الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان عليٌّ على السرير، ومعه عود في يده، فقال قائل منهم: إنّ عندكم مَن يفصل بينكم. فسألوه، فقال عليٌّ: كان عثمان مِن الذين قال الله: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون} . قال: واللهِ، عثمانُ وأصحابُ عثمان. قالها ثلاثًا. قال يوسف: فقلت لمحمد بن حاطب: آلله، لَسمعت هذا مِن عليٍّ؟ قال: آلله، لسمعت هذا من عليٍّ?
(1)
. (ز)
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
(17)}
نزول الآية، وتفسيرها
70527 -
عن عائشة -من طريق ميناء-: أنه سمعها تنكر أن تكون الآية نزلتْ في عبد الرحمن بن أبي بكر، وقالت: إنما نزلتْ في فلان بن فلان. سمَّت رجلًا
(2)
. (13/ 329)
70528 -
عن عبد الله المدني -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: إنِّي لَفي المسجد حين خطب مروان، فقال: إنّ الله قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيًا حسنًا، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهِرَقْليّة؟ إنّ أبا بكر -واللهِ- ما جعلها في أحدٍ مِن ولده، ولا أحد مِن أهل بيته، ولا جعلها معاوية إلا رحمة وكرامة لولده. فقال مروان: ألستَ الذي قال لوالديه: أُفٍّ لكما؟! فقال عبد الرحمن: ألستَ ابن اللعين الذي لعن أباك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: وسمعتْها عائشة، فقالت: يا مروان، أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا؟ كذبتَ، واللهِ، ما فيه نزلتْ، ولكن نزلتْ في فلان بن فلان
(3)
. (13/ 328)
70529 -
عن يوسف بن ماهَكَ، قال: كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية بن أبي سفيان، فخطب، فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يُبايَع له بعد أبيه، فقال
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 264 - .
(2)
أخرجه عبد الرزاق 3/ 200 (2860) من طريق أبيه همام، عن مينا، عن عائشة به.
وسنده ضعيف جدًّا، فيه مينا بن أبي مينا الخراز، قال عنه ابن حجر في التقريب (7059):«متروك» .
(3)
أخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري 8/ 577 - . وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال ابن حجر في الفتح 8/ 577: «نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادًا، وأولى بالقبول» .
عبد الرحمن بن أبي بكر شيئًا، فقال: خذوه. فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا عليه، فقال مروان: إنّ هذا أُنزل فيه: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} . فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن، إلا أنّ الله أنزل عُذري
(1)
[5979]. (13/ 327)
70530 -
عن محمد بن زياد، قال: لَمّا بايع معاويةُ لابنه قال مروان: سُنّة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن: سُنّة هِرَقْل وقيصر. فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} الآية. فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب مروان، كذب مروان، واللهِ، ما هو به، ولو شئتُ أن أسمّي الذي أُنزلتْ فيه لسمّيتُه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان في صُلبه، فمروان فضَضٌ
(2)
من لعنة الله
(3)
. (13/ 328)
70531 -
عن عبد الله البهي مولى الزبير، قال: كنت في المسجد ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: واللهِ، ما استخلف أحدًا من أهله. فقال مروان: أنت الذي نزلتْ فيك: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} . فقال عبد الرحمن: كذبتَ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك
(4)
. (ز)
70532 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} الآية، قال: الذي قال هذا ابنٌ لأبي بكر
(5)
. (13/ 329)
70533 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج-: {والذي قال لوالديه أفّ لكما} عبد الرحمن بن أبي بكر
(6)
. (ز)
70534 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق =
[5979] ذكر ابنُ عطية (7/ 622) أن ابن عبد البر قال بأن الذي كان يخطب هو معاوية، وانتقده بقوله:«وهذا وهْم» .
_________
(1)
أخرجه البخاري (4827).
(2)
فضض: قطعة وطائفة منها. النهاية (فضض).
(3)
أخرجه النسائي في الكبرى (11491)، وابن المنذر -كما في الفتح 8/ 577 - ، والحاكم 4/ 481 وصححه، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 3/ 282 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه البزار في مسنده 6/ 241 (2273).
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 144.
وقال ابن كثير في تفسيره 7/ 266: «وفي صحته نظر» .
وجاء في تفسير البغوي 7/ 258 عن ابن عباس: نزلتْ في عبد الله.
(6)
أخرجه إسحاق البستي ص 345.
70535 -
قال ابن جريج: وقال آخرون: في عبد الرحمن بن أبي بكر
(1)
. (ز)
70536 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق خُصيْف - في قوله: {والذي قال لوالديه أفّ لكما} الآية، قال: نزلتْ في عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان أبو بكر وامرأته يَعرِضان عليه الإسلام، فيقول: أفّ لكما
(2)
. (ز)
70537 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ} ، قال: هو الكافر، الفاجر، العاقّ لوالديه، المكذِّب بالبعث
(3)
. (ز)
70538 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ثم نَعَت عبدَ سوء عاقًّا لوالديه فاجرًا، فقال:{والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} إلى قوله: {أساطِيرُ الأَوَّلِينَ}
(4)
[5980]. (ز)
70539 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ} ، قال: يعني: البعْث بعد الموت
(5)
. (13/ 329)
[5980] على هذا القول الذي قاله الحسن، وقتادة، فالآية عامة كالتي قبلها، وهو ما ذكره ابنُ عطية (7/ 621)، ثم قال:«ويشبه أن لها سببًا من رجل قال ذلك لأبويه. فلمّا فرغ من ذكر الموفق عقّب بذكر هذا العاق» .
ورجَّح (7/ 622) العموم، وانتقد القول بنزولها في ابن أبي بكر مستندًا للسياق، فقال:«والأصوب أن تكون عامة في أهل هذه الصفات، ولم يقصد بها عبد الرحمن ولا غيره من المؤمنين، والدليل القاطع على ذلك قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ فِي أُمَمٍ}، وكان عبد الرحمن? من أفضل الصحابة، ومن الأبطال، وممن له في الإسلام غَناءٌ، ويكفيه مقامه مع مروان يوم اليمامة وغيره» .
وبنحوه قال ابنُ كثير (13/ 18).
ثم قال ابنُ عطية (7/ 623): «وظاهر ألفاظ هذه الآية أنها نزلت في مُشار إليه قال وقيل له، فنعى الله أقواله تحذيرًا مِن الوقوع في مثلها» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الفتح 8/ 577 - ، وقال ابن حجر عقبه:«والقول في عبد الله كالقول في عبد الرحمن؛ فإنه أيضًا أسلم وحسن إسلامه» . وفي تفسير البغوي 7/ 258: نزلتْ في عبد الله. وفي تفسير ابن كثير 7/ 283: «وقال ابن جريج، عن مجاهد: نزلت في عبد الله بن أبي بكر. وهذا أيضًا قاله ابن جريج» .
(2)
أخرجه إسحاق البستي ص 345.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 145. وفي تفسير البغوي 7/ 259 عن الحسن وقتادة: أنها نزلتْ في كافر عاقٍّ لوالديه.
(4)
أخرجه ابن جرير 21/ 145.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 217، وابن جرير 21/ 144، ومن طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
70540 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- =
70541 -
ومحمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} ، قالا: عبد الرحمن بن أبي بكر
(1)
. (ز)
70542 -
عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- قال: نزلت هذه الآية: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} في عبد الرحمن بن أبي بكر؛ قال لأبويه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يُسلم فكانا يأمرانه بالإسلام، ويردّ عليهما ويكذّبهما، فيقول: فأين فلان؟! وأين فلان؟! يعني: مشايخ قريش ممن قد مات، ثم أسلم بعدُ فحسُن إسلامه، فنزلتْ توبته في هذه الآية:{ولِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا}
(2)
. (13/ 329)
70543 -
قال مقاتل بن سليمان: وقوله: {والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ} فهو عبد الرحمن بن أبي بكر، وأمّه [أم]
(3)
رومان بنت عمرو بن عامر الكندي
(4)
، دعاه أبواه إلى الإسلام، وأخبراه بالبعث بعد الموت، فقال لوالديه:{أُفٍّ لَكُما} يعني: قُبحًا لكما الرديء من الكلام؛ {أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ} مِن الأرض، يعني: أن يبعثني بعد الموت {وقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِن قَبْلِي} يعني: الأمم الخالية، فلم أرَ أحدًا منهم يُبعث، فأين عبد الله بن جدعان؟! وأين عثمان بن عمرو؟! وأين عامر بن عمرو؟! -كلّهم من قريش، وهم أجداده- فلم أرَ أحدًا منهم أتانا. فقال أبواه: اللهم، اهدِه، اللهم، أقبِل بقلبه إليك، اللهم، تُب عليه. فذلك قوله:{وهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ} يعني: يدعوان الله له بالهُدى أن يهديه ويقبل بقلبه، ثم يقولان:{ويْلَكَ آمِن} صدِّق بالبعْث الذي فيه جزاء الأعمال؛ {إنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ} عبد الرحمن: {ما هذا إلّا أساطِيرُ الأَوَّلِينَ} ما هذا الذي تقولان إلا كأحاديث الأولين وكذبهم
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 219.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري 8/ 577 - . وقال ابن حجر: «لكن نفى عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادًا وأولى بالقبول» . وجاء في تفسير البغوي 7/ 258 عن السدي: نزلتْ في عبد الله.
(3)
سقطت من مطبوعة المصدر.
(4)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: الكناني. ينظر: طبقات ابن سعد 8/ 276.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 21.