الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(31)}
نزول الآية:
12529 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحّاك- قال: وقف النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قريشٍ وهم في المسجد الحرام، وقد نصبوا أصنامَهم، وعلَّقوا عليها بَيْضَ النَّعامِ، وجعلوا في آذانها الشُّنُوفَ
(1)
، وهم يسجدون لها، فقال:«يا معشر قريش، واللهِ، لقد خالفتم مِلَّةَ أبيكم إبراهيم وإسماعيل، ولقد كانا على الإسلام» . فقالت له قريش: إنما نعبدها حُبًّا لله؛ لِيُقَرِّبُونا إلى الله زُلْفى. فقال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله} وتعبدون الأصنام لِيُقَرِّبوكم إليه {فاتبعوني يحببكم الله} فأنا رسوله إليكم، وحجته عليكم، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم
(2)
. (ز)
12530 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي-: أنها نزلت حين قال اليهود: {نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأَحِبّاؤُهُ} [المائدة: 18]
(3)
. (ز)
12531 -
عن الحسن البصري -من طريق أبي عبيدة الناجي- قال: قال أقوامٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: واللهِ، يا محمد، إنّا لَنُحِبُّ ربَّنا. فأنزل الله:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} الآية
(4)
. (3/ 508)
12532 -
عن الحسن البصري -من طريق بكر بن الأسود- قال: قال قومٌ على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم: يا محمدُ، إنّا نُحِبُّ ربَّنا. فأنزل الله:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} . فجعل اتِّباع نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم عَلَمًا لِحُبِّه، وعذابِ مَن خالفه
(5)
. (3/ 508)
12533 -
عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- قال: إنّ أقوامًا كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنّهم يُحِبُّون اللهَ، فأراد اللهُ أن يجعل لقولهم تصديقًا
(1)
الشنوف: جمع شَنْفٍ، وهو القرط. الصحاح (شنف).
(2)
أورده الثعلبي 3/ 50 عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عباس به. وعزاه الحافظ ابن حجر مختصرًا في الفتح 10/ 558 إلى تفسير الضحاك.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
عزاه الحافظ ابن حجر في الفتح 10/ 558 إلى تفسير الكلبي.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 325، وابن المنذر (362).
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 325.
مِن عملٍ، فقال:{إن كنتم تحبون الله} الآية. فكان اتِّباعُ محمد صلى الله عليه وسلم تصديقًا لقولهم
(1)
. (3/ 509)
12534 -
عن يحيى بن أبي كثير، قال: قالوا: إنّا لَنُحِبُّ ربَّنا. فامْتُحِنُوا؛ فأنزل الله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
(2)
. (3/ 509)
12535 -
قال مقاتل بن سليمان: لَمّا دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم كعبًا وأصحابه إلى الإسلام قالوا: نحنُ أبناءُ اللهِ وأحِبّاؤُه، ولَنَحْنُ أشدُّ حُبًّا لله مِمّا تدعونا إليه. فقال الله عز وجل لنبيِّه صلى الله عليه وسلم:{قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
(3)
. (ز)
12536 -
قال عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج-: زعم أقوامٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّهم يُحِبُّون اللهَ، فقالوا: يا محمد، إنّا نُحِبُّ ربَّنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية
(4)
[1157]. (ز)
[1157] رَجَّح ابنُ جرير (5/ 327) مستندًا إلى السياق قولَ محمد بن جعفر بن الزبير: بأنّ الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا القولَ لنصارى نَجْران، حيث إنّه لم يَجْرِ ذِكْرٌ لغيرهم في هذه السورة، فـ «ما قَبْلَ هذه الآية مِن مُبْتَدأ هذه السورة وما بعدها خبرٌ عنهم، واحتجاجٌ مِن الله لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، ودليلٌ على بُطولِ قولهم في المسيح، فالواجبُ أن تكون هي أيضًا مصروفةَ المعنى إلى نحو ما قبلها، ومعنى ما بعدها» .
ثُمَّ انتَقَدَ (5/ 326) قولَ الحسن لعدم الخبر الدّالِّ على صِحَّته، فقال:«وأما ما روى الحسنُ في ذلك مِمّا قد ذكرناه؛ فلا خبر به عندنا يصحُّ، فيجوز أن يُقال: إنّ ذلك كذلك، وإن لم يكن في السورة دلالة على أنه كما قال» . غير أنّه ذَكَرَ لقول الحسن وِجْهَةً يمكن أن يُحْمَل عليها، فقال:«إلا أن يكون الحسنُ أراد بالقوم الذين ذَكَر أنهم قالوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفْدَ نَجْران مِن النصارى، فيكون ذلك مِن قوله نظيرَ إخبارنا» .
وزاد ابنُ عطية (2/ 196) احتمالًا آخر، وهو:«أن تكون الآيةُ عامَّةً لأهل الكتاب اليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا يدَّعون أنهم يحبُّون الله ويحبُّهم، ألا ترى أنّ جميعهم قالوا: {نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأَحِبّاؤُهُ} [المائدة: 18]» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 325 - 326، وابن أبي حاتم 2/ 633 (3402).
(2)
أخرجه الحكيم الترمذي 2/ 218.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 270 - 271.
(4)
أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 224، وأخرج ابن جرير 5/ 325 نحوه.