الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لهم أمرهم، وتجاوز عن سيئاتهم، وشكر لهم اليسير مِن أعمالهم الصالحة
(1)
. (ز)
{ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
(34)}
72221 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ذَلِكَ يَوْمُ الخُلُودِ} : خَلَدوا -واللهِ- فلا يموتون، وأقاموا فلا يظعَنون، ونعموا فلا يبأسون
(2)
. (13/ 644)
72222 -
قال مقاتل بن سليمان: {ذلِكَ يَوْمُ الخُلُود} في الجنّة، لا موت فيها، يعني: في الجنّة
(3)
. (ز)
{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
(35)}
72223 -
عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{ولَدَيْنا مَزِيد} ، قال:«يتجلّى لهم الرّبّ عز وجل»
(4)
. (13/ 645)
72224 -
عن أبي سعيد الخُدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«إنّ الرجل لَيَتَّكئ في الجنّة سبعين سنة قبل أن يتحوّل، ثم تأتيه امرأته، فتضرِب على مَنكِبه، فينظر وجهه في خدّها أصفى مِن المرآة، وإنّ أدنى لؤلؤة عليها تُضيء ما بين المشرق والمغرب، فتُسلّم عليه، فيردّ?، ويسألها: مَن أنتِ؟ فتقول: أنا من المزيد. وإنّه لَيكون عليها سبعون حُلّة، أدناها مثل النُّعمان مِن طُوبى، فيَنفُذها بصره حتى يرى مُخّ ساقها من وراء ذلك، وإنّ عليها التيجان، إنّ أدنى لؤلؤة منها لَتُضِيء ما بين المشرق والمغرب»
(5)
. (13/ 646)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 115.
(2)
أخرجه ابن جرير 21/ 454. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر مختصرًا.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 115.
(4)
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3/ 378، ومن طريقه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 546 (852) بنحوه، والواحدي في الوسيط 4/ 169 (877)، من طريق عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده علي به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه عمرو بن خالد أبو خالد القرشي، قال عنه ابن حجر في التقريب (5021):«متروك، ورماه وكيع بالكذب» .
(5)
أخرجه أحمد 18/ 243 - 244 (11715)، وابن حبان 16/ 409 - 410 (7397)، وابن جرير 21/ 459.
علَّق ابن كثير 13/ 200 على هذا الحديث بقوله: «هكذا رواه عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، به» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 419 (18762): «رواه أحمد، وأبو يعلى، وإسنادهما حسن» . وقال السيوطي: «بسند حسن» .
72225 -
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل، وفي يده مِرآة بيضاء، فيها نكتة سوداء، فقلت: ما هذه، يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، فُضِّلتَ بها أنت وأُمّتك، فالناس لكم فيها تَبَعٌ؛ اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استُجيب له، وهو عندنا يوم المزيد» . قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، وما يوم المزيد؟» . قال: إنّ ربّك اتخذ في الفردوس واديًا أفيح، فيه كُثُب من مِسْك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء مِن الملائكة، وحوله منابر مِن نور عليها مقاعد النبيّين، وحَفَّ تلك المنابر بكراسي مِن ذهب مُكلّلة بالياقوت والزَّبَرْجد، عليها الشهداء والصِّدّيقون، ثم جاء أهل الجنّة فجلسوا من ورائهم على تلك الكُثُب، فيتجلّى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه، ويقول الله: أنا ربكم، قد صَدَقْتكم وعدي، فسَلُوني أُعْطِكم. فيقولون: ربّنا، نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيتُ عنكم، فسَلُوني. فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم. فيقول: لكم ما تمنيتم، ولديّ مزيد. فهم يُحبّون يوم الجمعة؛ لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش، وفيه خُلِق آدم، وفيه تقوم الساعة
(1)
. (13/ 645)
72226 -
عن أنس بن مالك، قال: حدّثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «حدَّثني جبريل، قال: يدخل الرجل على الحَوْراء، فتستقبله بالمُعانقة والمصافحة، فبأي بَنانٍ تُعاطيه! لو أنّ بعض بنانها بدا لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر، ولو أنّ طاقة مِن شعرها بدَتْ لملأتْ ما بين المشرق والمغرب مِن طِيب ريحها، فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرق عليه نور من فوقه، فيظنّ أنّ الله تعالى قد أشرف على خلْقه، فإذا
(1)
أخرجه الشافعي في مسنده 2/ 34 - 35 (461)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار 4/ 426 (6690)، وابن جرير 21/ 457 - 459 بنحوه.
قال المنذري في الترغيب 1/ 280 - 281 (1037): «رواه الطبراني في الأوسط، بإسناد جيد» . وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص 211: «أخرجه الشافعي في المسند، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه في التفسير بأسانيد ضعيفة مع اختلاف» . وقال ابن كثير 13/ 200: «هكذا أورده الإمام الشافعي في كتاب الجمعة من الأم، وله طرق عن أنس بن مالك، ?. وقد أورد ابن جرير هذا من رواية عثمان بن عمير، عن أنس بأبسط من هذا» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 2/ 260 (1468/ 4): «رواه أبو يعلى أيضًا، بسند صحيح» . وقال السيوطي: «طرق جيدة» .
حَوْراء تناديه: يا وليّ الله، أما لنا فيك مِن دَوْلَة
(1)
؟ فيقول: ومَن أنتِ، يا هذه؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله: {ولَدَيْنا مَزِيد} . فيتحوّل إليها، فإذا عندها مِن الجمال والكمال ما ليس مع الأولى، فبينما هو متكئ على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه، فإذا حَوْراء أخرى تناديه: يا وليّ الله، أما لنا فيك من دَوْلَة؟ فيقول: ومَن أنت، يا هذه؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُون} [السجدة: 17]. فلا يزال يتحوّل من زوجة إلى زوجة»
(2)
. (13/ 650)
72227 -
عن علي، في قوله:{ولَدَيْنا مَزِيد} : هو النّظر إلى وجه الله?
(3)
. (ز)
72228 -
قال جابر بن عبد الله: هو النّظر إلى الله
(4)
. (ز)
72229 -
عن أنس بن مالك، في قوله:{ولَدَيْنا مَزِيد} ، قال: يتجلّى لهم الرّبّ تبارك وتعالى في كل جمعة
(5)
. (13/ 645)
72230 -
عن أنس بن مالك -من طريق النّضر- قال: إنّ الله إذا أسكن أهلَ الجنّةِ الجنّةَ، وأهل النارِ النارَ؛ هبط إلى مَرجٍ مِن الجنة أفْيح، فمدّ بينه وبين خلْقه حُجُبًا مِن لؤلؤ، وحُجُبًا من نور، ثم وُضِعتْ منابر النور، وسُرُر النور، وكراسي النور، ثم أُذِن لرجل على الله، بين يديه أمثال الجبال مِن النور، يُسمع دويّ تسبيح الملائكة معه، وصَفْق أجنحتهم، فمَدّ أهلُ الجنة أعناقَهم، فقيل: مَن هذا الذي قد أُذِن له على الله؟ فقيل: هذا المَجْبُول بيده، والمعلَّم الأسماء، أُمِرت الملائكة فسَجدتْ له، والذي أُبيحتْ له الجنّة؛ آدم، قد أُذن له على الله. ثم يُؤذن لرجل آخر بين يديه أمثال الجبال مِن النور، يُسمَع دويّ تسبيح الملائكة معه، وصَفْق أجنحتهم، فمَدّ أهل
(1)
الدَّوْلةُ: الفِعْل والانتقال من حال إلى حال
…
ويقال: صار الفيء دُولة بينهم: يتداولونه مرة لهذا ومرة لهذا. لسان العرب (دول).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط 8/ 362 (8877).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سعيد بن زربي، تفرد به أسد بن موسى» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 418 (18756): «وفيه سعيد بن زربي، وهو ضعيف» .
وأخرج نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 296 - عن صاحب له، عن أبان بن أبي عياش، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل.
(3)
أخرجه ابن جرير -كما في الفتح 13/ 433 - .
(4)
تفسير الثعلبي 9/ 105.
(5)
أخرجه البزار (2258 - كشف)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 384 - ، واللالكائي في السنة (813). وعزاه السيوطي إلى البيهقي في البعث والنشور، وابن المنذر، وابن مردويه.
الجنّة أعناقهم، فقيل: مَن هذا الذي قد أُذِن له على الله؟ فقيل: هذا الذي قد اتَّخذه الله خليلًا، وجُعِلَت النار عليه بردًا وسلامًا؛ إبراهيم، قد أُذن له على الله. ثم أُذن لرجل آخر على الله بين يديه أمثال الجبال مِن النور، يُسمَع معه دويّ تسبيح الملائكة، وصَفْق أجنحتهم، فمَدّ أهلُ الجنّة أعناقهم، فقيل: مَن هذا الذي قد أُذِن له على الله؟ فقيل: هذا الذي اصطفاه الله برسالته، وقرّبه نجيًّا، وكلّمه كلامًا؛ موسى، قد أُذن له على الله. ثم يُؤذن لرجل آخر معه مثل جميع مواكب النّبيّين قبله، من بين يديه أمثال الجبال مِن النور، يُسمَع دويّ تسبيح الملائكة معه، وصَفْق أجنحتهم، فمَدّ أهل الجنّة أعناقهم، فقيل: مَن هذا الذي قد أُذِن له على الله؟ فقيل: هذا أول شافع، وأول مُشفّع، وأكثر الناس واردة، وسيد ولد آدم، وأول مَن تنشقّ عن ذؤابته الأرض، وصاحب لواء الحمد، قد أُذِن له على الله. فجلس النّبيّون على منابر النور، والصِّدّيقون على سُرر النور، والشهداء على كراسي النور، وجلس سائر الناس على كُثْبان المِسْك الأذْفر الأبيض، ثم ناداهم الرّبّ تعالى مِن وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزُوّاري وجيراني ووفْدي، يا ملائكتي، انهَضُوا إلى عبادي فأطعِموهم. فقَرّبتْ إليهم مِن لحوم طيرٍ كأنها البُخْتُ، لا ريش لها ولا عَظْم، فأكَلوا، ثم ناداهم الرّبّ عز وجل مِن وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي، أكَلوا؟ اسقُوهم. فنهض إليهم غِلمانٌ كأنهم اللؤلؤ المكنون بأباريق الذهب والفِضّة بأشربةٍ مختلفة لذيذة، لذّة آخرها كلذّة أولها، لا يُصدّعون عنها ولا يُنزِفون. ثم ناداهم الرّبّ عز وجل من وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزُوّاري وجيراني ووفْدي، أكلوا وشربوا؟ فكِّهوهم. فيُقَرّب إليهم على أطباق مُكلَّلة بالياقوت والمَرْجان، مِن الرّطب الذي سمّى الله، أشدّ بياضًا من اللبن، وأطيب عذوبة من العسل. فأكلوا، ثم ناداهم الرّبّ مِن وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزوّاري وجيراني ووفْدي، أكلوا وشربوا وفَكِهوا؟ اكسُوهم. ففُتِحتْ لهم ثمار الجنة بحُلَلٍ مصقُولة بنور الرحمن، فأُلبِسوها، ثم ناداهم الرّبّ عز وجل من وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزوّاري وجيراني ووفْدي، أكلوا وشربوا وفَكِهوا وكُسوا؟ طيِّبوهم. فهاجتْ عليهم ريح -يُقال لها: المُثيرة- بأباريق المِسْك الأبيض الأذْفر، فنَفَحَتْ
(1)
على وجوههم من غير غُبار ولا قَتامٍ
(2)
، ثم ناداهم الرّبّ عز وجل من وراء الحُجُب: مرحبًا بعبادي وزوّاري وجيراني
(1)
نَفْح الريح: هُبُوبُها. ونَفَحَ الطِّيبُ: إذا فاحَ. النهاية (نفح).
(2)
القَتام: الغُبار. لسان العرب (قتم).
ووفْدي، أكلوا وشربوا وفَكِهوا وكُسوا وطُيّبوا، وعزّتي، لأتجلّين لهم حتى ينظروا إليّ. فذلك انتهاء العطاء، وفضْل المزيد، فتجلّى لهم الرّبّ، ثم قال: السلام عليكم عبادي، انظروا إلَيَّ، فقد رضيتُ عنكم. فتداعتْ قصور الجنّة وشجرها: سبحانك. أربع مرات، وخرّ القوم سُجّدًا، فناداهم الرّبّ: عبادي، ارفعوا رؤوسكم؛ فإنها ليست بدار عمل، ولا دار نَصب؛ إنما هي دار جزاء وثواب، وعزّتي، ما خلقتُها إلا من أجلكم، وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا إلا ذكرتُكم فوق عرشي
(1)
[6158]. (13/ 647)
72231 -
عن شَهْر بن حَوْشَب -من طريق جعفر بن سليمان، عن شيخ من أهل البصرة- قال: إنّ الرجل من أهل الجنّة ليتّكئ اتّكاءة واحدة قدْر سبعين سنة، يُحدّث بعض نسائه، ثم يلتفتُ الالتفاتة، فتناديه الأخرى: فِدانا لك، أما لنا فيك نصيب! فيقول: مَن أنتِ؟ فتقول: أنا مِن الذين قال الله: {فِيها ولَدَيْنا مَزِيدٌ} . قالوا: فيتحدّث معها، ثم يلتفت الالتفات، فتناديه الأخرى: أما إنّا لك، أما لنا فيك نصيب! فيقول: مَن أنتِ؟ فتقول: أنا من الذين قال الله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ} [السجدة: 17]
(2)
. (ز)
72232 -
عن محمد بن كعب القُرَظيّ، في قوله:{لَهُمْ ما يَشاءُونَ فِيها ولَدَيْنا مَزِيدٌ} ، قال: لو أنّ أدنى أهل الجنّة لو نزل به أهل الجنّة كلّهم لأوسعهم طعامًا وشرابًا ومجلسًا وخَدمًا
(3)
. (13/ 651)
72233 -
قال مقاتل بن سليمان: {لَهُمْ ما يَشاؤُونَ} مِن الخير فِيها، وذلك أنّ أهل الجنّة يزورون ربّهم على مقدار كلّ يوم جمعة في رمال المِسْك، فيقول: سَلوني. فيسألونه الرضا، فيقول: رضاي أُحلكم داري، وأُنيلكم كرامتي. ثم يقرّب إليهم ما
[6158] ذكر ابن عطية (8/ 53) أن ابن جرير ذكر في تعيين المزيد أحاديث مطولة وأشياء ضعيفة، ثم استدرك بقوله:«لأن الله تعالى يقول: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم} [السجدة: 17] وهم يعينونها تكلفًا وتعسفًا» .
وقال ابنُ كثير (7/ 385): «فيه غرائب كثيرة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 21/ 454.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة -موسوعة ابن ابي الدنيا 6/ 379 - 380 (289) -.
(3)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.