الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظننتم}، قال: ظنّ كفارُ الجنِّ كما ظنّ كفرة الإنس أن لن يبعث الله رسولًا
(1)
. (ز)
79161 -
قال مقاتل بن سليمان: {وأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ} يعني: حَسب كفار الإنس الذين تَعوّذوا برجال من الجنّ في الجاهلية كما حَسبتم، يا معشر كفار الجنّ {أنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أحدًا} يعني: رسولًا بعد عيسى ابن مريم
(2)
[6830]. (ز)
{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا
(9)}
نزول الآية:
79162 -
عن أبي رجاء العطاردي -من طريق عبيد الصيد- يقول: كنا قبل أن يُبعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما نرى نجمًا يُرمى به، فبينما نحن ذات ليلة إذ النجوم قد رُمِي بها، فقلنا: ما هذا؟ َ إنّ هذا لَأمر حَدَث. فجاءنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بُعث، وأنزل الله هذه الآية في سورة الجن:{وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
79163 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن حُسين- في قوله تعالى: {يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا} ، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالِسٌ في نفرٍ مِن أصحابه مِن الأنصار؛ إذ رُمي بنجمٍ، فاستَنار، فقال:«ما كنتم تقولون إذا كان مِثل هذا في الجاهلية؟» . قالوا: كُنّا نقول: يموت عظيم، ويُولد عظيم. قال:«فإنها لا يُرمى بها لموْت أحد، ولا لحياته، ولكن ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش، ثم سبّح أهل السماء الذين يَلُونهم، حتى يَبلغ التسبيحُ إلى هذه السماء، ثم يَستخبِر أهلُ السماء السابعة حملة العرش: ماذا قال ربّكم؟ فيُخبِرونهم، ثم يَستخبِر أهلُ كلِّ سماءٍ أهلَ سماء، حتى يَنتهي الخبر إلى هذه السماء، وتُتخطّف الجنّ ويُرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنهم يُقدّمون فيه ويَزيدون» . =
[6830] ذكر ابنُ عطية (8/ 429) في معنى: {أنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أحَدًا} احتمالين: «أحدهما: بعث الحشر من القبور» . «والآخر: بعث آدميٍّ رسولًا» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 23/ 327.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 462.
(3)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 526، 824.
79164 -
قال معمر، فقلتُ للزُّهريّ: أوَكان يُرمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم. قلتُ: أفرأيتَ قوله: {وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا} . قال: غُلّظتْ وشُدّد أمْرها حين بُعث النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
. (ز)
79165 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ} ، قال: حُرست السماء حين بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لكيلا يُسترق السمع، فأَنكرت الشياطين ذلك، فكان كل مَن استمع منهم قُذف
(2)
. (15/ 20)
79166 -
عن عبد الله بن عباس، قال: كانت الجنُّ قبل أن يُبعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَستمعون من السماء، فلما بُعث حُرِسَتْ، فلم يَستطيعوا أن يَستمعوا، فجاؤوا إلى قومهم -يقول: للذين لم يستمعوا-، فقالوا:{وأَنّا لَمَسْنا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا} وهم الملائكة، {وشُهُبًا} وهي الكواكب، {وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا} يقول: نجمًا قد أُرصد له يُرمى به. قال: فلمّا رُموا بالنجوم قالوا لقومهم: {وأَنّا لا نَدْرِي أشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أمْ أرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}
(3)
. (15/ 21)
79167 -
عن سعيد بن جُبَير -من طريق زياد- قال: كانت الجنّ تَستمع، فلمّا رُجِموا قالوا: إنّ هذا الذي حَدثَ في السماء لَشَيءٌ حَدثَ في الأرض. قال: فذَهبوا يَطلبون حتى رَأوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم خارجًا من سوق عُكاظ يُصلِّي بأصحابه الفجر، فذهبوا إلى قومهم مُنذرين
(4)
. (ز)
79168 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وأَنّا لَمَسْنا السَّماءَ} إلى قوله: {فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدًا} ، قال: كانت الجنّ تستمع سَمْع السماء، فلما بَعث اللهُ محمدًا حُرِسَت السماء، ومُنعوا ذلك، فتفقّدت الجنُّ ذلك مِن أنفسها. قال: وذُكِر لنا: أنّ أشراف الجنّ كانوا بنَصِيبين مِن أرض المُوصل، فطلبوا ذلك، وصوّبوا النظر حتى سَقطوا على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي بأصحابه عامدًا إلى
(1)
أخرجه أحمد 3/ 372 - 373 (1882)، والترمذي 5/ 435 - 436 (3503)، وعبد الرزاق 3/ 352 (3349) واللفظ له، وابن جرير 19/ 501 - 502.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 23/ 327.