الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
78282 -
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يَجمع الله الناس يوم القيامة، ويَنزل الله في ظُلل من الغمام، فيُنادي منادٍ: يا أيها الناس، ألم تَرضَوا من ربكم الذي خَلَقكم وصوَّركم ورزقكم أن يُولِيّ كلّ إنسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويَتولّى، أليس ذلك مِن ربكم عَدلًا؟ قالوا: بلى. قال: فليَنطلِق كلُّ إنسان منكم إلى ما كان يَتولّى في الدنيا. ويَتمثّل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويُمثَّل لِمَن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويُمثَّل لِمَن كان يعبد عُزَيرًا شيطان عُزَير، حتى يُمثَّل لهم الشجرة والعُود والحَجر، ويَبقى أهل الإسلام جُثومًا
(1)
، فيَتمثَّل لهم الرّبّ عز وجل، فيقول لهم: ما لكم لم تَنطلِقوا كما انطَلق الناس؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد. فيقول: فبِم تَعرفون ربَّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة؛ إن رأيناه عَرفناه. قال: وما هي؟ قالوا: يَكشف عن ساق. فيَكشف عند ذلك عن ساقٍ، فيَخرّ كلُّ مَن كان يَسجد طائعًا ساجدًا، ويَبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصِيّ
(2)
البقر، يريدون السجود فلا يستطيعون، ثم يؤمرون، فيَرفعون رؤوسهم، فيُعطَون نورهم على قدْر أعمالهم، فمنهم مَن يُعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم مَن يُعطى نوره فوق ذلك، ومنهم مَن يُعطى نوره مثل النّخلة بيمينه، ومنهم مَن يُعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر ذلك مَن يُعطى نوره على إبهام قَدميه، يضيء مرة ويُطفِئ مرة، فإذا أضاء قَدّم قدمه، وإذا طُفئ قام فيَمُرّ، ويَمُرُّون على الصراط، والصراط كحدّ السيف دَحْض مَزَلَّة
(3)
، فيقال لهم: انجُوا على قدْر نوركم. فمنهم مَن يَمُرّ كانقضاض الكوكب، ومنهم مَن يَمُرّ كالطّرف، ومنهم مَن يَمُرّ كالريح، ومنهم مَن يَمُرّ كشدّ الرَّحل ويَرمُل رَمَلًا
(4)
، يَمُرّون على قدْر أعمالهم، حتى يَمُرّ الذي نوره على إبهام قدمه؛ يَجُرّ يدًا ويُعلّق يدًا، ويَجُرّ رِجلًا ويُعلّق رِجلًا، وتُصيب جوانبه النار، فيَخلُصُون، فإذا خَلَصُوا قالوا: الحمد لله الذي نجّانا منك بعد الذي أراناك، لقد أعطانا الله ما لم يُعط أحدًا. فيَنطلِقون إلى ضَحْضاح
(5)
عند باب الجنة، فيَغتسِلون، فيعود إليهم ريحُ أهل الجنة
(1)
جثومًا: يلزمون مكانهم لا يبرحونه. اللسان (جثم).
(2)
الصياصي: القرون. النهاية (صيص).
(3)
دحض مَزَلَّة: صفة للصراط؛ والمراد: أنه تزلق عليه الأقدام ولا تثبت. النهاية (زلل).
(4)
أي: إذا أسرع في المشْي وهَزَّ منكبَيه. النهاية (رمل).
(5)
الضَّحْضاح في الأصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلُغ الكَعْبين. النهاية (ضحضح).
وألوانهم، ويَرون من خَلَلِ
(1)
باب الجنة وهو مُصْفَقٌ
(2)
منزلًا في أدنى الجنة، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول لهم: أتسألون الجنة وقد نَجّيتكم من النار؟! فيقولون: ربّنا، أعطِنا، اجعل بيننا وبين النار هذا الباب، لا نَسمع حَسيسها. فيقول لهم: لعلّكم إنْ أُعطيتموه أن تسألوا غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسألك غيره، وأي منزل يكون أحسن منه؟! قال: فيَدخلون الجنة، ويُرفع لهم منزلٌ أمام ذلك كأن الذي رَأوا قبل ذلك حُلْمٌ عنده، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول: لعلّكم إنْ أعطيتكموه أن تسألوني غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسأل غيره، وأي منزل أحسن منه؟! فيُعطَونه، ثم يُرفع لهم أمام ذلك منزل آخر كأن الذي أُعطوه قبل ذلك حُلْمٌ عند الذي رَأوا، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول: لعلّكم إنْ أُعطيتموه أن تسألوني غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسألك غيره، وأي منزل أحسن منه؟! ثم يَسكتون، فيقال لهم: ما لكم لا تَسألون؟ فيقولون: ربّنا، قد سألناك حتى استحيينا. فيقال لهم: ألم تَرضَوا أنْ أُعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خَلَقتُها إلى يوم أفنيتُها وعشرة أضعافها؟ فيقولون: أتستهزئ بنا وأنت ربّ العالمين؟!». قال مسروق: فلمّا بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث ضحك، وقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدّثه مرارًا، فما بلغ هذا المكان من الحديث إلا ضحك حتى تَبدوَ لهَواتُه، ويَبدوَ آخر ضِرس مِن أضراسه لقول الإنسان، قال: «فيقول: لا، ولكني على ذلك قادر فسلوني. قالوا: ربّنا، ألحِقنا بالناس. فيقال لهم: الحقُوا الناس. فينطَلِقون يَرْمُلون في الجنة، حتى يَبدوُ للرجل منهم في الجنة قصر؛ دُرّة مُجَوّفة، فيَخِرّ ساجدًا، فيقال له: ارفع رأسك. فيَرفع رأسه، فيقول: رأيتُ ربي! فيقال له: إنما ذلك منزل من منازلك. فيَنطلِق، فيستقبله رجل، فيَتهيّأ للسجود، فيُقال له: ما لك؟ فيقول: رأيتُ مَلكًا! فيقال له: إنما ذلك قَهْرمان
(3)
من قهارمتكَ، عبد من عبيدك. فيأتيه، فيقول: إنما أنا قَهْرمان من قهارمتكَ على هذا القصر، تحت يدي ألف قَهْرمان، كلّهم على ما أنا عليه. فيَنطلِق به عند ذلك حتى يفتح له القصر، وهي درة مجوفة، سقائفها وأغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها. قال: فيفتح له القصر، فتستقبله جوهرة خضراء مُبطّنة بحمراء سبعون
(1)
الخلل: الفُرْجة والثُّلْمَة. النهاية (خلل).
(2)
صَفَقْت الباب أصْفِقُه صَفْقًا: إذا فتحته. لسان العرب (صفق).
(3)
القهرمان: هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يديه، والقائم بأمور الرجل، بلغة الفُرس. لسان العرب (قهرم).
ذراعًا فيها ستون بابًا، كلّ باب يُفضي إلى جوهرة على غير لون صاحبتها، في كلّ جوهرة سُررٌ وأزواج ونصائف، أو قال: ووصائف. فيَدخل فيه، فإذا هو بحَوْراء عَيناء عليها سبعون حُلّة، يُرى مخ ساقها من وراء حُلَلها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفًا عما كانت قبل ذلك، وإذا أعرضتْ عنه إعراضة ازداد في عينها سبعين ضعفًا عما كان قبل ذلك، فتقول: لقد ازددتَ في عيني سبعين ضعفًا. ويقول لها مثل ذلك. قال: فيُشرف على مُلكه مَدّ بصره، مسيرة مائة عام». قال: فقال عمر بن الخطاب عند ذلك: ألا تسمع -يا كعب- ما يُحدّثنا به ابن أُمّ عبد عن أدنى أهل الجنة ماله، فكيف بأعلاهم؟! فقال: يا أمير المؤمنين، ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ، إنّ الله كان فوق العرش والماء، فخَلَق لنفسه دارًا بيده، فزيَّنها بما شاء، وجَعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب، ثم أطبقَها، فلم يَرها أحد من خَلْقه منذ خَلَقها، لا جبريل ولا غيره من الملائكة. ثم قرأ كعب:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ} الآية [السجدة: 17]. وخَلَق دون ذلك جَنّتين، فزيّنهما بما شاء، وجعل فيهما ما ذَكر من الحرير والسُّندس والإسْتَبرق، وأراهما مَن شاء من خَلْقه من الملائكة، فمَن كان كتابه في عِلّيّين نَزل تلك الدار، فإذا ركب الرجل من أهل عِلّيّين في مُلكه لم يَبق خَيمة من خِيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، حتى إنهم ليَستنشِقون ريحه، ويقولون: واهًا لهذه الريح الطّيّبة. ويقولون: لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عِلّيّين. فقال عمر: ويحك -يا كعب- إنّ هذه القلوب قد استَرسلتْ، فاقْبضها. فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إنّ لِجهنم زَفرةً ما من مَلك ولا نبي إلا يَخرّ لرُكْبته، حتى يقول إبراهيم خليل الله: ربّ، نفسي نفسي. وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيًّا إلى عملك لَظننتَ أن لن تَنجو منها
(1)
. (14/ 649)
78283 -
عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال:
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 408 (3424)، 4/ 632 (8751).
قال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ» . ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال في الموضع الثاني: «الحديث صحيح، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «ما أنكره حديثًا على جودة إسناده» . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 211 - 213 (5442): «رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، من طرق أحدها صحيح» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 340 - 343 (18352، 18353): «رواه كله الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني، وهو ثقة» .
(1)
أخرجه أبو يعلى في مسنده 13/ 269 (7283)، والبيهقي في الأسماء والصفات 2/ 187 - 188 (752)، وابن جرير 23/ 195، من طريق روح بن جناح، عن مولى عمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه به.
قال البيهقي: «تفرد به روح بن جناح، وهو شامي يأتي بأحاديث مُنكرة لا يُتابع عليها» . وقال ابن كثير في تفسيره 8/ 199: «رواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلم به، وفيه رجل مبهم» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 128 (11436): «فيه روح بن جناح، وثّقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي. وبقية رجاله ثقات» . وقال ابن حجر في الفتح 8/ 664: «سند فيه ضعف» . وقال السيوطي في الإتقان 4/ 290: «سند فيه مُبهم» . وقال القاري في مرقاة المفاتيح 8/ 3519: «سند فيه ضعف» .
(2)
أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال ص 266 - 268 (36) مطولًا، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن أبي هريرة به.
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 336 - 344 (609) مطولًا، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن أبي هريرة به.
وأخرجه ابن جرير 23/ 194 - 195، من طريق إسماعيل بن رافع المدني، عن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به.
وأخرجه الثعلبي 10/ 20 - 21، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به.
وهذه الأسانيد مدارها على إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني، قال عنه ابن حجر في التقريب (442):«ضعيف الحفظ» . وقد اضطرب في إسناده.
78285 -
(1)
. (ز)
78286 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال:«يَكشف الله عز وجل عن ساقه»
(2)
.
78287 -
عن أبي سعيد، سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«يَكشف ربنا عن ساقه، فيَسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى مَن كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيَذهب ليَسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا»
(3)
. (14/ 642)
78288 -
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: ألا لتَلحقَ كلّ أُمّة بما كانت تعبد. فلا يَبقى أحد كان يعبد صنمًا ولا وثنًا ولا صورة إلا ذَهبوا، حتى يتساقطوا في النار، ويَبقى مَن كان يعبد الله وحده مِن بَرٍّ وفاجر، وغُبَّراتُ أهل الكتاب، ثم تُعرض جهنم كأنها سَرابٌ يَحطم بعضها بعضًا، ثم
(1)
أخرجه البزار 16/ 154 (9256) مختصرًا، وابن جرير 23/ 192، من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وسنده صحيح. وقال ابن جرير عقبه: «وذكر حديثًا فيه طول اختصرت هذا منه» .
(2)
أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية ص 17 - 18 (8)، من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وسنده صحيح.
(3)
عزاه السيوطي إلى البخاري، وابن المنذر، وابن مردويه. وأخرجه البخاري 6/ 159 (4919) دون ذكر الآية.
يُدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: عُزَيْر ابن الله. فيقول: كَذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أي ربّنا، ظَمِئنا. فيقول: أفلا تَرِدُون! فيَذهبون حتى يَتساقطوا في النار، ثم تُدعى النصارى، فيقال: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: المسيح ابن الله. فيقول: كَذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أي ربّنا، ظَمِئنا، اسقِنا. فيقول: أفلا تَرِدُون! فيَذهبون فيَتساقطون في النار، فيبقى مَن كان يعبد الله من بَرٍّ وفاجر. قال: ثم يَتبدّى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أيها الناس، لَحِقتْ كلُّ أُمّة بما كانت تعبد، وبَقيتم أنتم. فلا يُكلّمه يومئذ إلا الأنبياء، فيقولون: فارقْنا الناس في الدنيا، ونحن كُنّا إلى صحبتهم فيها أحوج، لَحِقتْ كلّ أُمّة بما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربّنا الذي كنا نعبد. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك. فيقول: هل بينكم وبين الله آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم. فيَكشف عن ساق، فيَخِرّون سُجّدًا أجمعون، ولا يَبقى أحد كان سجد في الدنيا سُمعة ولا رياء ولا نفاقًا إلا صار ظهره طبقًا واحدًا، كلّما أراد أن يَسجد خَرّ على قفاه. قال: ثم يرجع، يرفع بَرُّنا ومُسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نَعم، أنت ربّنا. ثلاث مرار»
(1)
. (ز)
78289 -
عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَجمع الله الخلق يوم القيامة، ثم ينادي منادٍ: مَن كان يعبد شيئًا فلْيَتْبعه. فيَتْبع كلُّ قوم ما كانوا يعبدون، فيَبقى المسلمون، وأهل الكتاب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله وموسى. فيقال لهم: لستم مِن موسى، وليس موسى منكم. فيُصرف بهم ذات الشمال، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله وعيسى. فيقال لهم: لستم مِن عيسى، وليس عيسى منكم. ثم يُصرف بهم ذات الشمال، ويَبقى المسلمون، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله. فيقال لهم: هل تعرفونه؟ فيقولون: إنْ عرفنا نفسه عرّفناه. فعند ذلك يُؤذن لهم في السجود بين كلّ مُؤْمِنَيْن منافق، فتقسو ظهورهم عن السجود» . ثم قرأ هذه الآية: {ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ}
(2)
. (14/ 649)
78290 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الزّعراء- أنه ذُكر عنده الدَّجّال،
(1)
أخرجه البخاري 6/ 44 - 45 (4581)، 9/ 129 - 131 (7439)، ومسلم 1/ 167 - 171 (183) كلاهما بنحوه مطولًا، وابن جرير 23/ 193 - 194، والثعلبي 10/ 21.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.
فقال: يفترق الناس ثلاث فِرق؛ فرقة تَتْبعه، وفرقة تَلحق بأرض آبائها؛ مَنابتَ الشّيح، وفرقة تأخذ شَطّ الفُرات، فيُقاتلهم ويقاتلونه، حتى يجتمع المؤمنون بقُرى الشام، فيَبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فَرسٍ أشقر أو أبْلق، فيُقتلون لا يرجع إليهم شيء، ثم إنّ المسيح ينزل فيَقتله، ثم يَخرج يأجوج ومأجوج، فيمُوجون في الأرض، فيُفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله:{وهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]. ثم يَبعث الله عليهم دابة مثل هذه النَّغَفَة
(1)
، فتَدخل في أسماعهم ومناخرهم، فيَموتون منها، فتُنتِن الأرض منهم، فيَجْأر أهلُ الأرض إلى الله، فيُرسل الله ماءً، فيُطهّر الأرض منهم، ثم يَبعث ريحًا فيها زمهرير باردة، فلا تَدعُ على وجه الأرض مؤمنًا إلا كُفِئتْ بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم مَلك الصور بين السماء والأرض فيَنفخ فيه، فلا يَبقى خَلْقٌ لله في السماوات والأرض إلا مات إلا مَن شاء ربّك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من ابن آدم خَلْقٌ إلا وفي الأرض منه شيء، ثم يُرسل الله ماءً مِن تحت العرش، مَنيًّا كمنيّ الرجال، فتَنبُتُ جسمانهم ولحمانهم مِن ذلك الماء كما تَنبُتُ الأرض من الثَّرى. ثم قرأ عبد الله:{واللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا فَسُقْناهُ إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]. ثم يقوم مَلَك بالصور بين السماء والأرض، فيَنفخ فيه، فتَنطلِق كلُّ نفسٍ إلى جسدها حتى تَدخل فيه، فيَقومون، فيَجيئون مجيئة رجل واحد قيامًا لربّ العالمين، ثم يَتمَثَّل اللهُ للخَلْق، فيَلقاهم، فليس أحدٌ مِن الخَلْق يعبد من دون الله شيئًا إلا هو مُرتفع له يَتَّبعه، فيَلقى اليهود، فيقول: ما تعبدون؟ فيقولون: نعبد عُزَيْرًا. فيقول: هل يَسُرّكم الماء؟ قالوا: نعم، فيُريهم جهنم كهيئة السّراب. ثم قرأ عبد الله:{وعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: 100]. ثم يَلقى النصارى، فيقول: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: المسيح. فيقول: هل يَسُرُّكم الماء؟ قالوا: نعم. فيُريهم جهنم كهيئة السّراب، وكذلك لِمَن كان يعبد من دون الله شيئًا. ثم قرأ عبد الله:{وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]. حتى يَمُرّ المسلمون، فيَلقاهم، فيقول: مَن تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله ولا نُشرك به شيئًا. فيَنتهِرهم مرة أو مرتين: مَن تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله ولا نُشرك به شيئًا. فيقول: هل تَعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحان الله، إذا اعترف لنا عَرفناه. فعند ذلك {يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، فلا يَبقى مؤمن إلا
(1)
النغفة: واحد النغف، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. النهاية (نغف).
خَرّ لله ساجدًا، ويَبقى المنافقون ظهورهم طَبقٌ واحد كأنما فيها السَّفافِيدُ
(1)
، فيقولون: ربّنا. فيقول: قد كنتم تُدعَون إلى السجود وأنتم سالمون. ثم يُؤمر بالصراط، فيُضرب على جهنم، فتَمُرّ الناس بأعمالهم زُمَرًا؛ أوائلهم كلمْح البصر، أو كلمْح البَرْق، ثم كمَرّ الريح، ثم كمَرّ الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك، حتى يجيء الرجل سَعيًا، حتى يجيء الرجل مشيًا، حتى يجيء آخرهم رجل يَتكفّأ على بطنه، فيقول: يا ربّ، أبطأتَ بي. فيقول: إنما أبطأ بك عملُك. ثم يأذن الله في الشفاعة، فيكون أول شافع جبريل، ثم إبراهيم خليل الله، ثم موسى -أو قال: عيسى- ثم يقوم نبيّكم صلى الله عليه وسلم رابعًا لا يَشفع أحد بعده فيما يَشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي وعده الله:{عَسى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. فليس من نفسٍ إلا تَنظر إلى بيت في الجنة، وبيت في النار، وهو يوم الحسْرة، فيَرى أهلُ النار البيت الذي في الجنة، فيقال: لو عَمِلتم. ويَرى أهل الجنة البيت الذي في النار، فيقال: لولا أن منّ الله عليكم. ثم يَشفع الملائكة والنّبيّون والشهداء والصالحون والمؤمنون، فيُشَفّعهم الله، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين. فيُخرج من النار أكثر مما أخرَج من جميع الخَلْق برحمته، حتى ما يَترك فيها أحدًا فيه خير. ثم قرأ عبد الله: قل يا أيها الكفار: {ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ} إلى قوله: {وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 42 - 46]. قال: تَرون في هؤلاء أحدًا فيه خير؟ لا، وما يَترك فيها أحدًا فيه خير، فإذا أراد الله أن لا يُخرج منها أحدًا غَيّر وجوههم وألوانهم، فيجيء الرجل مِن المؤمنين، فيَشفع، فيقال له: مَن عرف أحدًا فليُخرجه. فيجيء الرجل، فينظر، فلا يَعرف أحدًا، فيقول الرجل للرجل: يا فلان، أنا فلان. فيقول: ما أعرفك. فيقولون: {رَبَّنا أخْرِجْنا مِنها فَإنْ عُدْنا فَإنّا ظالِمُونَ} . فيقول: {اخْسَئُوا فِيها ولا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 107، 108]. فإذا قال ذلك أُطبقتْ عليهم، فلم يَخرج منهم بشر
(2)
. (14/ 654)
(1)
جمع سَفُّودُ -بالتشديد-: وهو حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف يُشْوى به اللحم. لسان العرب (سفد).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 191 - 195، والطبراني (9761)، والحاكم 4/ 598 - 600، وابن جرير 23/ 189 بنحوه مختصرًا، كذلك من طريق المنهال 23/ 190 بنحوه مختصرًا، 23/ 191 من طريق قيس وأبي عبيدة، والبيهقي في البعث والنشور (657). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 330: «هو موقوف، مخالف للحديث الصحيح، وقولِ النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شافع» ».
78291 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي صادق- في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن ساقه، يعني: ساقه تبارك وتعالى
(1)
. (14/ 642)
78292 -
عن مقاتل بن سليمان: قال ابن مسعود في قوله عز وجل: {يوم يكشف عن ساق} يعني: فيضيء نور ساقه الأرض، فذلك قوله:{وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها} [الزمر: 69] يعني: نور ساقه اليمين. هذا قول عبد الله بن مسعود
(2)
. (ز)
78293 -
عن إبراهيم النَّخْعي، عن عبد الله بن عباس، في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، أنه قال: يُكشَف عن أمْرٍ عظيم. ثم قال: قد قامت الحرب على ساق. =
78294 -
قال: وقال ابن مسعود: يَكشف عن ساقه فيَسجد كلّ مؤمن، ويَقْسُو
(3)
ظهر الكافر، فيَصير عظمًا واحدًا
(4)
. (14/ 643)
78295 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه سُئل عن قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: إذا خَفي عليكم شيءٌ من القرآن فابتَغوه في الشعر؛ فإنه ديوان العرب، أما سمِعتم قول الشاعر:
اصْبر عَناقِ إنه شِبراقْ
(5)
قد سنَّ لي قومك ضرْبَ الأعناقْ
وقامت الحربُ بنا على ساقْ
قال ابن عباس: هذا يوم كَرْبٍ وشدّة
(6)
. (14/ 643)
78296 -
عن عبد الله بن عباس، أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن شِدّة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ قول الشاعر:
قد قامت الحرب بنا على ساق؟
(7)
. (14/ 644)
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 312. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 409. وأخرجه أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات ص 161.
(3)
القَسْوَةُ: الصلابة في كل شيء. لسان العرب (قسا).
(4)
أخرجه ابن منده (4)، والبيهقي (750). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور.
(5)
الشبراق: شدة تباعد ما بين القوائم، وشبرقت الدابة: إذا باعدت خطوها. اللسان (شبرق).
(6)
أخرجه الحاكم 2/ 499 - 500، والبيهقي في الأسماء والصفات (746). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(7)
أخرجه الطستي -كما في الإتقان 2/ 90 - .
78297 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: هو الأمر الشديد المُفظع من الهول يوم القيامة
(1)
. (14/ 644)
78298 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل، عن الضَّحّاك، وابن جُرَيْج، عن عطاء- في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن شِدّة الآخرة
(2)
. (14/ 645)
78299 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- أنه قرأ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: يريد القيامة والساعة لشِدّتها
(3)
. (14/ 645)
78300 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: حين يُكشف الأمْر، وتبدو الأعمال، وكَشْفه دخول الآخرة، وكَشْف الأمْر عنه
(4)
. (14/ 645)
78301 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عبيد، عن الضَّحّاك- في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} أنه كان يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: شَمّرت الحربُ عن ساقٍ. يعني الله تعالى: إقبال الآخرة، وذهاب الدنيا
(5)
. (ز)
78302 -
عن سعيد بن جُبَير -من طريق عاصم- أنه سُئِل عن قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} . فغَضب غضبًا شديدًا، وقال: إنّ أقوامًا يزعمون أنّ الله يَكشف عن ساقه، وإنما يَكشِف عن الأمْر الشديد
(6)
. (14/ 647)
78303 -
عن إبراهيم النَّخْعي -من طريق مُغيرة- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن أمْرٍ عظيم؛ عن شِدّة
(7)
. (14/ 647)
78304 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن شِدّة الأمْر وجِدّه. قال: وكان ابن عباس يقول: هي أشدُّ ساعة تكون يوم القيامة
(8)
. (14/ 645)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 49 - ، وابن جرير 23/ 188، والبيهقي في الأسماء والصفات (747).
(2)
أخرجه ابن منده (5). وذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره 4/ 409.
(3)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (748).
(4)
أخرجه ابن جرير 23/ 188، والبيهقي (749).
(5)
أخرجه ابن جرير 23/ 189.
(6)
أخرجه ابن جرير 23/ 188 بنحوه مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(7)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 311 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(8)
أخرجه ابن جرير 23/ 188، وابن منده (6). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وذكر ابن جرير أنه جاء في رواية بلفظ:«هي أول ساعة تكون في يوم القيامة» .
78305 -
قال مجاهد بن جبر: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} كلّ كَرْبٍ أو شِدّة فهو ساق، ومنه قوله:{والتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ} [القيامة: 29] أي: كَرْب الدنيا بكَرْب الآخرة
(1)
. (ز)
78306 -
عن مجاهد بن جبر، في الآية:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: أُخبِرنا: أنّ بين كل مؤمِنَيْن يومئذ منافقًا، فيَسجد المؤمنان، ويقسو ظهر المنافق، فلا يَستطيعون السجود، ويَزدادون بسجود المؤمنين توبيخًا وحسرة وندامة
(2)
. (14/ 647)
78307 -
عن مجاهد بن جبر، {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن بلاء عظيم
(3)
. (14/ 647)
78308 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر- أنه سُئل عن قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} . قال: إنّ العرب كانوا إذا اشتد القتال فيهم والحرب وعَظُم الأمر فيهم قالوا لشِدّة ذلك: قد كَشَفت الحرب عن ساق. فذكر الله تعالى شِدّة ذلك اليوم بما يعرفون
(4)
. (14/ 646)
78309 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: هي سُتور ربّ العزّة إذا كُشفتْ للمؤمنين يوم القيامة
(5)
. (14/ 646)
78310 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أسامة- {يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: هو يوم كَرْبٍ وشِدّة
(6)
. (ز)
78311 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سِماك- {يوم يُكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} ، قال: دَنا الأمْر، وكَشَف الأمْرُ عن ساقِها. قال: يعني: يوم القيامة
(7)
. (ز)
78312 -
عن أسامة بن زيد، عن مكحول الشامي أنه سُئل عن قول الله تعالى:{يوم يكشف عن ساق} . قال: أما سمعتَ قول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق
(8)
. (ز)
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 5/ 22 - 23 - .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (751). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
أخرجه ابن جرير 23/ 195، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 6/ 200 (158) - من طريق سماك.
(7)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير 8/ 148 رقم (2276).
(8)
أخرجه ابن الأنباري في الوقف والابتداء 1/ 99 (118).
78313 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} قال: أمْرٌ فظيع جليل، {ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} قال: ذلكم يوم القيامة. ذُكر لنا: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «يُؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود، فيَسجد المؤمنون، وبين كل مُؤْمِنَيْن منافق، فيقسو ظهر المنافق عن السجود، ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخًا، وصغارًا، وذلًّا، وندامة، وحسرة» . وفي قوله: {وقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ} قال: في الدنيا
(1)
. (14/ 648)
78314 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: يوم يُكشف عن شِدّة الأمْر
(2)
. (ز)
78315 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} ، قال: عن الغطاء، فيقع مَن كان آمن به في الدنيا، فيَسجدون له، ويُدعى الآخرون إلى السجود فلا يَستطيعون؛ لأنهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا، ولا يُبصرونه، ولا يَستطيعون السجود، وهم سالمون في الدنيا
(3)
. (14/ 648)
78316 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ} يعني: قوله: {وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها} [الزمر: 69]، يعني: عن شِدّة الآخرة، {ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} وذلك أنه تَجْمُدُ أصلاب الكفار، فتكون كالصَياصيّ عظمًا واحدًا مثل صَياصيّ البقر؛ لأنهم لم يسجدوا في الدنيا
(4)
[6749]. (ز)
[6749] اختُلف هل هذه الآية من الصفات أم لا؟ ورجَّح ابنُ تيمية (6/ 382) -مستندًا إلى اللغة- أنها ليست من آيات الصفات، فقال:«لا ريب أنّ ظاهر القرآن لا يدلّ على أنّ هذه من الصفات؛ فإنه قال: {يوم يكشف عن ساق} نكرة في الإثبات، لم يُضفها إلى الله، ولم يَقلْ: عن ساقه فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل» . وذكر (6/ 383)«أنّ أصل الخلاف راجع لعدم الإضافة، وأنّ مَن يجعلها من الصفات يقول فيها كقوله: {لما خلقت بيدي} [ص: 75] ونحو ذلك، فإنه مع الصفات تُثبتُ، ويجب تنزيه الرّبّ تعالى عن التمثيل» .
وذكر ابنُ عطية (8/ 378) أنّ ما جاء من أمر الكشف عن الساق في الآية فإنما هو عبارة عن شِدّة الهول، ثم علَّق بقوله (8/ 378 - 379): "ومن هذا المعنى قول الشاعر في صفة الحرب:
كَشَفَتْ لهم عن ساقها وبَدا عن الشّرّ البراح
وأصل ذلك: أنه مّن أراد الجدّ في أمر يحاوله فإنه يَكشف عن ساقه تشميرًا وجِدًّا، وقد مدح الشعراء بهذا المعنى فمنه قول دريد:
كَمِيشُ الإزار خارج نصف ساقه صبور على الضراء طلاّع أنجُد
وعلى هذا من إرادة الجِدّ والتشمير في طاعة الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم:«إزْرَةُ المؤمن إلى أنصاف ساقيه» ".
وبيّن أنّ قوله تعالى: {ويُدعون} ظاهره أنّ ثمّ دعاء إلى السجود، وانتقده بقوله:«وهذا يَردّه ما قد تقرّر في الشرع من أنّ الآخرة ليست بدار عمل، وأنها لا تكليف فيها» . ثم علَّق بقوله: «فإذا كان هذا فإنما الداعي ما يَرونه من سجود المؤمنين فيريدون أن يسجدوا عند ذلك فلا يستطيعون» . وذكر أنّ البعض ذهب إلى أنهم يُدعَون إلى السجود على جهة التوبيخ، وأنّ البعض خرج من قوله:{فلا يستطيعون} أنهم كانوا يستطيعونه قبل ذلك، وعلَّق عليه بقوله:«وذلك غير لازم» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 23/ 197، وبنحوه عبد الرزاق 2/ 312، وابن جرير 23/ 198 من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 312، وابن جرير 23/ 189، وبنحوه من طريق سعيد.
(3)
أخرجه ابن جرير 23/ 195 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 408.