الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
78520 -
قال أبو موسى الأشعري -من طريق الحسن- {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنكُمْ خافِيَةٌ} : يُعرض الناس ثلاث عَرَضاتٍ؛ فأمّا عَرْضتان فجِدالٌ ومَعاذير، وأما العَرْضة الثالثة فعندها تَطايُر الصُّحف؛ فآخذٌ بيمينه وآخذٌ بشماله
(1)
. (ز)
78521 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} ، قال: تُعرضون ثلاث عَرَضاتٍ؛ فأمّا عَرْضتان ففيهما الخُصومات والمَعاذير، وأمّا الثالثة فتَطايُر الصُّحف في الأيدي
(2)
. (14/ 674)
78522 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنكُمْ خافِيَةٌ} ، قال: ذُكر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «يُعرَض الناس ثلاث عَرَضاتٍ يوم القيامة؛ فأمّا عَرْضتان ففيهما خُصومات ومَعاذير وجِدال، وأمّا العَرْضة الثالثة فتَطير الصُّحف في الأيدي» . اللهم، اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه. قال: وكان بعضُ أهل العلم يقول: إنّي وجدتُ أكْيس الناس مَن قال: {هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ} . قال: ظنّ ظنًّا يقينًا، فنَفعه الله بظنّه. قال: وذُكر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «مَن استطاع أن يموت وهو يُحسن الظنّ بالله فليفعل»
(3)
. (14/ 674)
78523 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: {مِنكُمْ خافِيَةٌ} لا يخفى على الله منكم شيء
(4)
. (ز)
78524 -
قال مقاتل بن سليمان: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} على الله، فيحاسبكم بأعمالكم، {لا تَخْفى مِنكُمْ خافِيَةٌ} يقول: لا يخفى الصالح منكم ولا الطالح إذا عُرضتم
(5)
. (ز)
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ
(19)}
نزول الآية، وتفسيرها
78525 -
عن عائشة أنها ذَكرتِ النار، فبَكَتْ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما يبكيكِ؟» . قالت: ذكرتُ النار، فبكيتُ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمّا في ثلاثة مواطن فلا يَذكر أحدٌ أحدًا: عند الميزان حتى يَعلم أيخفُّ ميزانه أو
(1)
أخرجه ابن جرير 23/ 230.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 314. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 23/ 231 مختصرًا مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
تفسير البغوي 8/ 211.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 423.
يَثقُل، وعند الكتاب حين يقال:{هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ} حتى يَعلم أين يقع كتابه أفي يمينه، أم في شماله، أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط إذا وُضِعَ بين ظهري جهنم»
(1)
. (ز)
78526 -
عن أُبَيّ بن كعب -من طريق أبي العالية الرياحي- قال: يُدعى الخلائقُ يوم القيامة للحساب، فإذا كان الرجلُ في الخير رأسًا يدعو إليه، ويأمر به، ويكثر عليه تبعه؛ دُعي باسمه واسم أبيه، فيقوم، حتى إذا دنا أُخرج له كتابٌ أبيض بخطٍّ أبيض؛ في باطنه السيئات، وفي ظهره الحسنات، فيبدأ بالسيئات، فيقرأها، فيُشفِق ويتغير لونه، فإذا بلغ آخرَ الكتاب وجد فيه: هذه سيئاتك وقد غُفِرت لك. فيفرح، ثم يقلب كتابه، فيقرأ حسناته، فلا يزداد إلا فرحًا، حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه: هذه حسناتك وقد ضُعِّفت لك. فيبيَضُّ وجهه، ويُؤتى بتاجٍ فيُوضع على رأسه، ويُكسى حُلَّتين، ويُحلّى كلُّ مفصل منه، ويطول ستين ذراعًا، وهي قامة آدم، ويُعطى كتابه بيمينه، فيُقال له: انطلق إلى أصحابك، فبشِّرهم، وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا. فإذا أدبر قال:{هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه} . يقول الله: {فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية} . فيقول لأصحابه: هل تعرفوني؟ فيقولون: قد غيَّرتك كرامةُ الله، مَن أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان، ليبشر كلُّ رجل منكم بمثل هذا
(2)
. (ز)
78527 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق القاسم بن محمد- قال: أول من يُعطى كتابه بيمينه أبو سَلمة بن عبد الأَسد. قال: وهو الذي يقول: {هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ} . قال: وكان عبد الله بن عباس يقرؤها: (كُلْ واشْرَبْ يَآ أبا سَلَمَةَ هَنِيئًا بِمَآ أسْلَفْتَ فِي الأَيّامِ الخالِيَةِ)
(3)
.
78528 -
عن أبي موسى الأشعري -من طريق أبي بردة- قال: يَنشر اللهُ كَنفه يوم القيامة على المؤمنين هكذا، وقال: بيده فوقه، فيقول: يا ابن آدم، هذه حسنةٌ
(1)
أخرجه أبو داود 7/ 133 (4755)، والحاكم 4/ 622 (8722)، من طريق الحسن البصري، عن عائشة به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة» . ووافقه الذهبي في التلخيص.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 121 - 122.
(3)
أخرجه الضياء المقدسي في المختارة 13/ 46 (49).
عمِلتَها في مكان كذا وكذا، ساعة كذا وكذا، وقد قبلتُها منك. ثم يَسجد المؤمن، ثم يقول: يا ابن آدم، هذه سيئة عمِلتَها يوم كذا وكذا، وقد غَفرتُها لك. فيَسجد المؤمن، فيقول الخلْق: طُوبى لهذا العبد الذي لا يَرى في كتابه إلا الحسنات. مِن كثرة ما يَسجد، فإذا فَرغ قال:{هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ} [الحاقة: 18 - 19] إني أيقنتُ
(1)
. (ز)
78529 -
عن كعب الأحبار -من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن، عن رجل من بني أسد- قال:
…
يُدعى المؤمن، فيُعطى كتابه بيمينه، فيَنظر فيه، فحسناته بادياتٌ للناس، وهو يقرأ سيئاته لكي لا يقول: كانت لي حسنات فلم تُذكر. فأحبَّ الله أن يُريه عمله كلّه، حتى إذا استنفذ ما في الكتاب وجد في آخر ذلك كلّه أنه مغفور، وإنك من أهل الجنة، فعند ذلك يُقبِل إلى أصحابه، ثم يقول:{هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} . ثم يُدعى الكافر، فيُعطى كتابه بشماله، ثم يُلفّ فيُجعل مِن وراء ظهره ويُلوى عُنُقه، فذلك قوله:{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} [الانشقاق: 10] يَنظر في كتابه، فسيئاته بادياتٌ للناس، ويَنظر في حسناته، لكي لا يقول: أفأُثاب على السيئات؟!
(2)
. (ز)
78530 -
عن أبي عثمان النَّهدي، قال: إنّ المؤمن لَيُعطى كتابه في سِترٍ مِن الله، فيَقرأ سيئاته، فيَتغيّر لونه، ثم يقرأ حسناته، فيَرجع إليه لونُه، ثم يَنظر فإذا سيئاته قد بُدِّلت حسنات، فعند ذلك يقول:{هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ}
(3)
. (14/ 676)
78531 -
عن عبد الله بن عبد الله بن حَنظلة غَسيل الملائكة -من طريق موسى بن عبيدة- قال: إنّ الله يَقفُ عبدَه يوم القيامة، فيُبدي سيئاتِه في ظهر صحيفته، فيقول له: أنتَ عملتَ هذا؟ فيقول: نعم، أي ربِّ. فيقول له: إني لم أفضحك به، وإني قد غَفرتُ لك. فيقول عند ذلك:{هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ} حين نجا من فضيحة يوم القيامة
(4)
. (14/ 675)
78532 -
عن عبد الرحمن بن شُريح، أنه سمع أشياخًا يقولون: إنّ العبد يُعطى يوم
(1)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 672 - .
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 519.
(3)
أخرجه الخطيب 12/ 251. وعزاه السيوطي إلى ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 241 - .
القيامة كتابه، فيَنظر في بطنه، فإذا فيه مكتوب سيئاته، وفي ظهره حسناته، فهو يقرأ السيئات، فيَتغيّر لها وجهه، ويَشتدّ منها خوفه، ومَن قرأ ما في ظهر كتابه غَبطه على ما فيه مِن حسناته، فيقول: يا ربِّ، قد عملتُ حسناتٍ لم أجدها في هذا الكتاب. فيقال: اقْلب أو حوِّل. فإذا بالحسنات وبُدّلتْ تلك السيئات حسنات، فلما قرأها أسفَر وجهه، ومَن قرأ ما يحول إليهم من كتابه قرؤوها حسنات، فيغبطون عليها، ثم أُمر أن يَقلب أيضًا، فإذا تلك السيئات قد حُوّلتْ حسنات، فعند ذلك يقول الذي قال الله في كتابه:{هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ}
(1)
. (ز)
78533 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ} يقول: يُعطيه مَلكه الذي كان يكتب عمله في صحيفة بيضاء منشورة. نزلت هذه الآية في أبي سَلمة بن عبد [الأسد] المَخزوميّ، وكان اسم أُمّ أبي سلمة بَرّة بنت عبد المُطَّلب {فَيَقُولُ هاؤُمُ} يعني: هاكم {اقْرَءُوا كِتابِيَهْ}
(2)
. (ز)
78534 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: {هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ} ، قال: تعالوا
(3)
[6766][6767]. (ز)
[6766] ذكر ابنُ عطية (8/ 392) أنه اختُلف في الفرقة التي ينفذ فيها الوعيد من أهل المعاصي متى تأخذ كتبها، على قولين: الأول: أنها تأخذها مع الناس، وذلك يُؤنسها مدة العذاب. ونقل عن الحسن أنه قال:«فإذا أُعطى كتابه بيمينه لم يقرأه حتى يأذن الله تعالى له، فإذا أذِن له قال: {هاؤم اقرؤا كتابيه}» . الثاني: أنه إذا أخرجوا من النار، والإيمان يُؤنسهم وقت العذاب.
ورجَّح ابنُ عطية القول الثاني مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال:«وهذا ظاهر هذه الآية؛ لأنّ مَن يسير إلى النار فكيف يقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه؟» .
[6767]
ذكر ابنُ كثير (14/ 117) أن عبد الرحمن بن زيد قال: معنى: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أي: ها اقرؤوا كتابيه، و «ؤم» زائدة.
ورجَّح أنها بمعنى: هاكم، فقال:«والظاهر أنها بمعنى: هاكم» . ولم يذكر مستندًا.
وذكر ابنُ عطية (8/ 392) أن البعض قال بأن أصل قوله: {هاؤم} هاؤموا، ثم نقله التخفيف والاستعمال. وأن آخرين قالوا بأن الميم ضمير الجماعة. وانتقد القولين بقوله:«وفي هذا كله نظر» . ثم علَّق بقوله: «والمعنى على كل وجه: تعالوا، فهو استدعاء للفعل المأمور به» .
_________
(1)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 1/ 132 (303).
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 423.
(3)
أخرجه ابن جرير 23/ 231.