الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَوّات، فجعلهم بإزاء خالد بن الوليد على خيل المشركين، فلمّا هزم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ قال نصفُ أولئك: نذهب حتى نلحق بالناس، ولا تفوتنا الغنائم. وقال بعضُهم: قد عهِد إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن لا نَرِيمَ
(1)
حتى يُحْدِث إلينا، فلما رأى خالدُ بن الوليد رِقَّتَهم حمل عليهم، فقاتلوا خالدًا حتى ماتوا رِبْضَةً
(2)
؛ فأنزل الله فيهم:
إلى قوله: {وعصيتم} . فجعل أولئك الذين انصرفوا عصاةً
(3)
. (4/ 68)
14988 -
عن الحسن البصري -من طريق مبارك- في قوله: {ثم صرفكم عنهم} ، قال: صرف القوم عنهم، فقُتِل من المسلمين بعِدَّةِ مَن أُسِرُوا يوم بدر، وقُتِل عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكُسِرَتْ رَباعِيَته، وشُجَّ في وجهه، فقالوا: أليس كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر. فأنزل الله: {ولقد صدقكم الله وعده} إلى قوله: {ولقد عفا عنكم}
(4)
. (4/ 70)
14989 -
قال محمد بن كعب القُرَظِيِّ: لَمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد أُصِيبُوا بما أُصِيبُوا يوم أحد؛ قال ناسٌ من أصحابه: مِن أين أصابنا هذا، وقد وعدنا الله النصر؟ فأنزل الله تعالى:{ولَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وعدَهُ} الآية إلى قوله: {مِنكُم مَّن يُريدُ الدُنيا} . يعني: الرُّماةَ الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد
(5)
. (ز)
تفسير الآية:
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}
14990 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: {ولقد صدقكم الله وعده} ، قال: وذلك يوم أحد، قال لهم:«إنّكم ستظهرون، فلا أعرِفَنَّ ما أصبتم مِن غنائمهم شيئًا حتى تفرغوا» . فتركوا أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم، وعصوا، ووقعوا في الغنائم، ونسوا عهدَه الذي عهِدَه إليهم، وخالفوا إلى غير ما أمرهم به
(6)
. (ز)
(1)
لا نَرِيمَ: لا نبرح. النهاية (ريم).
(2)
رِبْضَةً: جماعة قتلوا في بقعة واحدة. النهاية (ربض).
(3)
أخرجه ابن المنذر (1056). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 6/ 143.
(5)
علَّقه الواحديُّ في أسباب النزول (ت: الفحل) ص 255.
(6)
أخرجه ابن جرير 6/ 133.