الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
70624 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبانًا آلِهَةً} يقول: فهلّا منَعتْهم آلهتهم من العذاب الذي نزل بهم، {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ} يعني: بل ضلّت عنهم الآلهة، فلم تنفعهم عند نزول العذاب بهم، {وذَلِكَ إفْكُهُمْ} يعني: كذبهم بأنها آلهة، {وما كانُوا يَفْتَرُونَ} في قولهم مِن الشرك
(1)
. (ز)
70625 -
قال يحيى بن سلام: {اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبانًا آلِهَةً} اتخذوهم آلهة يتقرّبون بهم إلى الله
(2)
. (ز)
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}
نزول الآية:
70626 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق زِرّ- قال: هبطوا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ القرآن ببطن نَخلة، فلمّا سمعوه قالوا: أنصِتوا. قالوا: صَه، وكانوا تسعة أحدهم زَوْبَعة. فأنزل الله:{وإذْ صَرَفْنا إلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ} إلى قوله: {ضَلال مُبِين}
(3)
. (13/ 342)
70627 -
عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق يزيد بن زياد- قال: لَمّا انتهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف إلى نفرٍ مِن ثقيف، وهم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل، ومسعود، وحبيب بنو عمرو بن عمير، وعند أحدهم امرأة من قريش مِن بني جُمح، فجلس إليهم، فدعاهم إلى الله، وكلّمهم بما جاءهم له مِن نُصرته على الإسلام، والقيام معه على مَن خالفه من قومه. فقال له أحدهم:
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 26.
(2)
تفسير ابن أبي زمنين 4/ 230.
(3)
أخرجه الحاكم 2/ 495 (3701)، من طريق عاصم، عن زر، عن عبد الله به.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي.
هو يَمْرُطُ
(1)
ثياب الكعبة، إن كان الله أرسلك. وقال الآخر: ما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟! وقال الثالث: واللهِ، ما أكلّمك كلمة أبدًا، لئن كنتَ رسولًا من الله كما تقول لأنت أعظم خطَرًا مِن أنْ أردّ عليك الكلام، ولئن كنتَ تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلّمك. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن عندهم، وقد يئس مِن خير ثقيف، وقال لهم:«إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عَلَيَّ سِرِّي» . وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغَ قومَه، فيزيدهم عليه ذلك، فلم يفعلوا، وأغرَوا به سفهاءَهم وعبيدهم، يسبُّونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس، وألجأوه إلى حائط لِعُتبة وشيبة ابني ربيعة، وهما فيه، فرجع عنه سفهاء ثقيف ومَن كان تبعه، فعمد إلى ظل حَبَلة مِن عنب، فجلس فيه، وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما لقي مِن سفهاء ثقيف، ولقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المرأة التي مِن بني جُمح، فقال لها:«ماذا لقينا مِن أحمائك؟» . فلمّا اطمأنّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال:«اللهم، إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، أنت رب المُستضعفين، وأنت ربي، إلى مَن تَكِلني؟! إلى بعيد يتجهّمني أم إلى عدو ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عَلَيَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقتْ له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة مِن أن ينزل بي غضبك، أو يحلّ علَيَّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» . فلما رأى ابنا ربيعة ما لقي تحركت له رحمهما فدعوا غلامًا لهما نصرانيًّا يُقال له: عدّاس. فقالا له: خذ قِطفًا مِن العنب، وضعْه في ذلك الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له يأكل منه. ففعل ذلك عدّاس، ثم أقبل به حتى وضعَه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَه، قال:«بسم الله» . ثم أكل، فنظر عدّاس إلى وجهه، ثم قال: واللهِ، إنّ هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلْدة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مِن أي البلاد أنت، يا عدّاس؟ وما دينك؟» . قال: أنا نصراني، وأنا رجل مِن أهل نينوى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أمِن قرية الرجل الصالح يونس بن متّى؟» . قال له: وما يدريك ما يونس بن متّى؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك أخي؛ كان نبيًّا، وأنا نبي» . فأكبّ عدّاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبّل رأسه ويديه وقدميه. قال: فيقول ابنا ربيعة
(1)
قال ابن فارس: الميم والراء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تحاتِّ الشيءِ أو حَتِّه. معجم مقاييس اللغة (مرط).