الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
78182 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {سَنَسِمُهُ عَلى الخُرْطُومِ} ، قال: سِيما على أنفه لا تُفارقه
(1)
. (14/ 635)
78183 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {سَنَسِمُهُ عَلى الخُرْطُومِ} ، قال: سَنسِمه بسِيما لا تُفارقه آخرَ ما عليه
(2)
. (14/ 635)
78184 -
قال مقاتل بن سليمان: يقول الله عز وجل: {سَنَسِمُهُ} بالسّواد {عَلى الخُرْطُومِ} يعني: على الأنف، وهو الوليد، وذلك أنه يَسْوَدُّ وجهه، وتزوق
(3)
عيناه، مَنكوس الوجه، مغلولًا في الحديد، قبل دخول النار
(4)
[6734]. (ز)
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ}
78185 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} قال: كانوا من أهل الكتاب
(5)
. (14/ 636)
[6734] اختُلف في {سنسمه على الخرطوم} على أقوال: الأول أنّ المعنى: سَنخطمه بالسيف، فنجعل ذلك علامة باقية، وسمة ثابتة فيه ما عاش. الثاني: سِيما على أنفه. الثالث: سَنسمه سمة أهل النار. أي: سنُسوّد وجهه. الرابع: سَنشينه شينًا باقيًا.
وعلَّق ابنُ عطية (8/ 372) على القول الأخير الذي قاله قتادة من طريق سعيد، بقوله:«فيكون ذلك كالوسم على الأنف ثابتًا بيّنًا، وهذا المعنى كما تقول: سأطوقك طوق الحمامة، أي: أُثبت الأمر بَيّنًا فيك» .
ورجَّحه ابنُ جرير (23/ 170 - 171)، فقال:«وأولى القولين بالصواب في تأويل ذلك عندي قول مَن قال: معنى ذلك: سُنبين أمره بيانًا واضحًا حتى يعرفوه، فلا يخفى عليهم، كما لا تخفى السمة على الخرطوم» . ولم يذكر مستندًا، ثم قال:«وقد يحتمل أيضًا أن يكون خطم بالسيف، فجمع له مع بيان عيوبه للناس الخطم بالسيف» .
وعلَّق ابنُ كثير (14/ 94) عليه بقوله: «وهو مُتَّجِه» .
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 309، وابن جرير 23/ 170 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 23/ 170 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: وتَزْرَقُّ.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 405.
(5)
أخرجه ابن جرير 23/ 172. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
78186 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} ، قال: هم ناس مِن الحبشة، كانت لأبيهم جَنَّة، وكان يُطعم منها المساكين، فمات أبوهم، فقال بنوه: إن كان أبونا لَأحمق؛ حين كان يُطعم المساكين. فأَقسموا ليَصْرِمُنَّها مصبحين، وأن لا يُطعموا مسكينًا
(1)
. (14/ 636)
78187 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله عز وجل:{إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابُ الجَنَّةِ} ، قال: كان بُستانٌ باليمن يقال له: الضَّرَوان، دون صنعاء بفَرسَخيْن، يطؤه أهل الطريق، كان غَرسَه قومٌ مِن أهل الصلاة، وكان لرجل، فمات، فورثه ثلاثة بنين له، وكان يكون للمساكين إذا صَرموا نخلهم كلُّ شيء تَعدّاه المِنجَل
(2)
فلم يجزُّه، وإذا طُرح من فوق النخل إلى البساط فكلّ شيء يَسقط على البساط فهو أيضًا للمساكين، وإذا حَصدوا زَرْعهم فكلّ شيء تَعدّاه المِنجَل فهو للمساكين، وإذا داسُوه كان لهم كلّ شيء يَنتثر أيضًا، فلمّا مات الأب ووَرثه هؤلاء الإخوة عن أبيهم فقالوا: واللهِ، إنّ المال لَقليل، وإنّ العيال لَكثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل إذ كان المال كثيرًا والعيال قليلًا، فأمّا إذا قلَّ المال وكثُر العيال فإنّا لا نستطيع أن نفعل هذا. فتَحالفوا بينهم يومًا لَيَغدُوُّن غدوة قبل خروج الناس، فليصرِمُنَّ نخلهم، ولم يستثنوا، يقول: لم يقولوا: إن شاء الله. فغدا القوم بِسُدْفَة
(3)
من الليل إلى جنتهم لِيَصرموها قبل أن يَخرج المساكين، فرَأوها مُسوَدَّة، وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب، فأَحرقها، فأصبحت كالصريم
(4)
. (ز)
78188 -
عن سعيد بن جُبَير -من طريق تميم بن عبد الرحمن- في قوله: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} ، قال: هي أرض باليمن يُقال لها: ضَرَوان، بينها وبين صنعاء ستة أميال
(5)
. (14/ 637)
78189 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سِماك- في قوله: {لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} ، قال: هم ناس من الحبشة، كانت لأبيهم جَنّة، وكان يُطعم المساكين
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
المِنجَل: ما يُحْصَد به، من النَّجْل: وهو القَطْع. لسان العرب (نجل).
(3)
السُّدْفة: من الأضْداد، تقع على الضياء والظُّلْمة، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظُّلمة معًا كوقت ما بين طلوع الفجر والإسْفار. النهاية (سدف).
(4)
أخرجه الثعلبي 10/ 16، والبغوي 8/ 194 - 195.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 311، وابن جرير 23/ 175. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
منها، فمات أبوهم، فقال بنوه: واللهِ، إن كان أبونا لَأحمق حتى يُطعم المساكين. فأجمعوا {ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون} ، وألّا يُطعموا مسكينًا
(1)
. (ز)
78190 -
عن قتادة بن دعامة، في قوله:{إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} ، قال: هؤلاء ناسٌ قصّ الله عليكم حديثهم، وبيّن لكم أمْرهم
(2)
. (14/ 636)
78191 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: كانت الجَنّةُ لشيخ مِن بني إسرائيل، وكان يُمسك قُوت سَنَتِه، ويَتصدّق بالفضل، وكان بنوه يَنْهَونَه عن الصّدقة، فلمّا مات أبوهم غَدَوْا عليها، فقالوا: لا يَدخُلنّها اليوم عليكم مسكين
(3)
. (14/ 637)
78192 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: {كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ} أنهم كانوا أبناء قوم صالحين، وأنّ آباءهم كانوا جعلوا مِن جنّتهم حظًّا للمساكين وأبناء السبيل، فخَلف مِن بعدهم أبناؤهم، فقالوا: كَبرنا وكثُر عيالنا، فليس للمساكين عندنا شيء؛ فتَقاسموا
(4)
. (ز)
78193 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع في التقديم، فقال:{إنّا بَلَوْناهُمْ} يقول: إنّا ابتليناهم -يعني: أهل مكة- بالجوع {كَما بَلَوْنا} يقول: كما ابتلينا {أصْحابَ الجَنَّةِ} بالجوع حين هَلكتْ جَنّتهم، كان فيها نخل وزرع وأعناب، ورثوها عن آبائهم، واسم الجَنّة: الصّريم. وهذا مَثلٌ ضربه الله تعالى لأهل مكة؛ ليَعتبروا عن دينهم، وكانت جَنّتهم دون صنعاء اليمن بفَرسَخين، وكانوا مسلمين، وهذا بعد عيسى ابن مريم عليه السلام، وكان آباؤهم صالحين، يَجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل، فلم يَره حين يَصْرِمهُ، وما أخطأ المِنجَلُ، وما ذَرتْه الريح، وما بقي في الأرض مِن الطعام حين يُرفع، وكان هذا شيئًا كثيرًا، فقال القوم: كَثُرت العيال، وهذا طعام كثير، اغدُوا سِرًّا جنّتكم، فاصرِموها، ولا تُؤذِنوا المساكين، كان آباؤهم يُخبِرون المساكين، فيَجتمعون عند صِرامِ جَنّتهم، وعند الحصاد
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير 8/ 144 - 145 (2270).
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 309، وابن جرير 23/ 172. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 5/ 20 - 21 - .
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 405 - 406.