الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدهما لصاحبه: أمّا غلامك فقد أفسده عليك، فلمّا جاءهم عدّاس قالا له: ويلك، يا عدّاس! مالك تُقبّل رأسَ هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قال: يا سيدي، ما في الأرض خيرٌ مِن هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي. فقالا: ويحك، يا عدّاس، لا يصرفك عن دينك؛ فإنّ دينك خيرٌ مِن دينه. ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف مِن الطائف راجعًا إلى مكة حين يئس مِن خير ثقيف، حتى إذا كان بنخلة قام مِن جوف الليل يصلّي، فمر به نفرٌ مِن جنّ أهل نَصيبِين اليمن، فاستمعوا له، فلما فرغ مِن صلاته ولَّوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا وأجابوا لِما سمِعوا، فقصّ الله خبرهم عليه، فقال:{وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ}
(1)
[5988]. (ز)
تفسير الآية:
70628 -
عن الزبير بن العوّام -من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة- {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ} ، قال: بنخلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي العشاء الآخرة كادوا يكونون عليه لِبَدًا. قال سفيان: كان بعضهم على بعض كاللِّبد، بعضه على بعض
(2)
. (13/ 341)
70629 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق النضر بن عربي، عن عكرمة- {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ} الآية، قال: كانوا تسعة نفر مِن أهل نَصيبِين، فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رُسلًا إلى قومهم
(3)
. (13/ 342)
[5988] انتقد ابنُ كثير (13/ 31) ما جاء في هذا الأثر مِن أنّ استماع الجن كان عند منصرف النبي صلى الله عليه وسلم مِن الطائف مستندًا إلى دلالة التاريخ، فقال:«لأنّ الجنَّ كان استماعهم في ابتداء الإيحاء، كما دلّ عليه حديثُ ابن عباس المذكور في تفسير الآية من طريق العوفي، وخروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف كان بعد موت عمِّه، وذلك قبل الهجرة بسنة أو سنتين، كما قرره ابن إسحاق وغيره» .
_________
(1)
ذكره ابن هشام في السيرة 1/ 419 - 422، والطبري في التاريخ 2/ 344 - 347، وأخرج الطبراني قطعة منه وهي:«اللهم إليك أشكو .. » ، وأخرجه الثعلبي 9/ 19 - 20، والبغوي 7/ 265 - 266.
قال الهيثمي في المجمع 6/ 35: «فيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات» .
(2)
أخرجه أحمد 3/ 45 - 46 (1435)، وإسحاق البستي ص 350، ولفظ سفيان عنده: ركب بعضهم بعضًا يستمعون القرآن. وعزاه السيوطي إلى ابن أبى حاتم، وابن مردويه دون قول سفيان.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 165. وعزاه السيوطي إليه، وإلى ابن مردويه بلفظ: كانوا سبعة نفر.
70630 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق قتادة، عن عكرمة- قال: صُرِفَت الجنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين، وكان أشراف الجن بنَصيبِين
(1)
[5989]. (13/ 342)
70631 -
عن عبد الله بن عباس-من طريق جابر الجعفي، عن عكرمة- {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ}: كانوا من أهل نَصيبِين، أتَوه ببطن نخلة
(2)
. (13/ 342)
70632 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ} إلى آخر الآية، قال: لم تكن السماءُ تُحرَس في الفتْرة بين عيسى ومحمد -صلى الله عليهما-، وكانوا يقعدون مقاعد للسمع، فلمّا بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم حُرِسَت السماء حرَسًا شديدًا، ورُجمت الشياطين، فأنكروا ذلك، وقالوا:{وأَنّا لا نَدْرِي أشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أمْ أرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: 10]. فقال إبليس: لقد حدَث في الأرض حدَثٌ. واجتمعت إليه الجنُّ، فقال: تفرّقوا في الأرض، فأخبِروني ما هذا الخبر الذي حدث في السماء، وكان أول بعْثٍ ركْبٌ مِن أهل نَصيبِين، وهي أشراف الجن وساداتهم، فبعثهم إلى تهامة، فاندفعوا حتى بلغوا الوادي؛ وادي نخلة، فوجدوا نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الغَداة ببطن نخلة، فاستمعوا، فلما سمعوه يتلو القرآن قالوا: أنصِتوا. ولم يكن نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم عَلِم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن، {فَلَمّا قُضِيَ ولَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}
(3)
[5990] ....
[5989] قال ابنُ عطية (7/ 630): «قوله: {صرفنا} معناه: رددناهم عن حالٍ ما، يحتمل أنها الاستماع في السماء، ويحتمل أن تكون بُعْدهم قبل الوفادة، وهذا بحسب الاختلاف هنا، هل هم الوفد أو المتجسسون؟» .
[5990]
اختُلف هل علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم الجن عليه أم لا؟ وساق ابنُ عطية (7/ 631) القولين، ثم رجَّح أنّ الوفد الوارد ذكره هنا غير الوفد المشار إليه في سورة الجن، فقال:«والتحرير في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جنٌّ دون أن يعرف بهم، وهم المتفرّقون من أجل الرّجم، وهذا هو قوله تعالى: {قل أوحي إلي} [الجن: 1]، ثم بعد ذلك وفد عليه وفد، وهو المذكور صرْفه في هذه الآية» . ولم يذكر مستندًا.
وساق ابنُ كثير (13/ 31 - 32) آثارًا تدل على عدم علم النبي بهم حال قراءته، وبيّن أنّ ما يعارضها مِن آثار تقتضي علمه، فيُحتمل أنه كان في مرة أخرى؛ إذ تكاثر الروايات يدل على تكرار توافد الجن عليه، فقال:«فأما ما رواه البخاري ومسلم جميعًا، [وهو حديث ابن مسعود الآتي في الآثار المتعلقة بالآيات أن شجرة آذنت الني صلى الله عليه وسلم بالجن] فيحتمل أن يكون هذا في المرة الأولى، ويكون إثباتًا مقدمًا على نفي ابن عباس المذكور في تفسير الآية من طريق العوفي، ويحتمل أن يكون هذا في بعض المرات المتأخرات، والله أعلم. ويحتمل أن يكون في الأولى ولكن لم يشعر بهم حال استماعهم حتى آذَنَته بهم الشجرة، أي: أعلمته باستماعهم» . وعلَّق (13/ 42) على ما جاء عن ابن مسعود من اختلاف في الروايات بأنه يحتمل الآتي: أنه لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حال مخاطبته الجنّ ودعائه إياهم، وإنما كان بعيدًا منه، ولم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد سواه، ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة. الثاني: أن يكون أول مرّة خرج إليهم لم يكن معه ابن مسعود ولا غيره، ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى.
وعلَّق ابن عطية (7/ 632) على ما روي عن ابن مسعود بقوله: «واضطربت الروايات عن عبد الله بن مسعود
…
فاختصرتُ هذه الروايات وتطويلها؛ لعدم صحتها».
_________
(1)
أخرجه الطبرانى في الأوسط (6). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 170 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، وابن المنذر، وأبى نعيم في الدلائل.
(3)
أخرجه ابن جرير 21/ 164.
...................................... [5991]. (ز)
70633 -
عن زِرّ بن حُبيْش -من طريق عاصم-: أُنزِل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخلة: {فَلَمّا حَضَرُوهُ} ، قال: كانوا تسعة، أحدهم زَوْبَعة
(1)
. (ز)
70634 -
عن زِرّ بن حُبيْش -من طريق عاصم-: كانوا سبعة، أكبرهم زَوْبَعة
(2)
. (ز)
70635 -
عن سعيد بن جُبير -من طريق أيوب- في قوله تعالى: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ} ، قال: لَمّا بُعِث النبيُّ صلى الله عليه وسلم حُرِست السماء، فقالت الشياطين: ما حُرِست إلا لأمر حدَث في الأرض، فبعث سراياه في الأرض، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا يصلّي بأصحابه صلاة الفجر بنخلة وهو يقرأ، فاستمعوا،
[5991] علَّق ابنُ كثير (13/ 30) على هذا الأثر بقوله: «رواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما، من حديث إسرائيل به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وهكذا رواه أيوب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وكذا رواه العوفي، عن ابن عباس أيضًا، بمثل هذا السياق بطوله» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 165.
(2)
أخرجه البزار في البحر الزخار المعروف بمسند البزار 5/ 234 (1846).
حتى إذا فرغ {ولَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} حتى {مُسْتَقِيمٍ}
(1)
. (ز)
70636 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ} ، قال: لَقِيَهم بنخلة ليلتئذٍ
(2)
. (ز)
70637 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُريْج- في قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ} ، قال: كانوا سبعة: ثلاثة من أهل حَرّان، وأربعة مِن نَصيبِين، وكان أسماؤهم؛ حسيٌ، ومسيٌ، وشاصِرٌ، وماصِرٌ، والأردُ، وأينانُ، والأحقمُ، وسرقٌ
(3)
. (13/ 344)
70638 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- في قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ} ، قال: هم اثنا عشر ألفًا، جاؤوا مِن جزيرة الموصل
(4)
. (13/ 344)
70639 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ} ، قال: ما شعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءوا، فأوحى الله عز وجل إليه فيهم، وأخبر عنهم
(5)
. (ز)
70640 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ} ، قال: ذُكر لنا: أنّهم صُرِفوا إليه مِن نينوى. قال: فإنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي أُمِرْتُ أن أقرأ القرآن على الجنّ، فأيكم يتبعني؟» . فأطرقوا، ثم استتبعهم، فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة، فأطرقوا، فقال رجل: يا رسول الله، إنّك لَذو بَدِيئة
(6)
. فاتّبعه عبد الله بن مسعود، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم شِعبًا يقال له: شِعب الحَجُون. قال: وخطّ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله خطًّا ليثبته به. قال: فجعلتْ تهوي بي، وأرى أمثال النّسور تمشي في دفوفها، وسمعتُ لغطًا شديدًا، حتى خِفتُ على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، ثم تلا القرآن؛ فلما رجع نبيُّ الله قلتُ: يا نبي الله، ما اللّغط الذي
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 218، وابن جرير 21/ 164 بنحوه، وكذلك من طريق زياد بنحوه. وثبت مرفوعًا عن ابن عباس -من طريق سعيد بن جبير- عند البخاري (773، 4921)، ومسلم (449)، والترمذي (3323) وليس فيها ذكر هذه الآية.
(2)
تفسير مجاهد ص 603، وأخرجه ابن جرير 21/ 170.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 280 - .
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 278 - .
(5)
أخرجه ابن جرير 21/ 166.
(6)
ذو بديئة: لك أن تبدأ قبل غيرك. لسان العرب (بدأ).