الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
13710 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق شَهْر بن حَوْشَب-: أنّ عصابة من اليهود حضرت رسول الله، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبِرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أنشُدُكُم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا: لئن عافاه الله من سقمه لَيُحَرِّمَنَّ أحبَّ الطعام والشراب إليه، وكان أحبُّ الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها؟» . فقالوا: اللهم نعم
(1)
. (ز)
13711 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: جاء اليهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عمّا حرم إسرائيل على نفسه؟ قال:«كان يسكن البدو، فاشتكى عِرْق النَّسا، فلم يجد شيئًا يُلاومني إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها» . قالوا: صدقت
(2)
. (3/ 667)
13712 -
عن عبد الله بن عمر، قال: جاء اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهوديين، فقالوا: إنهما زَنَيا. فقال: «ما تجدون في كتابكم؟» . قالوا: نفضحهما. قال: {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} . فجاءوا بالتوراة
(3)
. (ز)
13713 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق عامر- أنّه قال في رجل جعل امرأته عليه حرامًا: حَرُمَت عليه كما حَرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الجمل؛ فحرُم عليه. =
13714 -
قال مسروق: إن إسرائيل كان حَرَّم على نفسه شيئًا كان في علم الله أن سيحرمه إذا نزل الكتاب، فوافق تحريم إسرائيل ما قد علم الله أنه سيحرمه إذا نزل الكتاب، وأنتم تعمدون إلى الشيء قد أحله الله لكم فتحرمونه على أنفسكم، ما أبالي
(1)
أخرجه أحمد 4/ 277 (2471)، 4/ 310 - 311 (2514)، وابن جرير 5/ 584.
قال الهيثمي في المجمع 6/ 314 - 315 (10837): «رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة بعد عزوه للطيالسي 7/ 34 (6340): «هذا إسناد حسن» .
(2)
أخرجه أحمد 4/ 284 - 285 (2483)، والترمذي 5/ 348 (3380)، والبخاري في التاريخ 2/ 114 (1878) واللفظ له، وابن المنذر 1/ 292 (705)، وابن أبي حاتم 3/ 705 (3817).
قال الترمذي: «حديث حسن غريب» .
(3)
أخرجه البخاري 4/ 206 (3635)، 8/ 172 (6841)، ومسلم 3/ 1326 (1699)، وابن أبي حاتم 3/ 706 (3824) واللفظ له.
إياها حرمت أو قَصْعَة من ثريد
(1)
. (3/ 669)
13715 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن ماهك- قال: هل تدري ما حرم إسرائيل على نفسه؟ إن إسرائيل أخذته الأَنساء
(2)
، فأَضْنَتْه، فجعل لله عليه إن الله عافاه ألا يأكل عِرْقًا أبدًا، فلذلك تسُلُّ
(3)
اليهودُ العُرُوقَ فلا يأكلونها
(4)
. (3/ 667)
13716 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: العِرق، أخذه عِرْق النَّسا؛ فكان يبيت له زُقاء -يعني: صياح-، فجعل لله عليه إن شفاه أن لا يأكل لحمًا فيه عروق؛ فحَرَّمَتْه اليهود
(5)
. (3/ 667)
13717 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه كان يقول: الذي حَرَّم إسرائيل على نفسه زائِدَتا الكَبِد والكُلْيَتَيْن، والشحمُ إلا ما كان على الظهر، فإن ذلك كان يُقَرَّبُ للقُرْبان فتأكله النار
(6)
. (3/ 668)
13718 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: حَرَّم العُرُوق ولحوم الإبل، كان به عِرْقُ النِّسا، فأكل من لحومها، فبات بليلة يَزْقُو
(7)
، فحلف أن لا يأكله أبدًا
(8)
. [1294](3/ 668)
[1294] رجَّح ابنُ جرير (5/ 586) ما جاء في هذا القول من تحريم إسرائيل العروق ولحوم الإبل على نفسه مستندًا إلى السنة، والإسرائيليات، وتاريخ اليهود، وواقعهم، فقال:«وأَوْلى هذه الأقوال بالصواب: قول ابن عباس الذي رواه الأعمش، عن حبيب، عن سعيد عنه: أن ذلك العروق ولحوم الإبل؛ لأن اليهود مُجْمِعَةً إلى اليوم على ذلك من تحريمها، كما كان عليه من ذلك أوائلها. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك خبر» ، ثم ذكر حديث ابن عباس من طريق شهر.
وبنحوه رجَّح ابنُ عطية (2/ 286).
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(2)
الأنساء: جمع عِرق النَّسا. المحيط في اللغة (نسى).
(3)
السَّلُّ: انتِزاع الشيء وإخراجه في رِفْق. القاموس المحيط (سلل).
(4)
أخرجه سعيد بن منصور (508 - تفسير)، وابن جرير 5/ 582 - 583. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. وعزا نحوه الحافظ في الفتح 1/ 424 إلى يزيد بن هارون في كتاب النكاح، وإلى البيهقي من طريقه، وفيه: أن أعرابيّا أتى ابن عباس، فقال: إني جعلت امرأتي حرامًا، قال: ليست عليك بحرام. قال: أرأيت قول الله تعالى: {كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إسْرائيلَ إلّا ما حَرَّمَ إسْرائيلُ عَلى نَفْسِهِ} الآية؟ فقال ابن عباس: إن إسرائيل كان به عِرْق النَّسا، فجعل على نفسه إن شفاه الله أن لا يأكل العروق من كل شيء، وليست بحرام. يعني: على هذه الأمة.
(5)
أخرجه ابن جرير 5/ 584، وابن المنذر 1/ 290، وابن أبي حاتم 3/ 705، والحاكم 2/ 292، والبيهقي 10/ 8. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، والفريابي.
(6)
أخرجه ابن المنذر 1/ 291، وابن أبي حاتم 3/ 705. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق -وهو في سيرة ابن هشام 1/ 544 - .
(7)
أي: يصيح، والزَّقْيَة: الصَّيْحة. القاموس المحيط (زقا).
(8)
أخرجه ابن جرير 5/ 586 - 587.
13719 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: كان يشتكي عِرْق النَّسا؛ فحَرَّم العروق
(1)
. (ز)
13720 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- في الآية، قال: حَرَّم على نفسه لحوم الأنعام
(2)
. (3/ 668)
13721 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} : إسرائيل هو يعقوب، أخذه عِرْق النَّسا، فكان لا يثبت الليل من وجعه، وكان لا يؤذيه بالنهار، فحلف لئن شفاه الله لا يأكل عِرْقًا أبدًا، وذلك قبل نزول التوراة على موسى، فسأل نبي الله صلى الله عليه وسلم اليهودَ:«ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه؟» . فقالوا: نزلت التوراة بتحريم الذي حَرَّم إسرائيل. فقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} إلى قوله: {فأولئك هم الظالمون} . وكذبوا وافتروا، لم تنزل التوراة بذلك
(3)
. [1295](ز)
[1295] وجَّه ابن جرير (5/ 579) معنى الآية على قول الضحاك، فقال:«وتأويل الآية على هذا القول: كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل من قبل أن تنزل التوراة وبعد نزولها، إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، بمعنى: لكن إسرائيل حرم على نفسه من قبل أن تنزل التوراة بعض ذلك، وكأن الضحاك وجَّه قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} إلى الاستثناء الذي يسميه النحويون: الاستثناء المنقطع» .
وقد انتقد ابن عطية (2/ 285) توجيهَ ابن جرير لقول الضحاك بقوله: «وحمل الطبري قول الضحاك إن معناه: لكن إسرائيل حرم على نفسه خاصة، ولم يحرم الله على بني إسرائيل في توراة ولا غيرها. وهذا تحميل يَرُدُّ عليه قوله تعالى: {حرمنا عليهم} [الأنعام: 146]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «حُرِّمت عليهم الشحوم» ، إلى غير ذلك من الشواهد».
ووجّه ابن عطية (2/ 285 بتصرف) قول الضحاك مستندًا للغة، فقال:«وكلام الضحاك متخرج على أن يجعل {كان} لا تخص الماضي من الزمان، بل تكون بمنزلة التي في قولك: وكان الله غفورًا رحيمًا. والمعنى: إلا ما حرم إسرائيل على نفسه فحُرِّم عليهم في التوراة، لا هذه الزوائد التي افتروها» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 584.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 586.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 579.
13722 -
عن أبي مِجْلَز لاحِق بن حُمَيْد -من طريق سليمان التيمي- في قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: إنّ يعقوب أخذه وجع عِرق النَّسا، فجعل الله عليه أو أقسم أو قال: لا يأكله مِن الدوابِّ. قال: والعروق كلها تَبَع لذلك العرق
(1)
. (ز)
13723 -
عن أبي مِجْلَز لاحِق بن حُمَيْد -من طريق عِمْران بن حُدَيْر- في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: إنّ إسرائيل هو يعقوب، وكان رجلًا بِطِّيشًا، فلقي ملَكًا فعالجه، فصرعه الملَك، ثم ضرب على فخذه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بَطَش به، فقال: ما أنا بتاركك حتى تسميني اسمًا. فسماه: إسرائيل -يقول أبو مِجْلَز: إنه كان من أسماء الملائكة إسرائيل، وجبريل، وميكائيل، قال: وأراه قال: وإسرافيل-، فلم يزل يوجعه ذلك العرق حتى حرمه من كل دابة
(2)
. (3/ 668)
13724 -
عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد- في قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} ، قال: كان إسرائيل حَرَّم على نفسه لحوم الإبل، وكانوا يزعمون أنهم يجدون في التوراة تحريم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل، وإنما كان حَرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل قبل أن تنزل التوراة، فقال الله:{فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} . فقال: لا تجدون في التوراة تحريم إسرائيل على نفسه إلا لحم الإبل
(3)
. (ز)
13725 -
قال الحسن البصري: وكان الذي حرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل. وقال بعضهم: ألبانها
(4)
. (ز)
13726 -
عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جريج- {إلا ما حرم إسرائيل} ،
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 583.
(2)
أخرجه عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص 40 - 41.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 585.
(4)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمَنين 1/ 303 - .
قال: لحوم الإبل، وألبانها
(1)
. (3/ 669)
13727 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِرَ لنا: أن الذي حرم إسرائيل على نفسه أن الأَنْساء أخذته ذات ليلة، فأسهرته، فتَأَلّى
(2)
إنِ الله شَفاه لا يَطْعَم نَسًا أبدًا. فتَتَبَّعَتْ بنوه العُرُوق بعد ذلك يخرجونها من اللحم
(3)
. (ز)
13728 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي جعفر-، بنحوه، وزاد فيه: قال: فَتَأَلّى لَئِن شفاه الله لا يأكل عِرْقًا أبدًا. فجعل بنوه بعد ذلك يتتبعون العروق، فيخرجونها من اللحم، وكان الذي حَرَّم على نفسه من قبل أن تنزل التوراة العروق
(4)
. (ز)
13729 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} ، قال: اشتكى إسرائيل عِرْق النَّسا، فقال: إنِ الله شفاني لَأُحَرِّمَنَّ العُرُوق. فحَرَّمَها
(5)
. (ز)
13730 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق شيبان- قوله: {من قبل أن تنزل التوراة} : فلمّا أنزل الله التوراة حرَّم عليهم فيها ما شاء، وحلَّ لهم ما شاء
(6)
[1296]. (ز)
13731 -
عن ابن كثير المكي -من طريق ابن جريج- قال: سمعنا أنه اشتكى شكوى، فقالوا: إنه عِرْق النَّسا [1297]، فقال: رَبِّ، إنَّ أحب الطعام إلَيَّ لحوم الإبل
[1296] رجّح ابنُ جرير (5/ 581) قول قتادة مستندًا في ذلك إلى أقوالِ السّلف، فقال:«وأَوْلى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معنى ذلك: كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل من قبل أن تنزل التوراة، إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من غير تحريم الله ذلك عليه، فإنّه كان حرامًا عليهم بتحريم أبيهم إسرائيل ذلك عليهم، من غير أن يحرمه الله عليهم في تنزيل ولا بوحي قبل التوراة، حتى نزلت التوراة، فحرم الله عليهم فيها ما شاء، وأحل لهم فيها ما أحب» .
[1297]
قال ابن عطية (2/ 286) مُعَلِّقًا على سبب تحريم إسرائيل ما حرم على نفسه، ومستندًا في ذلك إلى الإجماع:«ولم يختلف فيما علمت أن سبب التحريم هو بمرض أصابه، فجعل تحريم ذلك شكرًا لله تعالى إن شفي» .
_________
(1)
أخرجه ابن المنذر (706)، وابن جرير 5/ 585. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(2)
أي: حَلَف. لسان العرب (ألا).
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 583.
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 583.
(5)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 126، وابن جرير 5/ 583.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 706، وابن جرير 5/ 581 من طريق سعيد.
وألبانها، فإن شفيتني فإنِّي أُحَرِّمها عَلَيَّ
(1)
. (ز)
13732 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ، قالت اليهود: إنّما نُحَرِّم ما حَرَّم إسرائيل على نفسه. وإنّما حرم إسرائيل العروق، كان يأخذه عرق النَّسا، كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار، فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقًا أبدًا. فحَرَّمه الله عليهم، ثم قال:{قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ما حرم هذا عليكم غيري ببغيكم، فذلك قوله:{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} [النساء: 160]
(2)
. [1298](ز)
13733 -
قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- قال إسرائيل: إنِ الله شفاني لَأُحَرِّمَنَّ أطيب الطعام والشراب. أو قال: أحب الطعام والشراب إلَيَّ. فحَرَّم لحوم الإبل وألبانها
(3)
. (ز)
13734 -
قال مقاتل بن سليمان: في قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} ، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه، فاستقبله مَلَك، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القُرْبان، يدعى: شانير، فكان أول قربان قَرَّبه بأرض المقدس، فلما أراد الملك أن يفارقه غَمَز فَخِذ يعقوب
[1298] علّق ابن جرير (5/ 578) على قول السدي، فقال:«تأويل الآية على هذا القول: كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، فإن الله حرم عليهم من ذلك ما كان إسرائيل حَرَّمه على نفسه في التوراة، ببغيهم على أنفسهم، وظلمهم لها، قل يا محمد: فأتوا -أيها اليهود- إن أنكرتم ذلك بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين أن الله لم يُحَرِّم ذلك عليكم في التوراة، وأنكم إنما تحرمونه لتحريم إسرائيل إياه على نفسه» .وعلّق ابن عطية (2/ 284) على قول السدي واستشهاده بقوله تعالى: {فبظلم من الذين هادوا} ، فقال:«والظاهر في لفظة ظلم أنها مختصة بتحريم ونحوه؛ يدل على ذلك أن العقوبة وقعت بذلك النوع» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 584.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 578.
(3)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 126.