الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طاعة الله لم يَعمل به، وما قَدّم: ما عَمِل من خير أو شرّ
(1)
[6908]. (ز)
{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(14)}
80107 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ، قال: الإنسان شهيد على نفسه وحده
(2)
. (15/ 105)
80108 -
عن سعيد بن جُبَير -من طريق موسى بن أبي عائشة-، مثله
(3)
. (15/ 105)
80109 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ، قال: سمْعه، وبصره، ويديه، ورجليه، وجوارحه
(4)
[6909]. (15/ 106)
80110 -
قال أبو العالية الرِّياحيّ =
[6908] اختُلف في المراد بقوله: {بما قدم وأخر} على أقوال: الأول: ما قَدّم قبل موته، وما سَنّ فعُمِل به بعد موته. الثاني: ما قَدّم من معصية، وأَخَّر من طاعة. الثالث: بأول عَمَله، وآخره. الرابع: بما قَدّم من الطاعة، وأَخَّر من حقوق الله التي ضَيّعها. الخامس: ما قَدّم من خير أو شرّ مما عَمِله، وما أخَّر مما تَرك عَمَله من طاعة الله عز وجل.
ورجَّح ابنُ جرير (23/ 491) العموم، فقال:«والصواب من القول في ذلك عندنا أنّ ذلك خبر من الله أنّ الإنسان يُنبّأ بكل ما قَدّم أمامه مما عَمِل من خير أو شرّ في حياته، وأَخَّر بعده من سُنّة حسنة أو سيئة مما قَدّم وأَخَّر، كذلك ما قَدّم من عَملٍ عَمِله من خير أو شرّ، وأَخَّر بعده من عَملٍ كان عليه فضَيّعه، فلم يعمله مما قَدّم وأَخَّر، ولم يخصص الله من ذلك بعضًا دون بعض، فكلّ ذلك مما يُنبّأ به الإنسان يوم القيامة» .
وذكر ابنُ عطية (8/ 474 - 475) أنّ قوله تعالى: {بما قدم وأخر} قِسمة تستوفي كلّ عمل، أي: يُعلم بكل ما فعل ويجده مُحصلًا، ثم ساق الأقوال.
[6909]
ساق ابنُ جرير (23/ 492) هذا القول، ثم علَّق بقوله:«والبصيرة -على هذا التأويل- ما ذكره ابن عباس مِن جوارح ابن آدم، وهي مرفوعة بقوله: {على نفسه}، والإنسان مرفوع بالعائد مِن ذكره في قوله: {نفسه}» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 23/ 491.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 333 - 334، وابن جرير 23/ 492 - 493. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 540 - 541، وابن جرير 23/ 494 بنحوه.
(4)
أخرجه ابن جرير 23/ 491. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
80111 -
وعطاء: {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} بل الإنسان على نفسه شاهد
(1)
. (ز)
80112 -
قال عكرمة مولى ابن عباس =
80113 -
ومحمد بن السّائِب الكلبي: {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} معناه: بل الإنسان على نفسه مِن نفسه رُقباء يَرْقُبونه ويَشهدون عليه بعمله، وهي سمْعه وبصره وجوارحه
(2)
. (ز)
80114 -
عن عمران بن جُبَير، قال: قلتُ لعكرمة: {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ولَوْ ألْقى مَعاذِيرَهُ} فسكَتَ، وكان يَسْتاك، فقلتُ: إنّ الحسن قال: يا ابن آدم، عملك أحَقُّ بك. قال: صَدقتَ
(3)
. (15/ 106)
80115 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ، قال: شاهدٌ عليها بعملها
(4)
. (15/ 105)
80116 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} ، قال: إذا شئتَ رأيتَه بصيرًا بعيوب الناس، غافلًا عن عَيْبه. قال: وكان يُقال: في الإنجيل مكتوب: يا ابن آدم، أتُبصر القَذاة في عين أخيك، ولا تُبصر الجِذْل
(5)
المُعتَرِض في عينك؟
(6)
. (15/ 106)
80117 -
قال مقاتل بن سليمان: يقول الله تعالى: {بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} وذلك حين كُتمت الأَلسُن في سورة الأنعام، وخَتم الله عليها في سورة {يس والقُرْآنِ الحَكِيمِ} ، فقال:{اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ} [يس: 65]. فنَطقت الجوارح، وشَهدت على الأَلسُن بالشِّرك في هذه السورة، فلا شاهد أفضل من نفسك، فذلك قوله تبارك وتعالى:{بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} يعني: جسده وجوارحه شاهدة عليه بعمله، فذلك قوله تبارك وتعالى:{كَفى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14] يعني: شاهدًا
(7)
. (ز)
(1)
تفسير الثعلبي 10/ 86، وتفسير البغوي 8/ 283.
(2)
تفسير الثعلبي 10/ 86، وتفسير البغوي 8/ 283.
(3)
أخرجه ابن جرير 23/ 494. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 334، وابن جرير 23/ 492. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
القذاة: ما يقع في العين من تراب أو وسخ. والجذل: ما عظم من أصول الشجر المقطع. النهاية (قذا)، اللسان (جذل).
(6)
أخرجه ابن جرير 23/ 492. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(7)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 511.