الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
72714 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله:{وما كانُوا مُنْتَصِرِينَ} ، قال: لم يستطيعوا امتناعًا مِن أمر الله
(1)
. (13/ 685)
{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
(46)}
قراءات:
72715 -
عن هارون الأعور، عن أبي عمرو بن العلاء:«وقَوْمِ نُوحٍ مِّن قَبْلُ» ، يقول: وفي قوم نوح
(2)
[6216]. (ز)
[6216] وجّه ابنُ جرير (21/ 544 - 545) هذه القراءة، فقال:«وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة والبصرة: {وقومِ نوح} بخفض القوم على معنى: وفي قوم نوح عطفًا بالقوم على موسى في قوله: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون}» . ووجّه معنى الآية عليها، فقال:«وتأويل ذلك في قراءة مَن قرأه خفضًا: وفي قوم نوح لهم أيضًا عبرة إذ أهلكناهم من قبل ثمود لمّا كذبوا رسولنا نوحًا؛ {إنهم كانوا قوما فاسقين} يقول: إنهم كانوا مخالفين أمر الله، خارجين عن طاعته» .
وجعلها ابنُ عطية (8/ 79 - 80) على هذه القراءة معطوفة على قوله: {وفي ثمود} .
وذكر ابنُ جرير قراءة مَن قرأ ذلك بنصب: {وقوم} ، وذكر فيها عدة احتمالات رتّب عليها معنى الآية، فقال:«ولنَصْب ذلك وجوه: أحدها: أن يكون القوم عطفًا على الهاء والميم في قوله: {فأخذتهم الصاعقة}؛ إذ كان كل عذاب مُهلك تسمّيه العرب: صاعقة، فيكون معنى الكلام حينئذ: فأخذتهم الصاعقة وأخذتْ قوم نوح من قبل. والثاني: أن يكون منصوبًا بمعنى الكلام، إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبل دلالة على المراد من الكلام، وأن معناه: أهلكنا هذه الأمم وأهلكنا قوم نوح من قبل. والثالث: أن يضمر له فعلًا ناصبًا، فيكون معنى الكلام: واذكر لهم قوم نوح، كما قال: {وإبراهيم إذ قال لقومه} [العنكبوت: 16] ونحو ذلك، بمعنى: أخبِرهم واذكر لهم» . وعلى هذه القراءة ففي عطفها احتمالين ذكرهما ابنُ عطية، فقال:«وهو عطف إما على الضمير في قوله: {فأخذتهم} إذ هو بمنزلة: أهلكناهم، وإما على الضمير في قوله: {نبذناهم}» .
ثم رجّح ابنُ جرير: أنهما «قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار؛ فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب» .
وزاد ابنُ عطية أن ذلك قُرأ بالرفع، ووجّهه، فقال:«وقرأ أبو عمرو فيما روى عنه عبد الوارث: (وقَوْمُ نُوحٍ) بالرفع، وذلك على الابتداء وإضمار الخبر» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه إسحاق البستي ص 433.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ الباقون:{قَوْمَ نُوحٍ} بالنصب. النشر 2/ 377، والإتحاف ص 517.