الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأسلمتْ أمُّ الفضل، وأسلمتُ، وكان العباس يهاب قومَه، ويكره أن يخالفهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير مُتَفَرِّق في قومه. وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر، وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة، وكذلك صنعوا، لم يتخلَّف رجل إلا بعث مكانه رجلًا، فلما جاء الخبرُ عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قُوَّةً وعِزًّا، قال: وكنت رجلًا ضعيفًا، وكنت أعمل القِداح
(1)
، أنحتها في حُجْرَة زمزم، فواللهِ، إنِّي لجالس فيها أنحت القداح، وعندي أمُّ الفضل جالسةً، وقد سَرَّنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبل الفاسق أبو لهب يَجُرُّ رجليه بِشَرٍّ، حتى جلس على طُنُبِ الحجرة
(2)
، فكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدِم. قال: قال أبو لهب: هلُمَّ إلَيَّ، يا ابن أخي، فعندك الخبرُ. قال: فجلس إليه، والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخي، أخبِرْني كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء، واللهِ، إن كان إلا أن لقيناهم، فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاءوا، وايمُ اللهِ، مع ذلك ما لُمْتُ الناس، لقينا رجالًا بيضًا على خَيْل بُلْقٍ
(3)
ما بين السماء والأرض، ما يليق لها شيء، ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع: فرفعتُ طُنُب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك الملائكة
(4)
. (ز)
{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا}
14460 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية، قال: كان هذا موعِدًا مِن الله يوم أحد، عرضه على نبيه صلى الله عليه وسلم:
(1)
القِداح: خشب السِهام. (قدح)
(2)
طنب الحجرة: الطنب أحد أطناب الخيمة، واستعير هنا لناحية الغرفة وطرفها. النهاية (طنب).
(3)
بُلْق: فيها بياض وسواد. القاموس (بلق).
(4)
أخرجه أحمد 39/ 290 (23864) باختصار، والحاكم 3/ 365 (5406)، 3/ 366 (5407)، وابن جرير 6/ 23 - 24 من طريق محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة به.
قال الحاكم: «لم يزد أبو أحمد في هذا الإسناد على هذا المتن، وأتى به مرسلًا» . وقال الذهبي: «حسين بن عبد الله بن عبيد الله واه» . وقال الهيثمي في المجمع 6/ 87 - 88 (10013): «بعضه مرسل، ورجال غير المرسل ثقات» . وقال أيضًا 6/ 88 - 89 (10014): «في إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات» .
أنّ المؤمنين إن اتقوا وصبروا أمَدَّهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، ففرَّ المسلمون يوم أحد، ووَلَّوْا مُدبرين؛ فلم يُمِدَّهم الله
(1)
. (3/ 753)
14461 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- في قوله: {بلى إن تصبروا وتتقوا} الآية، قال: هذا يوم أحد، فلم يصبروا ولم يتقوا؛ فلم يُمَدُّوا يوم أحد، ولو مُدُّوا لم يُهزَموا يومئذ
(2)
. (3/ 753)
14462 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: لم يُمَدَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ولا بمَلَك واحد؛ لقول الله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية
(3)
. (3/ 753)
14463 -
عن عامر الشعبي، قال: لَمّا كان يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
ثُمَّ ذكر نحوه، إلا أنه قال:{ويأتوكم من فورهم هذا} يعني: كُرْزًا وأصحابه، {يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} فبلغ كُرْزًا وأصحابه الهزيمة، فلم يُمِدّهم، ولم ينزل الخمسة، وأُمِدُّوا بعد ذلك بألف، فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين
(4)
. (3/ 752)
14464 -
عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في قوله: {يمددكم ربكم} ، قال: يوم بدر
(5)
. (ز)
14465 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: أُمِدُّوا بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف، وذلك يوم بدر
(6)
. (3/ 753)
14466 -
قال مقاتل بن سليمان: فقال سبحانه: {بلى} يمددكم ربكم بالملائكة؛ {إن تصبروا} لعدوِّكم، {وتتقوا} معاصيَه
(7)
. (ز)
14467 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {بلى إن تصبروا وتتقوا} ، قال: أي: تصبروا لِعَدُوِّي، وتطيعوا أمري
(8)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 6/ 27، وابن المنذر (883)، وابن أبي حاتم 3/ 752 - 753.
(2)
أخرجه ابن جرير 6/ 27.
(3)
أخرجه ابن جرير 6/ 27، وابن المنذر (885)، وابن أبي حاتم 3/ 752. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 6/ 21.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 754.
(6)
أخرجه ابن جرير 6/ 25، وابن المنذر (882)، وابن أبي حاتم 3/ 754 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(7)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 299.
(8)
أخرجه ابن المنذر 1/ 367 من طريق إبراهيم بن سعد، وابن أبي حاتم 3/ 753.