الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَدَّمَتْ يَداهُ} قال: ذاك المؤمن الكيِّس الحذِر، عَلِم أنّ له معادًا فقدَّم وقدَّم، فلمّا قدِم عليه نظر إلى ما قدَّم واغتبط.
ويقول الكافر: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
لأنّه لا يُقَدِّم خيرًا، فيقول:{يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} فلا يكون ترابًا
(1)
. (ز)
81098 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع إلى القول الأول حين قال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ والمَلائِكَةُ صَفًّا} ، فقال:{يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ} يعني: الإنسان الخاطئ يرى عمله أسود مثل الجبل
(2)
. (ز)
{وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}
81099 -
عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يَقضي الله بين خَلْقه الجنّ والإنس والبهائم، وإنّه لَيُقِيد يومئذٍ الجَمّاء مِن القَرْناء، حتى إذا لم يَبق تبعةٌ عند واحدة لأخرى قال الله: كونوا ترابًا. فعند ذلك يقول الكافر: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}»
(3)
. (ز)
81100 -
عن أبي هريرة -من طريق يزيد بن الأصمّ- قال: يُحشَر الخَلْق كلّهم يوم القيامة؛ البهائم، والدواب، والطير، وكل شيء، فيَبلغ مِن عدل الله أن يأخذ للجَمّاء من القرناء، ثم يقول: كونوا ترابًا. فذلك حين يقول الكافر: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(4)
. (15/ 215)
81101 -
عن عبد الله بن عمرو -من طريق أبي المُغيرة- قال: إذا كان يوم القيامة مُدَّت الأرض مدّ الأديم، وحُشِر الدواب والبهائم والوحش، ثم يُجعل القصاص بين
(1)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 697 - ، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 6/ 222 (210) - بلفظ: المرء المؤمن يحذر الصغيرة، ويخاف الكبيرة. كما أخرجه بنحوه من طريق عمارة.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 566.
(3)
أخرجه ابن جرير 24/ 55، وأخرجه الطبراني مطولًا في الأحاديث الطوال ص 266 - 268 (36)، والبيهقي في البعث والنشور ص 336 - 344 (609)، وابن جرير 24/ 386 - 389، من طريق محمد بن كعب القُرَظيّ، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به.
وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 287: «هذا حديث مشهور، وهو غريب جدًّا» . وقال الألباني في الصحيحة 4/ 606 - 607 (1966): «إسناد ضعيف» .
(4)
أخرجه ابن جرير 24/ 55 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى البيهقي في البعث والنشور، وعَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وفي تفسير الثعلبي 10/ 121، وتفسير البغوي 8/ 319 تتمة: فيقول التراب للكافر: لا، ولا كرامة لك، مَن جعلك مثلي؟!.
الدواب، يُقتصّ للشاة الجَمّاء من الشاة القَرْناء نَطحتها، فإذا فُرغ من القصاص بين الدواب قال لها: كوني ترابًا. قال: فعند ذلك يقول الكافر: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(1)
. (ز)
81102 -
عن مجاهد بن جبر، قال: يُقاد للمنقورة مِن الناقرة، والمركوضة مِن الراكضة، والجَلحاء مِن ذات القَرْنَيْن، والناس ينظرون، ثم يقول: كوني ترابًا؛ لا جنة، ولا نار. فذلك حين يقول الكافر:{يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(2)
. (15/ 216)
81103 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لَمّا حُوسِب البهائم، ثم صيّرها الله ترابًا، فعند ذلك قال الكافر:{يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(3)
. (15/ 217)
81104 -
عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فَضالة-: {ويقول الكافر يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} لأنه لا يُقدّم خيرًا، فيقول:{يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} فلا يكون ترابًا
(4)
. (ز)
81105 -
عن يحيى بن جعدة، قال: إنّ أول خَلْق اللهِ يُحاسب يوم القيامة الدواب والهوام، حتى يُقضى بينهما، حتى لا يَذهب شيء بظُلامته، ثم يجعلها ترابًا، ثم يَبعث الثَّقلين الإنس والجنّ، فيحاسبهم، فيومئذٍ يتمنّى الكافر: يا ليتني كنت ترابًا
(5)
. (15/ 216)
81106 -
عن القاسم بن أبي بَزَّة، في قوله:{وما مِن دابَّةٍ فِي الأَرْضِ ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إلّا أُمَمٌ أمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الكِتابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38]، قال: يؤتى بهم، والناس وقوف، فيُقضى بينهم، حتى إنه ليؤخذ لِلجَمّاء مِن القَرْناء لقهْرها إيّاها، وحتى يُقاد للذّرة من الذّرة، ثم يقال لهم: كونوا ترابًا. قال: ثم يقول الكافر: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(6)
. (ز)
81107 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ويَقُولُ الكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} : وهو الهالك المُفرِط العاجز، وما يمنعه أن يقول ذلك وقد راج عليه عورات عمله، وقد استَقبل الرحمن وهو عليه غضبان؟! فتمنّى الموت يومئذ، ولم يكن في الدنيا شيء أكره عنده من الموت
(7)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 54 - 55.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(4)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 697 - .
(5)
عزاه السيوطي إلى الدينوري في المجالسة.
(6)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 6/ 231 (224) -.
(7)
أخرجه ابن جرير 24/ 55.
81108 -
عن أبي الزّناد عبد الله بن ذكوان -من طريق جعفر- قال: إذا قُضِي بين الناس، وأُمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار؛ قيل لمؤمني الجن ولسائر الأمم سوى ولد آدم: عُودوا ترابًا. [فيعودون] ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم قد عادوا ترابًا: يا ليتني كنت ترابًا
(1)
. (15/ 216)
81109 -
عن ليث بن أبي سليم، قال: مؤمنو الجن يعودون ترابًا
(2)
. (15/ 217)
81110 -
عن ليث بن أبي سليم، قال: ثواب الجن أن يُجاروا مِن النار، ثم يُقال لهم: كونوا ترابًا
(3)
. (15/ 217)
81111 -
قال مقاتل بن سليمان: {ويَقُولُ الكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} وذلك أنّ الله عز وجل يَجمع الوحوش والسِّباع يوم القيامة، فيقْتَصّ لبعضهم من بعض حقوقهم، حتى ليأخذ [للجماء] مِن القَرْناء بحقها، ثم يقول لهم: كونوا ترابًا. فيتمنى الكافر لو كان خنزيرًا في الدنيا ثم صار ترابًا، كما كانت الوحوش والسباع ثم صارت ترابًا
(4)
. (ز)
81112 -
عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- في قوله: {ويَقُولُ الكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا} ، قال: إذا قيل للبهائم: كونوا ترابًا. قال الكافر: يا ليتني كنتُ ترابًا
(5)
. (ز)
81113 -
عن الليث [بن سعد]-من طريق ابن وهب- قال: يقال إذا فَرغ الله مِن الحكم [
…
] والطير والبهائم، واقتصّ للشاة الجَمّاء من الشاة القَرْناء، قال لهم: كونوا ترابًا. فعند ذلك {يَقُولُ الكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرابًا}
(6)
[7004]. (ز)
[7004] ذكر ابنُ عطية (8/ 524) في قوله: {يا ليتني كنت ترابا} ما أفادته آثار السلف مِن أنّ هذا «تَمَنٍّ أن يكون شيئًا حقيرًا، لا يُحاسب، ولا يلتفتُ إليه» . وعلّق عليه قائلًا: «وهذا قد تجده في الخائفين من المؤمنين» . ثم ذكر في معنى الآية قولًا آخر، ووجّهه، فقال:«قال أبو القاسم بن حبيب: رأيتُ في بعض التفاسير أنّ الكافر هنا: إبليس، إذا رأى ما حصل للمؤمنين من بني آدم من الثواب، قال: يا ليتني كنتُ ترابًا، أي: كآدم الذي خُلق من تراب واحتقره هو أولًا» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 56. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب.
(2)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 566. وفي تفسير البغوي 8/ 318 - 319 بنحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.
(5)
أخرجه ابن جرير 24/ 56.
(6)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 2/ 158 (327).