الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
12640 -
عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -من طريق السدي، عن مرة الهمداني- =
12641 -
وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح-: أنّ الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاؤوا إليهم بإنسان يُحرّرونه اقْتَرَعوا عليه أيُّهم يأخذه فيُعَلِّمه، وكان زكريا أفضلهم يومئذ، وكان بينهم، وكانت أخت مريم تحته، فلما أتوا بها قال لهم زكريا: أنّا أحَقُّكم بها؛ تحتي أختُها. فأبَوْا، فخرجوا إلى نهر الأردن، فأَلْقَوْا أقلامهم التي يكتبون بها أيُّهم يقوم قلمه فيكفلها، فجرَتِ الأقلام، وقام قلمُ زكريا على قَرْنَيْهِ كأنه في طِينٍ؛ فأخذ الجارية
(1)
. (3/ 522)
12642 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قوله: {وكفلها زكريا} ، قال: جعلها معه في مِحرابه
(2)
.
(3/ 523)
12643 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر ومقاتل، عن الضَّحّاك- قال: لَمّا وضعتْها خشِيَتْ حَنَّةُ أمُّ مريم أن لا تُقْبَل الأنثى مُحَرَّرة، فلَفَّتْها في الخرقة، ووضعتها في بيت المقدس عند القُرّاء، فتساهم القُرّاء عليها -لأنها كانت بنت إمامهم، وكان إمام القرّاء من ولد هارون- أيّهم يأخذها، فقال زكريّا وهو رأس الأحبار: أنا آخذها، وأنا أحقّهم بها؛ لأنّ خالتها عندي. يعني: أم يحيى، فقال القُرّاء: وإن كان في القوم مَن هو أفقر إليها منك، ولو تُرِكَتْ لأحقّ النّاس بها تُرِكَتْ لأبيها، ولكنَّها محرّرة، غير أن نتساهم عليها، فمن خرج سهمُه فهو أحقُّ بها. فقرعوا ثلاث مرّات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي {أيّهم يكفل مريم} ، يعني: أيّهم يقبضها، فقَرَعَهم زكريا، وكانت قُرْعَة أقلامهم أنّهم جمعوها في موضعٍ، ثُمَّ غطَّوْها، فقالوا لبعض خَدَمِ بيت المقدس مِن الغلمان الذين لم يبلغوا الحُلُم: أدخل
(1)
أخرجه البيهقي في سُنَنِه 10/ 286 - 287.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 351.
يَدَك، فأخرِج قلمًا منها. فأدخل يده، فأخرج قلم زكريا، فقالوا: لا نرضى، ولكن نُلْقِي الأقلامَ في الماء، فمن خرج قلمُه في جِرْيَةالماء ثُمَّ ارتفع فهو يكفلها. فألقوا أقلامهم في نهر الأردن، فارتفع قلم زكريّا في جِرْيَة الماء، فقالوا: نقترع الثالثة، فمن جرى قلمه مع الماء فهو يكفلها. فألقوا أقلامهم، فجرى قلم زكريّا مع الماء، وارتفعت أقلامهم في جِرْيَة الماء، وقبضها عند ذلك زكريا، فذلك قوله:{وكفلها زكريا} ، يعني: قبضها
(1)
. (3/ 514)
12644 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء- قوله: {وكفلها زكريا} ، قال: كانت عنده
(2)
. (ز)
12645 -
عن سعيد بن جبير -من طريق يعلى بن مسلم- قوله: {وكفلها زكريا} ، قال: جعلها زكريّا معه في مِحرابه
(3)
. (ز)
12646 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {وكفلها زكريا} ، قال: سَهَمَهُم بقلمِه
(4)
. (3/ 522)
12647 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج عن القاسم بن أبي بزّة وأبي بكر- قال:
…
خرجت أم مريم تحملُها في خرقتها إلى بني الكاهن بن هارون، أخي موسى، قال: وهم يومئذ يلُون من بيت المقدس ما يلي الحَجَبَةُ من الكعبة، فقالت لهم: دونكم هذه النذيرة فإني حرّرتها، وهي ابنتي، ولا يدخُل الكنيسة حائض، وأنا لا أردُّها إلى بيتي. فقالوا: هذه ابنة إمامنا. وكان عمران يؤمّهم في الصلاة، فقال زكريّا: ادفعوها إليَّ، فإن خالتها تحتي. فقالوا: لا تَطيبُ أنفسُنا بذلك. فذلك حين اقترعوا عليها بالأقلام التي يكتبون بها التوراة، فقرَعَهم زكريّا، فكفَلها
(5)
. (3/ 517)
12648 -
عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في قوله: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} ، قال: وتَقارَعَها القومُ، فقَرَع زكريا، فكفلها زكريا
(6)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن عساكر 70/ 77 - 79 من طريق إسحاق بن بشر. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 351.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 351.
(4)
تفسير مجاهد ص 25، وأخرجه ابن جرير 5/ 350، وابن المنذر 1/ 180 من طريق ابن جريج، وابن أبي حاتم 2/ 639، والبيهقي في سُنَنِه 10/ 287. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 350 - 351.
(6)
أخرجه ابن جرير 5/ 352، وابن أبي حاتم 2/ 638.
12649 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي جعفر- قال: كانت مريمُ ابنةَ سيِّدهم وإمامهم، فتشاحَّ عليها أحبارُهم، فاقترعوا فيها بسهامهم أيُّهم يكفلها، وكان زكريا زوجَ أختها، فكفلها، وكانت عنده، وحضنها
(1)
[1168]. (3/ 517)
12650 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {وكفلها زكريا} ، يقول: ضَمَّها إليه
(2)
. (ز)
12651 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال الله عز وجل: {فتقبّلها ربّها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} ، قال: فانطلقت بها أمّها في خِرَقها -يعني: أم مريم بمريم- حين ولدتها إلى المحراب -وقال بعضهم: انطلقت حين بلغت إلى المحراب-، وكان الذين يكتبون التوراة إذا جاءوا إليهم بإنسان يُحَرِّرونه اقْتَرَعوا عليه أيُّهم يأخذه فيُعَلِّمه، وكان زكريا أفضلَهم يومئذ، وكان نبيَّهم، وكانت خالة مريم تحته، فلما أتوا بها اقْتَرَعوا عليها، وقال لهم زكريا: أنا أحقُّكم بها؛ تحتي خالتها. فأبَوْا، فخرجوا إلى نهر الأُرْدُنِّ، فأَلْقَوا أقلامهم التي يكتبون بها أيُّهم يقوم قلمه فيكفلها، فجرت الأقلام، وقام قلم زكريّا على قُرْنَتِهِ
(3)
كأنّه في طين، فأخذ الجارية. وذلك قول الله عز وجل:{وكفلها زكريا} ، فجعلها زكريا معه في بيته، وهو المحراب
(4)
. (3/ 521)
12652 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {وكفلها زكريا} ، قال: ضمَّها إليه
(5)
. (ز)
12653 -
عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- {وكفلها زكريا} ، قال: بعد أبيها وأمّها، يذكرها باليُتْم، ثم قصَّ خبرها وخبر زكريا
(6)
. (ز)
12654 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {فلما وضعتها} : لفَّتها في خِرَقِها، ثُمَّ
[1168] ذكر ابن عطية (2/ 203) ما روي في الأقلام التي ألقوها، فقال:«رُوِي: أنّهم ألْقَوا أقلامَهم التي كانوا يكتبون بها التوراة في النهر. وقيل: أقلامًا بَرَوْها مِن عودٍ؛ كالسِّهام، والقِداح. وقيل: عِصِيًّا لهم» . ثم عَلَّق بقوله: «وهذه كلها تُقْلَم» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 350. وعلّقه ابن أبي حاتم 2/ 639 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 349.
(3)
القُرْنَة: الحدّ. اللسان (قرن).
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 349، وابن أبي حاتم 2/ 639.
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 348، وابن أبي حاتم 2/ 639.
(6)
أخرجه ابن جرير 5/ 351.
أرسلت بها إلى مسجد بيت المقدس، فوضعتها فيه، فتنافسها الأحبارُ بنو هارون، فقال لهم زكريا: أنا أحَقُّكم بها؛ عندي أختها، فذَروها لي. فقالت الأحبار: لو تُرِكَتْ لأقرب الناس إليها لتُرِكَت لأُمِّها، ولكنّا نَقْتَرع عليها، فهي لمن خرج سهمُه. فاقترعوا عليها بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي، فقرعهم زكريا، فضمَّها إليه، واسترضع لها، حتى إذا شبَّت بنى لها محرابًا في المسجد، وجعل بابه في وسطه، لا يُرْتَقى إليها إلا بسُلَّم، ولا يَأْمَن عليها غيرَه
(1)
. (ز)
12655 -
قال مقاتل بن سليمان:
…
وخشِيَتْ حنَّةُ ألّا تُقْبَل الأنثى مُحَرَّرَةً، فلَفَّتها في خِرَقٍ، ووضعتها في بيت المقدس عند المحراب، حيث يدرس القُرّاء، فتساهم القومُ عليها -لأنها بنت إمامهم وسيِّدهم، وهم الأحبار من ولد هارون- أيُّهم يأخذها. قال زكريا -وهو رئيس الأحبار-: أنا آخذها، أنا أحقّكم بها؛ لأنّ أختها أم يحيى عندي. فقال القُرّاء: وإن كان في القوم مَن هو أقرب إليها منك؟ فلو تُرِكَت لأحقِّ الناس بها لَتُرِكَت لأمها، ولكنَّها محرَّرة، ولكن هَلُمَّ نَتَساهَم عليها، مَن خرج سهمُه فهو أحقُّ بها. فاقْتَرَعوا، فقال الله عز وجل لمحمّد صلى الله عليه وسلم:{وما كُنتَ لَدَيْهِمْ} يعني: عندهم فتشهدهم، {إذْ يُلْقُون أقْلامَهُمْ} حين اقترعوا ثلاث مرّات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي أيُّهم يكفلها؟ أيُّهم يضمُّها؟ فقرعهم زكريا، فقبضها. ثُمَّ قال الله عز وجل لمحمّد صلى الله عليه وسلم:{وما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44] في مريم، فذلك قوله:{وكَفَّلَها زَكَرِيّا}
(2)
. (ز)
12656 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كفلها بعد هلاك أُمِّها، فضمَّها إلى خالتها أم يحيى [1169]، حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لِنَذْر أُمِّها الذي نَذَرَتْ فيها
(3)
. (ز)
[1169] علّق ابن كثير (3/ 52 بتصرف) على قول ابن إسحاق بأنّ زكريّا كانت تحته خالة مريم، فقال:«وإنّما قدَّر الله كون زكريا كافلها لسعادتها، ولأنّه كان زوج خالتها، على ما ذكره ابن إسحاق. وقيل: زوج أختها، كما ورد في الصحيح: «فإذا بيحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة» . وقد يُطلق على ما ذكره ابن إسحاق ذلك أيضًا توسُّعًا، فعلى هذا كانت في حضانة خالتها».
_________
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 286 - .
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 272.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 357، وابن المنذر 1/ 180 من طريق صدقة بن سابق.