الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}
70511 -
قال مقاتل بن سليمان: {قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي} يقول: ألْهِمني {أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ} بالإسلام، {وعَلى والِدَيَّ} يعني: أبا قحافة ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة، وأمّه: أمّ الخير بنت صخر بن عمرو
(1)
. (ز)
70512 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ} ، قال: اجعلْني أشكر نعمتك
(2)
[5977]. (ز)
{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}
70513 -
قال عبد الله بن عباس: {وأَنْ أعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ} وأجابه الله عز وجل، فأعتق تسعةً مِن المؤمنين يُعذَّبون في الله، ولم يُرِد شيئًا مِن الخير إلا أعانه الله عليه
(3)
. (ز)
[5977] استدرك ابنُ جرير (21/ 141) -من جهة اللغة- على قول ابن زيد بقوله: «وهذا الذي قاله ابن زيد في قوله: {رب أوزعني} وإن كان يؤول إليه معنى الكلمة، فليس بمعنى الإيزاع على الصحة» .
وذكر ابنُ عطية (7/ 619 - 620) أن قوله: {أوزعني} يحتمل احتمالين: الأول: ادفعني عن الموانع، وازجرني عن القواطع؛ لأجل أن أشكر نعمتك. الثاني: أن يكون بمعنى: اجعل حظّي ونصيبي. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا من التّوزيع، والقوم الأوزاع، ومن قولك: توزعوا المال؛ فـ {أن} على هذا مفعول صريح» .
وذكر ابنُ القيم (2/ 450) القول بأن معنى {أوزعني} : ألْهِمني. ثم نقل عن أبي إسحاق تفسيره بـ: كفّني عن الأشياء إلا نفس شكر نعمتك. وعلَّق عليه بقوله: «ولهذا يقال في تفسير الموزع: المولع، ومنه الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُوزعًا بالسؤال» . أي: مُولعًا به، كأنه كفّ ومُنع إلا منه. ونقل عن أهل اللغة أن الوزع له معنيان: الأول: أنه بمعنى الكفّ. وهو قول أبي إسحاق. الثاني: الإغراء، فأوزعته بالشيء: أغريته به، واستوزعتُ الله شكره فأوزعني: استلهمتُه فألهمني. ثم قال:» فقد دار معنى اللفظة على معنى: ألْهِمني ذلك، واجعلني مغرًى به، وكفّني عما سواه".
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 20.
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 141.
(3)
تفسير البغوي 7/ 258.