريق المِسْوَر بن مَخْرَمَة-: أنّه حرس مع عمر بن الخطاب ليلةً المدينة، فبينما هم يمشون شبَّ لهم سراج في بيت، فانطلَقوا يَؤُمُّونه، فلما دَنَوا منه إذا بابٌ مُجافٍ على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولَغط، فقال عمر -وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف-: أتدري بيت مَن هذا؟ قال: هذا بيت ربيعة بن أُمَيّة بن خلف، وهم الآن شَرْبٌ
(3)
، فما ترى؟ قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه؛ قال الله: {ولا تَجَسَّسُوا} ، فقد تجسَّسنا. فانصرف عمر عنهم، وتركهم
(4)
. (13/ 569)
71760 -
عن أبي قلابة -من طريق معمر-: أنّ عمر بن الخطاب حُدّث أن أبا مِحْجَنٍ الثَّقفيّ شرب الخمر في بيته هو وأصحابه، فانطلَق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل واحد، فقال له أبو مِحْجَن: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا لا يحلّ لك؛ قد نهاك اللهُ عن التجسس. فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال زيد بن ثابت
(1)
أخرجه أحمد 33/ 20 (19776)، 33/ 40 (19801)، وأبو داود 7/ 241 - 242 (4880). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص 661: «أخرجه أبو داود بإسناد جيد» .
(2)
أخرجه الروياني في مسنده 1/ 219 (305) واللفظ له، وأبو يعلى في مسنده 3/ 237 (1675). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 169 (3529): «رواه أبو يعلى بإسناد حسن» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 93 (13141): «رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 6/ 74 (5371) عن إسناد أبي يعلى: «هذا إسناد ثقات» .
(3)
الشَّرْب: الجماعة يشربون الخمر. النهاية (شرب).
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 232 - 233. وعزاه السيوطي إلى الخرائطي في مكارم الأخلاق، وعَبد بن حُمَيد.
وعبد الله بن الأرقم: صدق، يا أمير المؤمنين، هذا التجسُّس. قال: فخرج عمر، وتركه
(1)
. (ز)
71761 -
عن عامر الشعبي: أنّ عمر بن الخطاب فقَدَ رجلًا من أصحابه، فقال لابن عوف: انطلقْ بنا إلى مَنزل فلان فننظر. فأتيا مَنزله، فوجدا بابه مفتوحًا وهو جالس، وامرأته تصبّ له في إناء، فتُناوله إياه، فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنّا. فقال ابن عوف لعمر: وما يدريك ما في الإناء؟! فقال عمر: أتخاف أن يكون هذا التجسُّس؟ قال: بل هو التجسُّس. قال: وما التوبة من هذا؟ قال: لا تُعلِمْه بما اطّلعتَ عليه من أمره، ولا يكونن في نفسك إلا خير. ثم انصرفا
(2)
. (13/ 569)
71762 -
عن الحسن البصري، قال: أتى عمرَ بن الخطاب رجلٌ، فقال: إنّ فلانًا لا يصحو. فدخل عليه عمر، فقال: إنِّي لأجد ريحَ شرابٍ، يا فلان، أنتَ بهذا؟! فقال الرجل: يا ابن الخطاب، وأنتَ بهذا؟! ألم ينهك الله أن تتجسّس؟! فعرفها عمر، فانطلق، وتركه
(3)
. (13/ 570)
71763 -
عن زيد بن أسلم: أنّ عمر بن الخطّاب خرج ذات ليلة، ومعه عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنهما يعسّان، إذ شبّ لهما نار، فأتيا الباب، واستأذنا، ففُتح الباب، فدخلا، فإذا رجل وامرأةٌ تغنّي، وعلى يد الرجل قَدَحٌ، فقال عمر للرجل: وأنتَ بهذا، يا فلان؟! فقال: وأنتَ بهذا، يا أمير المؤمنين؟! فقال عمر: فمَن هذه منك؟ قال: امرأتي. قال: وما في القَدَح؟ قال: ماء زُلال. فقال للمرأة: وما الّذي تغنّين؟ فقالت: أقول:
تطاول هذا الليل واسودّ جانبه
…
وأرّقني ألّا حبيب ألاعبه
فوالله لولا خشية الله والتقى
…
لزعزع من هذا السرير جوانبه
ولكن عقلي والحياء يكفّني
…
وأكرم بَعْلي أن تُنال مَراكبه
ثمّ قال الرجل: ما بهذا أُمرنا، يا أمير المؤمنين؛ قال الله:{ولا تَجَسَّسُوا} . فقال عمر: صدقت. وانصرف
(4)
. (ز)
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 233.
(2)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
(3)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
(4)
تفسير الثعلبي 9/ 83.