الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكة، ورَجَوا أن يكون للملائكة شفاعة، فلمّا بلغ آخرَها سجد، وسجد المؤمنون تصديقًا لله تعالى، وسجد كفار مكة عند ذِكر الآلهة، غير أنّ الوليد بن المغيرة وكان شيخًا كبيرًا فرفع التراب إلى جبهته، فسجد عليه، فقال: يحيا كما تحيا أُمّ أيمن وصواحباتها. وكانت أُمّ أيمن خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وأيمن خادم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل يوم خيبر. وقال:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ} [الأنعام: 12] لا شكّ فيه. {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساءُوا بِما عَمِلُوا ويَجْزِيَ الَّذِينَ أحْسَنُوا بِالحُسْنى} فلمّا رَجوا أنّ للملائكة شفاعة أنزل الله تعالى: {فَلِلَّهِ الآخِرَةُ والأُولى} يعني: الدنيا والآخرة
(1)
. (ز)
73408 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أمْ لِلْإنْسانِ ما تَمَنّى} ، قال: وإن كان محمد تمنّى هذا فذلك له
(2)
[6283]. (ز)
{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى
(26)}
73409 -
قال عبد الله بن عباس: {لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئًا إلّا مِن بَعْدِ أنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشاءُ ويَرْضى} يريد: لا تشفع الملائكة إلا لمن?
(3)
. (ز)
73410 -
قال مقاتل بن سليمان: {لا تُغْنِي} يقول: لا تنفع شفاعتهم شيئًا، استثنى فقال:{إلّا مِن بَعْدِ أنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشاءُ} مِن بني آدم فيشفع له، أو يرضى الله له بالتوحيد
(4)
. (ز)
73411 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله:{وكَمْ مِن مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ} ، قال: لقولهم: إنّ الغَرانِقة
(5)
لَيشفعون
(6)
. (14/ 35)
[6283] لم يذكر ابنُ جرير (22/ 56) في معنى: {أمْ لِلإنْسانِ ما تَمَنّى} سوى قول ابن زيد.
وذكر ابنُ عطية (8/ 119) أن الإنسان في الآية اسم جنس، ثم ذكر قول ابن زيد، ثم علَّق بقوله:«بمعنى: أنه لم ينل كرامتنا بتأميل، بل بفضلٍ من الله تعالى، أو بمعنى: بل إنّه تمنى كرامتنا فنالها، إذ الكلّ لله -تعالى- يهب مَن يشاء، وهذا ما تقتضيه الآية، وإن كان اللفظ يَعُمُّه» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 162 - 163.
(2)
أخرجه ابن جرير 22/ 56.
(3)
تفسير البغوي 7/ 410.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 163.
(5)
الغرانقة: جمع الغُرْنُوق والغُرْنَيْق، وهي في الأصل الذكور من طَير الماء، والمقصود هنا الأصنام، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم من الله وتشفع لهم، فشُبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع. النهاية (غَرْنَقَ).
(6)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.