الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
(168)}
15403 -
عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- قال: {إن كنتم صادقين} بما يقولون إنّه كما يقولون
(1)
. (ز)
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(169)}
نزول الآية:
15404 -
عن جابر بن عبد الله، قال: لَقِيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«يا جابر، ما لي أراك مُنكَسِرًا؟» . قلتُ: يا رسول الله، استشهد أبي، وترك عيالًا ودَيْنًا. فقال:«ألا أُبَشِّرُك بما لَقِيَ اللهُ به أباك؟» . قال: بلى. قال: «ما كلَّم اللهُ أحدًا قطُّ إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلَّمه كِفاحًا، وقال: يا عبدي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قال: يا ربِّ، تُحْيِيني، فأُقْتَل فيك ثانِيَةً. قال الربُّ تعالى: قد سبق مِنِّي أنهم لا يرجعون. قال: أيْ رَبٍّ، فأبْلِغْ مَن ورائي. فأنزل الله هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}» الآية
(2)
. (4/ 111)
15405 -
عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمّا أُصِيب إخوانُكم بأُحُد جعل اللهُ أرواحَهم في أجواف طير خُضْر تَرِدُ أنهارَ الجنة، وتأكلُ مِن ثمارها، وتأوي إلى قناديلَ مِن ذهبٍ مُعَلَّقةٍ في ظِلِّ العرش، فلمّا وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحُسْنَ مقيلِهم قالوا: يا ليتَ إخوانَنا يعلمون ما صنع اللهُ لنا -وفي لفظ قالوا: مَن يُبَلِّغُ إخوانَنا أنّا أحياءٌ في الجنة نُرْزَق-؛ لِئلّا يزهدوا في الجهاد، ولا يَنكُلُوا
(3)
عن الحرب. فقال اللهُ: أنا أُبَلِّغُهم عنكم. فأنزل اللهُ هؤلاء الآيات: {ولا تحسبن الذين قتلوا} » الآية وما بعدها
(4)
. (4/ 111)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 812.
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 259 (3256)، وابن ماجه 1/ 131 (190)، 4/ 82 - 83 (2800)، وابن حبان 15/ 490 (7022)، والحاكم 3/ 224 (4914) بعضه.
قال الترمذي: «حسن غريب من هذا الوجه» . وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» .
(3)
ينكلوا: يتأخروا. النهاية (نكل).
(4)
أخرجه أحمد 4/ 218 (2388)، وأبو داود 4/ 174 (2520)، والحاكم 2/ 97 (2444) 2/ 325 (3165)، وابن جرير 6/ 228، وابن المنذر 2/ 490 - 491 (1178).
قال الحاكم: «صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال ابن القطان في الوهم والإيهام 4/ 338 (1919): «الحديث حسن» . وقال الألباني في صحيح أبي داود 7/ 279 (2275): «حديث حسن» .
15406 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}
(1)
. (4/ 110)
15407 -
عن أنس بن مالك -من طريق طلحة بن نافع- قال: لَمّا قُتِل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا: يا ليتَ لنا مخبرًا يخبر إخوانَنا بالذي صِرنا إليه مِن الكرامة لنا. فأوحى إليهم ربُّهم: أنا رسولُكم إلى إخوانكم. فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} إلى قوله: {لا يضيع أجر المؤمنين}
(2)
. (4/ 114)
15408 -
عن أنس بن مالك -من طريق إسحاق بن أبي طلحة- في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم النبيُّ إلى بئر مَعُونَةَ قال: لا أدري أربعين أو سبعين، وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل، فخرج أولئك النفر حتى أتوا غارًا مُشْرِفًا على الماء قعدوا فيه، ثم قال بعضهم لبعض: أيُّكُم يبلغ رسالةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَ هذا الماء؟ فقال ابن مِلْحان الأنصاري: أنا. فخرج حتى أتى حِواءَهم
(3)
، فاحتبى أمام البيوت، ثم قال: يا أهل بئر معونة، إنِّي رسولُ رسولِ الله إليكم: إنِّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، فآمِنوا بالله ورسوله. فخرج إليه رجل من كِسْر البَيْت
(4)
برُمْحٍ، فضرب به في جنبه حتى خرج مِن الشِّقِّ الآخر، فقال: الله أكبر، فزتُ، وربِّ الكعبة. فاتبعوا أثره، حتى أتوا أصحابَه في الغار، فقتلهم أجمعين عامرُ بن الطفيل، فحدثني أنسٌ: أنّ الله أنزل فيهم قرآنًا: (بَلِّغُوا عَنّا قَوْمَنا أنّا قَدْ لَقِينا رَبَّنا فَرَضِيَ عَنّا ورَضِينا عَنْهُ). ثم نُسِخَتْ، فرُفِعَتْ بعدما قرأناه زمانًا، وأنزل الله: {ولا تحسبن الذين
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 419 (3457).
قال الحاكم: «صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» .
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد 2/ 515 (197)، والطبراني في مسند الشاميين 1/ 418 (735)، وابن المنذر 2/ 488 (1173) من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثنا عتبة بن أبي حكيم، عن طلحة بن نافع، عن أنس به.
إسناده ضعيف؛ عتبة بن أبي حكيم قال عنه الذهبي في المغني 2/ 422: «قال أبو حاتم: صالح. ووثَّقه ابنُ معين مرةً وضعَّفه أخرى، وكان أحمد بن حنبل يليّنه» . وقال ابن حجر في التقريب (4427): «صدوق يخطيء كثيرًا» . وقد تفرَّد بهذا الحديث، ومثلُه لا يحتمل التفرُّد.
(3)
الحِوِاء: بيوت مجتمعة من الناس على ماء، والجمع أحوية. النهاية (حوا).
(4)
كِسْرُ البيت: جانبه أو زاويته. اللسان (دحل).
قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء} الآية
(1)
. (4/ 113)
15409 -
عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- قال: لَمّا أُصيب حمزة وأصحابه بأُحُدٍ قالوا: ليت مَن خلفنا علِموا ما أعطانا اللهُ مِن الثوابِ؛ ليكون أجْرَأ لهم. فقال الله: أنا أُعْلِمُهم. فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} الآية
(2)
. (4/ 115)
15410 -
عن أبي الضُّحى مسلم بن صبيح -من طريق سعيد بن مسروق- في قوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} ، قال: نزلت في قتلى أُحُد، استُشْهِد منهم سبعون رجلًا، أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب من بني هاشم، ومصعب بن عمير من بني عبد الدار، وشَمّاس بن عثمان من بني مخزوم، وعبد الله بن جحش من بني أسد، وسائرهم من الأنصار
(3)
. (4/ 110)
15411 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- قال: لَمّا أُصيب الذين أصيبوا يوم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لقوا ربهم، فأكرمهم، فأصابوا الحياةَ، والشهادةَ، والرزقَ الطيب، قالوا: يا ليت بيننا وبين إخواننا مَن يبلغهم أنّا لقينا ربَّنا، فرضِي عنّا، وأرضانا. فقال الله: أنا رسولكم إلى نبيِّكم وإخوانكم. فأنزل الله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} إلى قوله: {ولا هم يحزنون}
(4)
. (4/ 113)
15412 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكر لنا أن رجالًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا ليتنا نعلم ما فعل إخواننا الذين قتلوا يوم أُحد، فأنزل الله:{ولا تحسبن الذين قتلوا} الآية
(5)
. (4/ 112)
15413 -
عن محمد بن قيس بن مخرمة -من طريق ابن جُرَيْج- قال: قالوا: يا رب، ألا رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنّا بما أعطيتَنا؟ فقال الله تعالى: أنا رسولكم. فأمر جبريلُ أن يأتي بهذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} الآيتين
(6)
. (4/ 113)
15414 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} يعني: قتلى
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 234 - 235، وابن المنذر 2/ 487 (1172).
وأصل الحديث بنحوه في صحيح البخاري 4/ 22 (2801)، 6/ 45 (5026)، ومسلم 3/ 1511 (677) من حديث أنس.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 5/ 321 - 322، والطبراني (2945).
(3)
أخرجه سعيد بن منصور (538 - تفسير)، وابن أبي حاتم 3/ 812. وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 260. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 6/ 235.
(5)
أخرجه ابن جرير 6/ 231.
(6)
أخرجه ابن جرير 6/ 232، وابن المنذر (1175).