الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{آلم تنزيل} السجدة، و {حم} السجدة، والنجم، و {اقرأ باسم ربك}
(1)
. (ز)
73138 -
عن نافع، قال: كان ابنُ عمر إذا قرأ النجم وهو يريد أن يكون بعدها قراءة قرأها وسجد، وإذا انتهى إليها ركع وسجد
(2)
. (ز)
تفسير السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
نزول الآيات
73139 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَير- قال: كنتُ جالسًا مع فِتية مِن بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ انقضّ كوكبٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«مَن انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصيُّ مِن بعدي» . فقام فِتيةٌ من بني هاشم، فنظروا، فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل عَلِيٍّ، قالوا: يا رسول الله، قد غَويتَ في حُبّ عَلِيٍّ؟ فأنزل الله تعالى:{والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى} إلى قوله: {وهو بالأفق الأعلى} [النجم: 1 - 7]
(3)
[6260]. (ز)
[6260] انتقد ابنُ تيمية في منهاج السنة النبوية (7/ 60 - 68) هذا الأثر مستندًا إلى الإجماع، وأحوال النزول، والأدلة العقلية، والتاريخية، فقال -بتصرف-:"والجواب من وجوه: أحدها: المطالبة بصحته، وذلك أن القول بلا علم حرام بالنص والإجماع .... الثاني: أن هذا كذب باتفاق أهل العلم بالحديث .... الوجه الثالث: أنه مما يبين أنه كذب أن فيه ابن عباس شهد نزول سورة النجم حين انقض الكوكب في منزل علي، وسورة النجم باتفاق الناس من أول ما نزل بمكة، وابن عباس حين مات النبي صلى الله عليه وسلم كان مراهقًا للبلوغ لم يحتلم بعد، هكذا ثبت عنه في الصحيحين. فعند نزول هذه الآية: إما أن ابن عباس لم يكن وُلد بعد، وإما أنه كان طفلًا لا يميز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر كان لابن عباس نحو خمس سنين، والأقرب أنه لم يكن وُلد عند نزول سورة النجم، فإنها من أوائل ما نزل من القرآن. الوجه الرابع: أنه لم ينقض قط كوكب إلى الأرض بمكة ولا بالمدينة ولا غيرهما، ولما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كثر الرمي بالشهب، ومع هذا فلم ينزل كوكب إلى الأرض، وهذا ليس من الخوارق التي تعرف في العالم، بل هو من الخوارق التي لا يعرف مثلها في العالم، ولا يروي مثل هذا إلا مَن هو مِن أوقح الناس، وأجرؤهم على الكذب، وأقلهم حياء ودينًا، ولا يروج إلا على من هو مِن أجهل الناس وأحمقهم، وأقلهم معرفة وعلمًا. الوجه الخامس: أن نزول سورة النجم كان في أول الإسلام، وعلِيٌّ إذ ذاك كان صغيرًا، والأظهر أنه لم يكن احتلم ولا تزوج بفاطمة، ولا شُرع بعد فرائض الصلاة أربعًا وثلاثًا واثنين، ولا فرائض الزكاة، ولا حج البيت، ولا صوم رمضان، ولا عامة قواعد الإسلام. وأمر الوصية بالإمامة لو كان حقًّا إنما يكون في آخر الأمر كما ادعوه يوم غدير خم، فكيف يكون قد نزل في ذلك الوقت؟! الوجه السادس: أن أهل العلم بالتفسير متفقون على خلاف هذا، وأن النجم المقسم به: إما نجوم السماء، وإما نجوم القرآن، ونحو ذلك. ولم يقل أحد: إنه كوكب نزل في دار أحد بمكة. الوجه السابع: أن من قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «غويت» فهو كافر، والكفار لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالفروع قبل الشهادتين والدخول في الإسلام. الوجه الثامن: أن هذا النجم إن كان صاعقة فليس نزول الصاعقة في بيت شخص كرامة له، وإن كان من نجوم السماء فهذه لا تفارق الفلك، وإن كان مِن الشهب فهذه يُرمى بها رجومًا للشياطين، وهي لا تنزل إلى الأرض، ولو قُدِّر أن الشيطان الذي رمي بها وصل إلى بيت علِيٍّ حتى احترق بها فليس هذا كرامة له، مع أن هذا لم يقع قط".
_________
(1)
أخرجه الشافعي في كتاب الأم 8/ 415، والطبراني في الأوسط 7/ 310 (7588) من طريق الحارث.
(2)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 3/ 102 (234).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/ 362.
وقال: «هذا حديث منكر، ومن بين أبي عمر وبين هشيم مجهولون لا يُعرفون» .
وأورده ابن الجوزي في كتاب الموضوعات 1/ 372 بإسناد آخر وسياق مختلف، عن محمد بن مروان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، وأراه الله من العجائب في كل سماء، فلما أصبح جعل يحدث الناس من عجائب ربه، فكذبه من أهل مكة من كذبه، وصدقه من صدقه، فعند ذلك انقض نجم من السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدي» . قال: فطلبوا ذلك النجم، فوجدوه في دار علي بن أبي طالب?. فقال أهل مكة: ضل محمد وغوى، وهوى إلى أهل بيته، ومال إلى ابن عمه علي بن أبي طالب. فعند ذلك نزلت هذه السورة. ثم قال ابن الجوزي:«هذا حديث موضوع، لا شك فيه، وما أبرد الذي وضعه، وما أبعد ما ذكر، وفى إسناده ظلمات» . إلى أن قال: «والعجب من تغفيل من وضع هذا الحديث كيف رتب ما لا يصح في العقول مِن أن النجم يقع في دار ويثبت حتى يُرى، ومِن بلهه أنه وضع هذا الحديث على ابن عباس، وكان [ابن عباس] في زمن المعراج ابن سنتين، فكيف يشهد تلك الحالة ويرويها؟!» .