الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمشى على رجليه إلى أُحد، فجعل يَصُفُّ أصحابَه للقتال كما يُقَوِّمُ القِدْحَ
(1)
. (ز)
14390 -
قال مقاتل بن سليمان: {تبوئ المؤمنين} يعني: تُوَطِّن لهم {مقاعد للقتال} في الخندق قبل أن يستبقوا إليه ويستعدوا للقتال، {والله سميع عليم}
(2)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
14391 -
عن عروة بن الزبير -من طريق الزهري- قال: كانت وقعةُ أحدٍ في شوال، على رأس سنة من وقعة بدر -ولفظ عبد الرزاق: على رأس سِتَّةِ أشهر من وقعة بني النضير-، ورئيس المشركين يومئذ أبو سفيان بن حرب
(3)
. (3/ 742)
14392 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق شيبان- قال: كانت وقعة أحد في شوال يوم السبت لإحدى عشرة ليلة مضت من شوال، وكان أصحابه يومئذ سبعمائة، والمشركون ألفين أو ما شاء الله مِن ذلك
(4)
[1367]. (3/ 742)
14393 -
عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق موسى بن عقبة- قال: قاتل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر في رمضان سنة اثنتين، ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق -وهو يوم الأحزاب وبني قريظة- في شوال سنة أربع
(5)
. (3/ 742)
14394 -
عن محمد ابن شهاب الزهري =
14395 -
ومحمد بن يحيى بن حبان =
14396 -
وعاصم بن عمر بن قتادة =
14397 -
والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم، كُلٌّ قد حَدَّث بعضَ الحديث عن يوم أحد، قالوا: لَمّا أُصِيبَتْ قريشٌ -أو مَن ناله منهم يومَ بدر مِن كفار قريش- ورجع فَلُّهُمْ
(6)
إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعِيرِه، مشى عبد الله
[1367] نقل ابنُ عطية (2/ 340) عن النقّاش قوله: «وقعة أُحُد في الحادي عشر من شوال» . ثم انتقده قائلًا: «وذلك خطأ» .
_________
(1)
تفسير الثعلبي 3/ 137، وتفسير البغوي 4/ 96.
والقدح هنا: هو السهم الذي يرمى به عن القوس. النهاية (قدح).
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 298.
(3)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9735)، والبيهقي في الدلائل 3/ 201.
(4)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 201.
(5)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 393، 5/ 463.
(6)
فَلُّهم -بفتح الفاء وتشديد اللام-: المنهزمون الراجعون من الجيش. النهاية (فلل).
ابن أبي ربيعة وعكرمة ابن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش مِمَّن أُصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلَّموا أبا سفيان ابن حرب ومَن كانت له في تلك العِيرِ مِن قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إنّ محمدًا قد وتَرَكُمْ
(1)
، وقتل خياركم، فأعِينُوننا بهذا المال على حربه، لعلَّنا نُدرِك منه ثأرًا بمَن أصاب. ففعلوا، فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجت بحَدِّها وحديدها، وخرجوا معهم بالظُّعُنِ
(2)
التماسَ الحَفِيظَةِ
(3)
، ولِئَلّا يَفِرُّوا، وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس، فأقبلوا حتى نزلوا بِعَيْنَيْنِ: جبل ببطن السَّبْخَةِ من قناةٍ على شفير الوادي مِمّا يلي المدينة. فلمّا سمع بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون -بالمشركين- قد نزلوا حيث نزلوا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنِّي رأيتُ بقرًا تُنحَر، وأريت في ذُبابِ سيفي ثُلْمًا، ورأيت أنِّي أدْخَلْتُ يدي في دِرْعٍ حصينة، فأوَّلتُها المدينة، فإن رأيتُم أن تُقِيموا بالمدينةِ وتَدَعُوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشرِّ مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها» . ونزلت قريش منزلها أحدًا يوم الأربعاء، فأقاموا ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة، وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلّى الجمعة، فأصبح بالشِّعْبِ مِن أُحُد، فالتَقَوْا يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث، وكان رأيُ عبد الله بن أُبيٍّ مع رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك؛ أن لا يخرج إليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة، فقال رجال من المسلمين -مِمَّن أكرمَ اللهُ بالشهادة يوم أحد وغيرهم مِمَّن كان فاته يوم بدر وحضوره-: يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا؛ لا يرون أنا جَبُنّا عنهم وضَعُفْنا. فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: يا رسول الله، أقِم بالمدينة، فلا تخرج إليهم، فواللهِ، ما خرجنا منها إلى عدُوٍّ لنا قطُّ إلا أصاب مِنّا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منهم، فدعهم، يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بِشَرٍّ، وإن دخلوا قاتلهم النساءُ والرجالُ والصبيانُ بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا. فلم يَزَلِ الناسُ برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان مِن أمرهم حبُّ لقاء القوم؛ حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لَأْمَتَه، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة، ثم خرج عليهم وقد ندِم الناسُ، وقالوا: اسْتَكْرَهْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لنا ذلك، فإن شئت فاقعُدْ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ينبغي لنبيٍّ إذا لبس لَأْمَتَهُ
(1)
وتركم: أي: نقصكم، ونال منكم. النهاية (وتر).
(2)
الظعن: النساء. النهاية (ظعن).
(3)
الحفيظة: الحميّة والغضب على المحارم، ومنعها من العدو. النهاية (حفظ).
أن يضعها حتى يُقاتِل». فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف رجل مِن أصحابه، حتى إذا كانوا بالشَّوْط بين المدينة وأُحُدٍ تحوَّل عنه عبد الله بن أُبَيٍّ بثُلُثِ الناس، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حَرَّة بني حارثة، فذبَّ فرسٌ بذَنَبِه، فأصاب ذبابَ سيفٍ فاسْتَلَّه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وكان يُحِبُّ الفألَ ولا يعتافُ- لصاحب السيف: «شِمْ
(1)
سيفَك؛ فإنِّي أرى السيوفَ سَتُسْتَلُّ اليومَ». ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالشِّعْبِ مِن أُحُدٍ مِن عدْوَةِ الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره وعسكره إلى أحد، وتَعَبَّأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للقتال، وهو في سبعمائة رجل، وأمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرُّماة عبد الله بن جُبَيْر، والرُّماةُ خمسون رجلًا، فقال:«انضَحْ عنّا الخيلَ بالنَّبْلِ، لا يأتونا مِن خلفنا، إن كان علينا أو لنا فأنت مكانَك، لا نُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلِك» . وظاهَرَ
(2)
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين دِرْعَيْنِ
(3)
[1368]. (3/ 744 - 746)
14398 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ في ألف رجل، وقد وعدهم الفتحَ إن صبروا، فلمّا خرج رجع عبدُ الله بن أُبَيِّ بن سلول في ثلاثمائة، فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم، فلما غلبوه وقالوا له: ما نعلم قتالًا، ولَئِن أطعتنا لَتَرْجِعَنَّ معنا. وقال: {إذ همت طائفتان منكم أن
[1368] ذكر ابن جرير (6/ 10) القول بأن تَبْوِئة رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين مقاعد للقتال هي غدوُّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة إلى التدبير مع الناس واستشارتهم. وعلَّق ابن عطية (2/ 340) على ذلك بقوله: «ولا سيما أن غدوّ النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان ورأيه ألا يخرج الناس، فكان لا يَشُكّ في نَفْسه أنْ يقسم أقطار المدينة على قبائل الأنصار» .
ثم نقل ابن عطية أقوالًا أخرى في معنى الغدوّ، ووجَّه أحدها، فقال:«وقال غير الطبري: بل نهوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بعد الصلاة هو غدوّه، وبوّأ المؤمنين في وقت حضور القتال. وقيل: ذلك في ليلته، وسماه غدوًّا إذ كان قد اعتزم التدبير، والشروع في الأمر من وقت الغدوّ. قال القاضي أبو محمد: ولا سيما أنّ صلاة الجمعة ربما كانت قبل الزوال، حسبما وردت بذلك أحاديث، فيجيء لفظ الغدوّ متمكِّنًا. وقيل: إن الغدوّ المذكور هو غدوة يوم السبت إلى القتال، ومن حيث لم يكن في تلك الليلة موافقا للغدوّ فهو كأنه كان في أهله، وبوأ المسلمين بأمْرِه الرماةَ وبغير ذلك من تدبيره مصافّ الناس» .
_________
(1)
شِمْ سيفك: أي: أغمده. النهاية (شيم).
(2)
أي: لبس درعًا فوق درع. النهاية (ظهر).
(3)
أخرجه ابن إسحاق في السير 1/ 322 - 326، والبيهقي في الدلائل 3/ 224 - 227، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن جرير 6/ 8 - 10، 11/ 173، وابن المنذر 1/ 353 - 357 (861)، 1/ 401 (974).