الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى
(2)}
نزول الآيات
81426 -
عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس في ناسٍ مِن وجوه قريش، منهم: أبو جهل بن هشام، وعُتبة بن ربيعة، فيقول لهم:«أليس حسنًا أن جئتُ بكذا وكذا؟» . فيقولون: بلى، واللهِ. فجاء ابنُ أُمّ مكتوم وهو مشتغل بهم، فسأله، فأعرض عنه؛ فأنزل الله:{أمّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى وما عَلَيْكَ ألّا يَزَّكّى وأَمّا مَن جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى} يعني: ابن أُمّ مكتوم
(1)
. (15/ 240)
81427 -
عن عائشة -من طريق عروة- قالت: أُنزِلَتْ {عَبَسَ وتَوَلّى} في ابن أُمّ مكتوم الأعمى؛ أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: يا رسول الله، أرْشِدني. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مِن عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرِض عنه، ويُقبل على الآخر، ويقول:«أترى بما أقول بأسًا؟» . فيقول: لا. ففي هذا أُنزِلَتْ
(2)
. (15/ 240)
81428 -
عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة وعندها رجل مكفوف تَقطع له الأُترُجّ، وتُطعمه إياه بالعسل، فقلتُ: مَن هذا، يا أُمّ المؤمنين؟! فقالت: هذا ابنُ أُمِّ مكتوم الذي عاتب الله فيه نبيَّه صلى الله عليه وسلم. قالت: أتى نبيَّ الله، وعنده عُتبة وشيبة، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما؛ فنزلت:{عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى} ابن أُمّ مكتوم
(3)
. (15/ 243)
(1)
أخرجه المخلص في المخلصيات 2/ 167 (1287)، وابن عساكر في معجمه 2/ 685 - 686 (850)، من طريق أبي معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
قال ابن عساكر: «حديث حسن صحيح» . ورجح الدارقطني في العلل 14/ 175 أنه من مرسل عروة، ولا يصح مُسندًا عن عائشة.
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 524 (3621)، وابن حبان 2/ 293 - 294 (535)، والحاكم 2/ 558 (3896)، وابن جرير 24/ 102 - 103، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
قال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي في التلخيص. ورجح الدارقطني في العلل 14/ 175 أنه من مرسل عروة، ولا يصح مُسندًا عن عائشة.
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط 9/ 155 (9404)، والبيهقي في الشعب 10/ 477 (7829)، من طريق إسحاق بن موسى، عن أحمد بن بشير، عن أبي البلاد، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة به.
وسنده حسن.
81429 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوفيّ- قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عُتبة بن ربيعة، والعباس بن عبد المطلب، وأبا جهل بن هشام، وكان يتصدّى لهم كثيرًا، وجعل عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى يُقال له: عبد الله بن أُمّ مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ النبيَّ صلى الله عليه وسلم آيةً مِن القرآن، قال: يا رسول الله، علِّمني مِمّا علمك الله. فأعرَض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعَبس في وجهه، وتولّى وكَره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه، وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك الله ببعض بصره، ثم خفق برأسه، ثم أنزل الله:{عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى} ، فلما نزل فيه ما نزل، أكرمه نبي الله وكلّمه؛ يقول له:«ما حاجتك؟ هل تريد من شيء؟»
(1)
. (15/ 241)
81430 -
عن أنس بن مالك، قال: جاء ابنُ أُمِّ مكتوم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُكَلِّم أُبيَّ بن خلف، فأعرَض عنه؛ فأنزل الله:{عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى} ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يُكرمه
(2)
. (15/ 241)
81431 -
عن عروة بن الزُّبير -من طريق ابنه هشام- قال: نزلت في ابن أُمّ مكتوم: {عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى}
(3)
. (ز)
81432 -
عن مجاهد بن جبر، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُستخليًا بصِنديدٍ مِن صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله، وهو يرجو أن يُسلم، إذ أقبل عبد الله بن أُمّ مكتوم الأعمى، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كره مجيئه، وقال في نفسه:«يقول هذا القرشي: إنما أتباعه العميان، والسِّفلة، والعبيد» . فعَبس؛ فنزل الوحي: {عَبَسَ وتَوَلّى} إلى آخر الآية
(4)
. (15/ 244)
81433 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- في قوله: {عَبَسَ وتَوَلّى} ، قال: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي رجلًا مِن أشراف قريش، فدعاه إلى الإسلام، فأتى عبدُ الله
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 103، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 4/ 155 - 156 - كلاهما بنحوه، من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، عن أبيه، عن ابن عباس به.
الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة. وقال ابن كثير في تفسيره 8/ 320: «فيه غرابة ونكارة، وقد تُكلّم في إسناده» .
(2)
أخرجه أبو يعلى في مسنده 5/ 431 (3123)، من طريق محمد بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس به.
وسنده صحيح.
(3)
أخرجه ابن جرير 24/ 103 - 104.
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
بن أُمّ مكتوم، فجعل يسأله عن أشياء مِن أمر الإسلام، فعَبس في وجهه؛ فعاتبه الله في ذلك، فلما نزلت هذه الآية دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابنَ أُمّ مكتوم، فأكرمه، واستخلفه على المدينة مرتين
(1)
. (15/ 243)
81434 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {عَبَسَ وتَوَلّى} : تصدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل مِن مشركي قريش كثير المال، ورجا أن يؤمن، وجاء رجل من الأنصار أعمى، يقال له: عبد الله بن أُمّ مكتوم، فجعل يسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فكرهه نبي الله صلى الله عليه وسلم، وتولى عنه، وأقبل على الغني، فوعظ اللهُ نبيَّه، فأكرمه نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما
(2)
. (ز)
81435 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: جاء ابنُ أُمّ مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُكلّم أُبيّ بن خلف، فأعرَض عنه؛ فأنزل الله عليه:{عَبَسَ وتَوَلّى} ، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يُكرمه. قال أنس: فرأيتُه يوم القادسية عليه درع، ومعه راية سوداء
(3)
. (ز)
81436 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: {عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى} عبد الله بن زائدة، وهو ابن أُمّ مكتوم، وجاءه يستقرئه، وهو يناجي أُمَيّة بن خلف، رجل من عِلية قريش، فأعرَض عنه نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله فيه ما تسمعون:{عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَهُ الأَعْمى} إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى} . ذُكر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم استخلفه بعد ذلك مرتين على المدينة، في غزوتين غزاهما يُصلّي بأهلها
(4)
. (ز)
81437 -
عن محمد بن قيس -من طريق أبي مَعشر- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا وعنده عُتبة بن ربيعة، وابن أُمّ مكتوم الأعمى، فقال: يا رسول الله، علِّمني القرآن. فعَبس رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وصرفه عنه كراهته أن يزهد إقباله عليه عُتبة في الإسلام، يقول: إنما يتبع هذا العميان والمساكين. فأنزل الله تعالى: {عبس وتولى} إلى قوله: {فأنت له تصدى} عُتبة، {وأما من جاءك يسعى، وهو يخشى} ابن أُمّ مكتوم، فلم يُعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن سعد 4/ 209. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 24/ 105.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 348 دون قول أنس، وابن جرير 24/ 104.
(4)
أخرجه ابن جرير 24/ 104.
(5)
أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص 214.