الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى إنّ جِلْدَه من كَرْب ذلك لَيَتَفَصَّدُ دَمًا، فدخل المدخل الذي أجمعوا ليدخلوا عليه فيه، فيقتلوه هو وأصحابه، وهم ثلاثة عشر رجلًا بعيسى، فلما أيقن أنهم داخلون عليه، وأتاه من الله عز وجل أنّه متوفيه ورافعه إليه، فقال: يا معشر الحواريين، أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة على أن يشتبه للقوم، فيقتلوه مكاني؟ فقال جرجس: أنا. قال: فاجلس. فدخلوا وقد رُفِعَ عيسى، وكان عِدَّتُهم حين دخلوا مع عيسى معلومة قد رأوهم، وأَحْصَوْا عِدَّتَهم، فلما دخلوا عليهم ليأخذوا عيسى -فيما يرون- وأصحابه فقدوا مِن العِدَّة رجلًا، فهو الذي اختلفوا فيه، وكانوا لا يعرفون عيسى حتى جعلوا للفرطوس ثلاثين درهمًا على أن يُعَرِّفُهُمُوه، فقال لهم: نعم، إذا دخلتم عليه فإني سَأُقَبِّلُه، فهو الذي أُقَبِّل. فلما دخل دخلوا معه وقد رُفِع عيسى، رأى جِرْجِس في صورة عيسى، فلم يَشُكَّ أنه هو، فأكب عليه فقَبَّله، وأخذوه وصلبوه، ثم إن بُطْرُس ندم على ما صنع، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه، فهو ملعون في النصارى، وكان أحد المعدودين مِن أصحابه
(1)
. (ز)
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
13093 -
عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- قال: ثم أخبرهم -يعني: الوفد من نجران-، ورَدَّ عليهم فيما أخبروا هم واليهود بصَلْبه، كيف رفعه وطهَّره منهم، فقال:{إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي}
(2)
. (ز)
13094 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد- قال: ثُمَّ ذكر عيسى إليهم حين أجمعوا لقتله، ثُمَّ أخبرهم ورَدَّ عليهم فيما افْتَرَتِ اليهود بصَلبه، ثم كيف رفعه وطَهَّره منهم، فقال عز وجل:{إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} إذ هَمُّوا منك بما هَمُّوا
(3)
. (ز)
{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
13095 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {إني
(1)
أخرجه ابن المنذر 1/ 219 - 220.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 453.
(3)
أخرجه ابن المنذر 1/ 222.
متوفيك}، يقول: إنِّي مُمِيتُك
(1)
[1216]. (3/ 595)
13096 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: {إني متوفيك ورافعك} ، يعني: رافعُك ثُمَّ مُتَوَفِّيك في آخر الزمان
(2)
. (3/ 598)
13097 -
قال عبد الله بن عباس: إنّ مَلِك بني إسرائيل أراد قتل عيسى، وقَصَده أعوانُه، فدخل خَوْخَة
(3)
فيها كُوَّة
(4)
، فرفعه جبرائيل مِن الكُوَّة إلى السماء. فقال الملِك لِرجل منهم خبيث: ادخل عليه، فاقتله. فدخل الخَوْخَة، فألقى اللهُ عليه شَبَه عيسى، فخرج إلى النّاس فخبَّرهم أنّه ليس في البيت، فقتلوه وصلبوه، وظنّوا أنّه عيسى
(5)
. (ز)
13098 -
عن كعب الأحبار -من طريق معاوية بن صالح- قال: لَمّا رأى عيسى قِلَّة مَن اتَّبَعَه، وكثرة مَن كَذَّبَه، شكا ذلك إلى الله، فأوحى الله إليه:{إني متوفيك ورافعك إلي} ، وليس مَن رفعته عندي ميتًا، وإنِّي سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله، ثم تعيش بعد ذلك أربعًا وعشرين سنة، ثم أميتك ميتة الحي. قال كعب: وذلك تصديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «كيف تهلك أمة أنا في أولها، وعيسى في آخرها؟!»
(6)
. (3/ 596)
13099 -
قال كعب الأحبار: معناه: إنّي قابضك
(7)
. (ز)
13100 -
عن مجاهد بن جبر، قال: هو فاعل على ذلك به
(8)
. (ز)
[1216] علّق ابنُ عطية (2/ 238) على قول ابن عباس فقال: «قول ابن عباس?: هي وفاة موت لا بد أن يتم، أمّا على قول وهب بن منبه: إنّ الله توفاه ثلاث ساعات ثم أحياه. وأما على قول الفراء: إنه متوفيه في آخر أمره بعد نزوله الأرض، وقتله الدجال. ويكون في الكلام تقديم وتأخير» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 450، وابن المنذر (527)، وابن أبي حاتم 2/ 661.
(2)
أخرجه ابن عساكر 47/ 470.
(3)
الخَوْخَة: مُخترق ما بين كل دارين لم يُنصب عليها باب. لسان العرب (خوخ).
(4)
الكُوَّة: الخَرْق في الحائط، والثقب في البيت. لسان العرب (كوى).
(5)
تفسير الثعلبي 3/ 79.
(6)
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن 2/ 578 (1614)، وابن عساكر في معجم الشيوخ 1/ 452، وابن جرير 5/ 449.
قال ابن عساكر: «هذا حديث غريب جدًّا» . وقال السيوطي: «أخرجه ابن جرير بسند صحيح» .
(7)
تفسير الثعلبي 3/ 81.
(8)
علَّقه ابن أبي حاتم 2/ 661.
13101 -
عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- قال: {متوفيك} من الأرض
(1)
. (3/ 596)
13102 -
قال الحسن البصري: معناه: إنّي قابضك
(2)
. (ز)
13103 -
عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في الآية، قال: رفعه الله إليه، فهو عنده في السماء
(3)
. (3/ 597)
13104 -
عن الحسن البصري، في قوله {إني متوفيك}: يعني: وفاة المنام، رفعه الله في منامه. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: «إنّ عيسى لم يمت، وإنّه راجِع إليكم قبل يوم القيامة»
(4)
. (3/ 596)
13105 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: لم يكن نبيٌّ كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى، إلى أن رفعه الله، وكان مِن سبب رفعه أنّ مَلِكًا جبّارًا يُقال له: داود بن نوذا، وكان ملِك بني إسرائيل، هو الذي بعث في طلبه ليقتله، وكان الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ورُفِع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده، فأوحى الله إليه:{إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} ، يعني: ومُخَلِّصك من اليهود؛ فلا يَصِلُون إلى قتلك
(5)
. (3/ 597)
13106 -
عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق ابن إسحاق، عمَّن لا يُتَّهَم- قال: تَوَفّى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار، حتى رفعه إليه
(6)
. (3/ 597)
13107 -
عن وهب بن مُنَبِّه، قال: أماته الله ثلاثة أيام، ثم بعثه ورفعه
(7)
. (3/ 597)
13108 -
عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه-: أنّ الله
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 122، وابن جرير 5/ 449، وابن أبي حاتم 2/ 661.
(2)
تفسير الثعلبي 3/ 81.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 450، وابن أبي حاتم 2/ 661.
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 448، وابن أبي حاتم 4/ 1110 (6232)، من طريق عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن الحسن به.
إسناده ضعيف؛ في عبد الله بن أبي جعفر الرازي وأبيه مقالٌ وضعفٌ. وقد تقدّم ما في جامع التحصيل ص 90: أن مراسيل الحسن من أضعف المراسيل عند أكثر أهل الحديث؛ لأنه كان يأخذ عن كل أحدٍ.
ولفظ التفسير عند ابن جرير من قول الربيع -كما سيأتي-، وعند ابن أبي حاتم (تحقيق حكمت بشير ياسين) 2/ 296 من قول الحسن، وقد سقط من المطبوعة بتحقيق أسعد محمد الطيب.
(5)
أخرجه ابن عساكر 47/ 470.
(6)
أخرجه ابن جرير 5/ 450، وابن أبي حاتم 2/ 661.
(7)
أخرجه ابن عساكر 47/ 470.
تَوَفّى عيسى سبع ساعات، ثم أحياه، وأنّ مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة، وأنّه رُفع ابن ثلاث وثلاثين، وأنّ أُمَّه بقيت بعد رفعه ست سنين
(1)
. (3/ 598)
13109 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- {إني متوفيك ورافعك إلي} ، قال: هذا مِن المقدم والمُؤَخَّر، أي: رافعك إلَيَّ ومتوفيك
(2)
. (3/ 596)
13110 -
قال مَطَر الوَرّاق: معناه: إنِّي قابِضك
(3)
. (ز)
13111 -
عن مطر الوَرّاق -من طريق ابن شَوْذَبٍ- في الآية، قال: مُتَوَفِّيك مِن الدنيا، وليس بوفاة موت
(4)
. (3/ 596)
13112 -
قال إسماعيل السدي: معنى {متوفيك} : قابضك مِن بين بني إسرائيل، {ورافعك إلي} في السماء
(5)
. (ز)
13113 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {إني متوفيك} ، قال: يعني: وفاة المنام، رفعه الله في منامه
(6)
. (ز)
13114 -
عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- في قوله: {يا عيسى إني متوفيك} : أي: قابِضك
(7)
[1217]. (ز)
[1217] رجّح ابنُ جرير (5/ 451) قول محمد بن جعفر مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية، فقال:«وأَوْلى هذه الأقوال بالصِّحَّة عندنا: قولُ مَن قال: معنى ذلك: إنِّي قابضك من الأرض ورافعك إلَيَّ؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال» ، ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها، اختلف الرواة في مبلغها، ثم يموت، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه». وساق ابنُ جرير بعض الأخبار النبوية الدالة على ذلك، ثم قال (5/ 452) مُدَلِّلًا أيضًا على صِحَّة ما ذهب إليه:«ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عز وجل لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى، فيجمع عليه ميتتين؛ لأن الله عز وجل إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يميتهم، ثم يحييهم، كما قال -جل ثناؤه-: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} [الروم: 40]» .
وذهبَ ابنُ عطية (2/ 237 - 238) إلى مثل ذلك، وأضافَ مستند الإجماعِ، وقال:«وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أنّ عيسى عليه السلام في السماء حيٌّ، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، ويظهر هذه الملة ملة محمد، ويحج البيت، ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعًا وعشرين سنة، وقيل: أربعين سنة، ثم يميته الله تعالى» .
وزاد ابنُ عطية إضافة إلى ما ورد في أقوال السلف في معنى {إني متوفيك} قولًا آخر: أنّ ذلك معناه: متقبل عملك. وانتقده مستندًا إلى اللفظ بقوله: «وهذا ضعيف مِن جهة اللفظ» .
_________
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 596 مُطَوَّلًا.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 661.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 81.
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 448، وابن أبي حاتم 2/ 296. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 130 من طريق ابن شَوْذَب عن مطرِّف، ولعله تصحيف، فابن شَوْذَب لم يدرك مُطَرِّفا، ينظر: تهذيب الكمال 15/ 94، 95.
(5)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 291 - .
(6)
أخرجه ابن جرير 5/ 448.
(7)
أخرجه ابن جرير 5/ 449.
13115 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد-، مثله
(1)
. (ز)
13116 -
قال محمد بن السائب الكلبي: معناه: إنّي قابضك
(2)
. (ز)
13117 -
قال عبد الملك ابن جُرَيج: معناه: إنّي قابضك
(3)
. (ز)
13118 -
قال مقاتل بن سليمان: {إذْ قالَ الله ياعيسى إنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافِعُكَ إلَيَّ} ، فيها تقديم، يقول: رافعك إلَيَّ من الدنيا، ومتوفيك حين تنزل من السماء على عهد الدجال، يقول: إني رافعك إلَيَّ الآن، ومُتَوَفِّيك بعد قتل الدجال، يقول: رافعك إلَيَّ في السماء
(4)
. (ز)
13119 -
عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في الآية، قال: فرَفْعُه إيّاه إليه تَوَفِّيه إيّاه، وتطهيره مِن الذين كفروا
(5)
. (3/ 598)
13120 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة بن الفضل- قال: والنصارى يزعمون أنّه تَوَفّاه سبع ساعات من النهار، ثم أحياه الله
(6)
. (ز)
13121 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إني متوفيك ورافعك إلي} ، قال:{متوفيك} قابضك. قال: و {متوفيك} و {رافعك} واحد. قال: ولم يمت بعد حتى يقتل الدجال، وسيموت. وقرأ قول الله عز وجل:{ويكلم الناس في المهد وكهلا} . قال: رفعه الله إليه قبل أن يكون
(1)
أخرجه ابن المنذر 1/ 222.
(2)
تفسير الثعلبي 3/ 81.
(3)
تفسير الثعلبي 3/ 81.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 279.
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 449، وابن أبي حاتم 2/ 662 أوله من طريق ابن ثور.
(6)
أخرجه ابن جرير 5/ 450.