الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَنأتينَّهم، ثم لَنقتلنَّهم؛ قد جرحوا مِنّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَهْلًا، فإنّما أصابكم الذي أصابكم مِن أجل أنكم عصيتموني» . فبينما هم كذلك إذ أتاهم القومُ وقد أيِسُوا، وقد اخترطوا سيوفهم
(1)
. (4/ 74)
15078 -
عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في قوله: {والرسول يدعوكم في أخراكم} ، قال: الرسول يدعوهم في أخراهم: «إلَيَّ عبادَ الله، إلَيَّ عباد الله» . ولا يَلْوِي عليه أحدٌ
(2)
. (4/ 74)
15079 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد-: رأوا نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم في أُخراهم: «إلَيَّ عبادَ الله، إلَيَّ عبادَ الله»
(3)
. (4/ 74)
15080 -
عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط-، مثله
(4)
. (ز)
15081 -
قال مقاتل بن سليمان: {والرسول يدعوكم في أخراكم} ، يعني: يناديكم مِن ورائكم: «يا معشرَ المؤمنين، أنا رسول الله»
(5)
. (ز)
15082 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن ثور- {والرسول يدعوكم في أُخراكم} : «أيْ عبادَ اللهِ، ارجِعوا، أيْ عبادَ الله، ارجعوا»
(6)
. (ز)
15083 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {والرسول يدعوكم في أخراكم} ، قال: هذا يومَ أحدٍ، حين انكشفَ الناسُ عنه
(7)
. (ز)
{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}
15084 -
عن عبد الرحمن بن عوف، {فأثابكم غما بغم} ، قال: الغمُّ الأولُ
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 157، وابن أبي حاتم 3/ 790 (4343)، 3/ 791 (4345).
إسناده ضعيف جِدًّا، تقدم أنه مسلسلٌ بالضعفاء إلى عطية العوفي الراوي عن ابن عباس.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 790، وفيه بلفظ:«أي: عباد الله» .
(3)
أخرجه ابن جرير 6/ 148 - 149، وابن المنذر 2/ 452 (1075).
(4)
أخرجه ابن جرير 6/ 149.
وفي إسناده أسباط بن نصر فيه مقال. تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال 2/ 357.
(5)
تفسير مقاتل 1/ 307.
(6)
أخرجه ابن المنذر 2/ 451.
(7)
أخرجه ابن جرير 6/ 149.
بسبب الهزيمة، والثاني حين قيل: قُتِل محمد. فكان ذلك عندهم أعظمَ مِن الهزيمة
(1)
. (4/ 74)
15085 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- {فأثابكم غما بغم} ، قال: فكان غمّ الهزيمة، وغمّهم حين أتوهم
(2)
. (4/ 74)
15086 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {فأثابكم غما بغم} ، قال: فَرَّة بعد الفَرَّة الأولى حين سمعوا الصوت أنّ محمدًا قد قُتِل، فرجع الكفارُ فضربوهم مُدْبِرِين، حتى قتلوا منهم سبعين رجلًا، ثم انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يصعدون في الجبل والرسولُ يدعوهم في أخراهم
(3)
. (4/ 76)
15087 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- قال: أصاب الناسَ حزنٌ وغمٌّ على ما أصابهم في أصحابهم الذين قُتِلوا، فلمّا تولَّجُوا في الشِّعْبِ -وهم فَلٌّ
(4)
مصابون- وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشِّعْبِ، فظن المؤمنون أنّهم سوف يميلون عليهم فيقتلونهم أيضًا، فأصابهم حزَنٌ من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم، فذلك قوله سبحانه:{فأثابكم غما بغم}
(5)
. (4/ 77)
15088 -
عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- قوله: {فأثابكم غما بغم} ، قال: غمًّا -واللهِ- شديدٌ على غمٍّ شديد، ما منهم إنسانٌ إلا وقد هَمَّته نفسُه
(6)
[1435]. (ز)
15089 -
عن الحسن البصري، قوله:{فأثابكم غما بغم} ، يعني: بغمِّ
[1435] ذكر ابنُ عطية (2/ 391) أنّ الباء على هذا القول هي باء الجرِّ المجرد.
_________
(1)
أخرجه ابن مردويه -كما عزاه إليه ابن كثير 2/ 123 - 124 - .
(2)
أخرجه ابن جرير 6/ 157، وابن أبي حاتم 3/ 790، 792.
(3)
أخرجه ابن جرير 6/ 151، وابن المنذر (1079)، وابن أبي حاتم 3/ 791. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
الفَلُّ -بفتح الفاء وتشديد اللام-: المنهزمون الراجعون من الجيش. النهاية (فلل).
(5)
أخرجه ابن جرير 6/ 156.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 791.
المشركين يوم بدر
(1)
[1436]. (ز)
15090 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- {فأثابكم غما بغم} ، قال: الغمُّ الأول الجراحُ والقتلُ، والغمُّ الآخَرُ حين سمعوا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتِل، فأنساهم الغمُّ الآخَرُ ما أصابهم من الجراح والقتل، وما كانوا يرجون من الغنيمة، وذلك قولُه:{لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم}
(2)
. (4/ 76)
15091 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله
(3)
. (4/ 76)
15092 -
عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- قال: انطلق النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ يدعو الناسَ حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة، فلما رأوه وضع رجلٌ سهمًا في قوسه، فأراد أن يرميه، فقال:«أنا رسول الله» . ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيًّا، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أنّ في أصحابه مَن يمتنع، فلمّا اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه، ويذكرون أصحابهم الذين قُتِلوا، فأقبل أبو سفيان حتى أشرف عليهم، فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذي كانوا عليه، وهمَّهم أبو سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليس لهم أن يعلونا. اللَّهُمَّ، إن تُقْتَل هذه العصابة لا تُعْبَد» . ثم ندب أصحابه، فرَمَوْهم بالحجارة حتى أنزلوهم. فذلك قوله:{فأثابكم غما بغم} الغمُّ الأول ما فاتهم من الغنيمة والفتح، والغمُّ الثاني إشرافُ العدوِّ عليهم
(4)
[1437]. (4/ 76)
[1436] ذكر ابنُ عطية (2/ 391) أنّ الباء على هذا القول باءُ المعادلة، كما قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال.
[1437]
رجَّح ابنُ جرير (6/ 158) هذا القول الذي قال به السدي، وابن إسحاق، ومجاهد، مستندًا إلى القرآن، فقال:«والذي يدلُّ على أنّ ذلك أولى بتأويل الآية مما خالفه من الأقوال قولُه: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم}، والفائت لا شكَّ أنه هو ما كانوا رجوا الوصول إليه من غيرهم، إمّا من ظهورٍ عليهم بغلبهم، وإمّا من غنيمة يحتازونها، وأنّ قوله: {ولا ما أصابكم} هو ما أصابهم إمّا في أبدانهم، وإمّا في إخوانهم. فإن كان ذلك كذلك فمعلومٌ أنّ الغم الثاني هو معنى غير هذين؛ لأنّ الله عز وجل أخبر عباده المؤمنين به مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أثابهم غمًّا بغمٍّ لِئَلّا يُحزِنهم ما نالهم من الغمِّ الناشئ عما فاتهم مِن غيرهم، ولا ما أصابهم قبل ذلك في أنفسهم، وهو الغمُّ الأول على ما قد بيناه قبلُ» .ورَجَّحه ابنُ القيم (1/ 246) -مستندًا إلى دلالة العقل، وظاهر الآية- بما يأتي:
1 -
أن قوله: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم} تنبيهٌ على حكمة هذا الغمِّ بعد الغمِّ، وهو أن ينسيهم الحزن على ما فاتهم مِن الظفر وعلى ما أصابهم من الهزيمة والجراح، فنسوا بذلك السبب، وهذا إنما يحصل بالغمِّ الذي يعقبه غَمٌّ آخر.
2 -
مطابقته للواقع، فإنّه حصل لهم غمُّ فوات الغنيمة، ثم أعقبه غمُّ الهزيمة، ثم غمُّ الجراح التي أصابتهم، ثم غمُّ القتل، ثم غمُّ سماعهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتِل، ثم غمُّ ظهور أعدائهم على الجبل فوقهم، وليس المراد غمَّيْن اثنين خاصَّةً، بل غمًّا متتابعًا لتمام الابتلاء والامتحان.
3 -
أنّ قوله: {بغم} من تمام الثواب، لا أنّه سبب جزاء الثواب، والمعنى: أثابكم غمًّا مُتَّصِلًا بغمٍّ جزاء على ما وقع منهم من الهروب، وإسلامِهم نبيَّهم صلى الله عليه وسلم وأصحابَه، وتركِ استجابتهم له وهو يدعوهم، ومخالفتِهم له في لزوم مركزهم، وتنازعِهم في الأمر وفشلهم، وكلُّ واحد من هذه الأمور يُوجِب غمًّا يخصه، فترادفت عليهم الغموم، كما ترادفت منهم أسبابُها وموجباتُها، ولولا أن تداركهم بعفوه لكان أمرًا آخر.
_________
(1)
تفسير الثعلبي 3/ 186.
(2)
أخرجه ابن جرير 6/ 151، وابن المنذر (1077)، وابن أبي حاتم 3/ 791.
(3)
أخرجه ابن جرير 6/ 152.
(4)
أخرجه ابن جرير 6/ 152 - 153، وابن أبي حاتم 3/ 791 (4349) مرسلًا.
15093 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم} ، أي: كربًا بعد كرب، قَتْل مَن قُتِل من إخوانكم، وعُلُوّ عدوِّكم عليكم، وما وقع في أنفسكم مِن قول مَن قال: قُتِل نبيُّكم. فكان ذلك مما تتابع عليكم غمًّا بغمٍّ
(1)
. (ز)
15094 -
قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال: {فأثابكم غما بغم} ، وذلك أنّهم كانوا يذكرون فيما بينهم بعد الهزيمة ما فاتهم من الفتح والغنيمة، وما أصابهم بعد ذلك من المشركين، وقتل إخوانهم، فهذا الغمُّ الأوَّلُ، والغمُّ الآخَرُ إشرافُ خالد بن الوليد عليهم من الشِّعب في الخيل، فلمّا أن عاينوه ذَعَرَهُم ذلك، وأنساهم ما كانوا فيه مِن الغمِّ الأول والحزن
(2)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 155، وابن المنذر 2/ 455 بنحوه، وابن أبي حاتم 3/ 791 - 792.
(2)
تفسير مقاتل 1/ 307.