الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُقال له: جُرَيْج [1172]. قال: فعرفتْ مريم في وجهه شِدَّةَ مُؤْنَةِ ذلك عليه، فكانت تقول له: يا جُرَيْج، أحْسِن بالله الظَّنَّ؛ فإنّ الله سيرزقنا. فجعل جُرَيْجٌ يُرْزَق بمكانها، فيأتيها كلَّ يوم مِن كسبه بما يصلحها، فإذا أدخله عليها وهي في الكنيسة أنماه الله وكثَّره، فيدخل عليها زكريّا فيرى عندها فضلًا من الرِّزْق وليس بقدر ما يأتيها به جريج، فيقول: يا مريم، أنّى لكِ هذا؟ فتقول: هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب
(1)
[1173]. (ز)
12678 -
عن إبراهيم بن المهاجر -من طريق مالك بن مغول- قوله: {وجد عندها رزقا} ، يعني: مريم
(2)
. (ز)
{قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}
12679 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: {يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} ، قال: فإنّه وجد عندها الفاكهة الغضَّة حين لا توجد الفاكهة عند أحد، وكان زكريا يقول:{يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}
(3)
[1174]. (ز)
[1172] رَجَّح ابنُ عطية (2/ 204) أنّ زكريا ساهم لأخذها أوّلًا ولم يأخذها دون استهام كما قال ابن إسحاق، مستنِدًا إلى الإجماع، فقال:«والذي عليه الناسُ أنّ زكريا إنّما كفل بالاستهام لتشاحّهم حينئذ فيمن يكفل المحرر» .
ووجَّه (2/ 203) قول ابن إسحاق بقوله: «وهذا الاستهامُ غيرُ الأوَّلِ، هذا المراد منه دفعُها، والأول المراد منه أخذُها» .
[1173]
اختُلِف؛ أكان هذا الدخول لزكريا ومريمُ في كفالته؟ أم في كفالة جُرَيْج؟ فذهب قوم إلى القول الأول، وذهب ابن إسحاق إلى الثاني.
ورَجَّح ابنُ عَطِيَّة (2/ 205) القولَ الأول الذي قال به ابن عباس، والسدي، والربيع؛ مستنِدًا إلى الإجماع، فقال:«والذي عليه الناسُ أقوى مما ذكره ابنُ إسحاق» .
[1174]
لم يذكر ابنُ جرير (5/ 358 - 359) غير هذا القول وما في معناه.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 357، وابن المنذر 1/ 180 - 181 من طريق صدقة بن سابق.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 639.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 359، وابن أبي حاتم 2/ 640.