الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن دخول المسجد الحرام إلى غنيمة خَيْبَر، فقال المنافقون -عبد الله بن أُبي، وعبد الله بن رسل
(1)
، ورفاعة بن التابوه-: واللهِ، ما حلَقنا ولا قصّرنا، ولا رأينا المسجد الحرام. فأنزل الله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} الآية
(2)
. (ز)
71420 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} إلى آخر الآية، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهم: «إنِّي قد رأيتُ أنّكم ستدخلون المسجد الحرام محلّقين رؤوسكم ومقصِّرين» . فلمّا نزل بالحُدَيبية، ولم يدخل ذلك العام؛ طعن المنافقون في ذلك، فقال الله:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} إلى قوله: {لا تَخافُونَ}
(3)
. (13/ 512)
تفسير الآية:
71421 -
عن عبد الله بن مسعود =
71422 -
وسلمان الفارسي -من طريق أبي عثمان- قالا: لَتدخُلنّ بيتَ الله؛ مسجد الله. يقول: لتدخُلنّ البيت الحرام؛ بيت القدس
(4)
. (ز)
71423 -
عن عبد الله بن عباس، {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} ، قال: كان تأويل رؤياه في عُمْرة القضاء
(5)
. (13/ 512)
71424 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} ، قال: هو دخول محمد صلى الله عليه وسلم البيتَ والمؤمنين محلِّقين رؤوسهم ومقصِّرين
(6)
. (13/ 512)
71425 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} ، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه يطوف بالبيت وأصحابه، فصدَق الله رؤياه بالحق
(7)
. (13/ 512)
(1)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعله: ابن نبتل.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 76.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 317.
(4)
أخرجه إسحاق البستي ص 378.
(5)
أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري 12/ 362 - .
(6)
أخرجه ابن جرير 21/ 316. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(7)
أخرجه ابن جرير 21/ 316. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
71426 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} ، قال: أُري في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام، وأنهم آمِنون محلِّقين رؤوسهم ومقصِّرين
(1)
. (13/ 512)
71427 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} إلى قوله: {إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} : لرؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أُريها أنّه سيدخل مكة آمنًا لا يخاف. يقول: محلِّقين ومقصِّرين لا تخافون
(2)
. (ز)
71428 -
قال مقاتل بن سليمان: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ} يعني: العام المقبل {إنْ شاءَ اللَّهُ} يستثنى على نفسه، مثل قوله:{سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إلّا ما شاءَ اللَّهُ} [الأعلى: 6 - 7]، ويكون ذلك تأديبًا للمؤمنين ألّا يتركوا الاستثناء في ردّ المشيئة إلى الله تعالى، {آمِنِينَ} مِن العدو {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ} مِن أشعاركم، {لا تَخافُونَ} عدوَّكم،
…
فلمّا كان في العام المُقبل بعد ما رجع مِن خَيْبَر أدخله الله هو وأصحابه المسجد الحرام، فأقاموا بمكة ثلاثة أيام، فحلَقوا وقصَّروا؛ تصديق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
[6075]. (ز)
ثم علَّق على القول الأخير بقوله: «ولا فرق بين الاستثناء مِن أجل الأمن، أو من أجل الدخول؛ لأن الله تبارك وتعالى قد أخبر بهما، ووقعت الثقة بالأمرين، فالاستثناء مِن أيِّهما كان هو استثناءٌ من واجب» .
ثم نقل عن قوم أنّ: {إنْ} بمعنى: إذ، ثم وجَّهه بقوله:«فكأنه تعالى قال: إذ شاء اللهُ» . غير أنه استدرك عليه قائلًا: «وهذا حسنٌ في معناه، لكن كون {إنْ} بمعنى: إذ؛ غير موجود في لسان العرب» . ثم علَّق بقوله: «وللناس بعد في هذا الاستثناء أقوالٌ مخلّطة غير هذه لا طائل فيها اختصرتها» .
ووجَّه ابنُ تيمية (6/ 33) قول من قال: {إنْ} بمعنى: إذ. بقوله: «ومقصوده بهذا تحقيق الفعل بـ {إن} كما يتحقق مع: إذ، وإلا فـ: إذ ظرف توقيت، و {إن} حرف تعليق» . ثم ذكر (6/ 33 - 34) أن «طائفة من الناس فرُّوا من هذا المعنى -أي: معنى تحقيق المشيئة-، وجعلوا الاستثناء لأمر مشكوك فيه، فقال الزَّجّاج: {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ} أي: أمركم الله به. وقيل: الاستثناء يعود إلى الأمن والخوف، أي: لتدخلنّه آمنين، فأما الدخول فلا شكّ فيه. وقيل: لتدخلنّ جميعكم أو بعضكم؛ لأنه علم أنّ بعضهم يموت، فالاستثناء لأنهم لم يدخلوا جميعهم» .
ثم انتقد (6/ 34) هذه الأقوال -مستندًا إلى دلالة اللفظ، وإلى الدلالة العقلية- قائلًا:«كل هذه الأقوال وقع أصحابها فيما فرُّوا منه، مع خروجهم عن مدلول القرآن، فحرَّفوه تحريفًا لم ينتفعوا به، فإنّ قول مَن قال: أي: أمركم الله به، هو سبحانه قد علم هل يأمرهم أو لا يأمرهم، فعلّمه بأنه سيأمرهم بدخوله كعلمه بأن سيدخلوا، فعلَّقوا الاستثناء بما لم يدل عليه اللفظ، وعِلْمُ الله متعلق بالمُظْهَر والمضمَر جميعًا. وكذلك أمنهم وخوفهم، هو يعلم أنهم يدخلون آمنين أو خائفين، وقد أخبر أنهم يدخلون آمنين مع علْمه بأنهم يدخلون آمنين، فكلاهما لم يكن فيه شكّ عند الله، بل ولا عند رسوله. وقول مَن قال: جميعهم أو بعضهم. يُقال: المُعلّق بالمشيئة دخول مَن أريد باللفظ، فإن كان أراد الجميع فالجميع لا بُدَّ أن يدخلوه، وإن أريد الأكثر كان دخولهم هو المعلّق بالمشيئة، وما لم يرد لا يجوز أن يعلق بـ {إن}، وإنما علّق بـ {إن} ما سيكون؛ وكان هذا وعدًا مجزومًا به، ولهذا لما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم عام الحُدَيبية: ألم تكن تحدّثنا أنا نأتي البيت ونطوف به؟ قال: «بلى، قلت لك: إنك تأتيه هذا العام؟» . قال: لا. قال: «فإنك آتيه، ومُطَوّف به» ».
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 227، وابن جرير 21/ 316.
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 317.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 76.
71429 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ} إلى قوله: {لا تَخافُونَ} : إني لم أُرِهْ أنه يدخلها هذا العام، ولَيَكُونَنَّ ذلك
(1)
. (13/ 512)
71430 -
قال يحيى بن سلّام: وكان رسول الله صالَح المشركين على أن يرجع عامَه ذلك، ويرجع مِن قابل، ويقيم بمكة ثلاثة أيام، فنَحر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه الهَدْي بالحُدَيبية، وحلقوا، وقصَّروا، ثم أدخله الله العام المقبل مكة وأصحابه آمنين،
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 317 - 319.