الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتقول: يا رب، أنا الصدقة. فيقول: إنك على خير. ثم يجيء الصيام، فيقول: أنا الصيام. فيقول: إنك على خير. ثم تجيء الأعمال، كل ذلك يقول الله: إنك على خير. ثم يجيء الإسلام، فيقول: يا رب، أنت السلام، وأنا الإسلام. فيقول الله: إنّك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي. قال الله في كتابه:{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} »
(1)
. (3/ 653)
{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(86)} الآيات
نزول الآيات، والنسخ فيها:
13616 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان رجل من الأنصار أسلم، ثم ارتدَّ ولحق بالمشركين، ثم ندم، فأرسل إلى قومه: أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي مِن توبة. فنزلت: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {فإن الله غفور رحيم} ، فأرسل إليه قومه؛ فأسلم
(2)
. (3/ 653)
13617 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق-: أنّ الحارث بن سويد قتل المُجَذَّر بن ذِياد، وقيس بن زيد أحد بني ضُبَيْعَة يوم أحد، ثم لحق بقريش، فكان بمكة، ثم بعث إلى أخيه الجُلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه. فأنزل الله فيه:{كيف يهدي الله قوما} إلى آخر القصة
(3)
. (3/ 653)
(1)
أخرجه أحمد 14/ 355 (8742) من طريق عباد بن راشد، عن الحسن، عن أبي هريرة به.
قال عبد الله بن الإمام أحمد في المسند 14/ 356: «عباد بن راشد ثقة، ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة» . وقال ابن كثير 3/ 104: «تفرَّد به أحمد» ، ثم نقل كلام عبد الله بن الإمام أحمد السابق. وقال الهيثمي في غاية المقصد 4/ 426 (5026) بعد نقل كلام عبد الله:«قلت: قد وثق عباد بن راشد، وأبو سعيد ثقة أيضًا، وقد قال الحسن: حدثنا أبو هريرة إذا ذاك ونحن في المدينة، فكيف يقول هذا؟!» . وقال في المجمع 10/ 345 (18367): «وفيه عباد بن راشد، وثَّقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح» . وقال الألباني في الضعيفة 12/ 612 (5780): «ضعيف» .
(2)
أخرجه النسائي 7/ 107 (4068).
صححه ابن حبان 10/ 329 (4477)، واختاره الضياء المقدسي في المختارة 11/ 372 (383)، والحاكم 2/ 154 (2628)، 4/ 407 (8092)، وقال:«صحيح الإسناد» . ووافقه الذهبي. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
أخرجه ابن المنذر 1/ 279 (675)، من طريق محمد بن إسحاق به مرسلًا إلى ابن عباس.
وينظر: مقدمة الموسوعة.
13618 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح-: أنّ الحارث بن سويد بن الصامت رجع عن الإسلام في عشرة رهط، فأَلحقوا بمكة، فندم الحارث بن سويد فرجع، حتى إذا كان قريبًا من المدينة أرسل إلى أخيه الجُلاس بن سويد: إنِّي ندمت على ما صنعت، فاسأل رسول الله: هل لي مِن توبة؟. فأتى الجُلاسُ النبيَّ فأخبره، فأنزل الله:{إلا الذين تابوا من بعد ذلك} . فأرسل الجُلاس إلى أخيه: إنّ الله قد عرَض عليك التوبة، فأقبل إلى المدينة، واعتذر إلى رسول الله. وتاب إلى الله، وقَبِل النبي منه
(1)
. (3/ 653)
13619 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} ، قال: هم أهل الكتاب، عرفوا محمدًا ثم كفروا به
(2)
. (3/ 657)
13620 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق حميد الأعرج- قال: جاء الحارث بن سويد، فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كفر، فرجع إلى قومه، فأنزل الله فيه القرآن:{كيف يهدي الله قوما كفروا} إلى قوله: {رحيم} . فحملها إليه رجل من قومه، فقرأها عليه، فقال الحارث: إنك -والله- ما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإنّ الله عز وجل لأصدق الثلاثة. فرجع الحارث،
(1)
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 2/ 642 - 643 (1718)، 2/ 777 (2068)، من طريق أبي عمر الدوري، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
وفي سنده أبو عمر الدوري، وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان، قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال 1/ 566:«شيخ القراء، ثبت في القراءة، وليس هو في الحديث بذاك» . وفيه أيضًا محمد بن مروان، وهو السدى الصغير، قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 32:«تركوه، واتهمه بعضهم بالكذب» . وفيه أيضًا محمد بن السائب الكلبي، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/ 248:«متروك الحديث» . وينظر: مقدمة الموسوعة.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 560، وابن أبي حاتم 2/ 699 (3790)، من طريق محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس به.
وفي سنده محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 3/ 268:«كان لينًا في الحديث» . وفيه أيضًا سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، قال عنه الإمام أحمد -كما في تاريخ بغداد 10/ 183 - :«لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذاك» . وفيه أيضًا الحسين بن الحسن بن عطية العوفي، قال عنه الذهبي في المغني في الضعفاء 1/ 170:«ضعفوه» . وفيه أيضًا الحسن بن عطية بن سعد العوفي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (1256):«ضعيف» . وفيه أيضًا عطية بن سعد بن جنادة العوفي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (4616):«صدوق، يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا، مدلسًا» . وينظر: مقدمة الموسوعة.
فأسلم، فحسن إسلامه
(1)
. (3/ 654)
13621 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {كيف يهدي الله قوما} الآية، قال: نزلت في رجل مِن بني عمرو بن عوف، كفر بعد إيمانه، فجاء الشام
(2)
. (3/ 654)
13622 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج-: في الآية، قال: هو رجل من بني عمرو بن عوف، كفر بعد إيمانه، قال: قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال: لحق بأرض الروم، فتنصر، ثم كتب إلى قومه: أرسلوا، هل لي من توبة؟ فنزلت {إلا الذين تابوا} ، فآمن، ثم رجع. =
13623 -
قال ابن جريج: قال عكرمة: نزلت في أبي عامر الراهب، والحارث بن سويد بن الصامت، ووَحْوَح بن الأسلت، في اثني عشر رجلًا رجعوا عن الإسلام، ولحقوا بقريش، ثم كتبوا إلى أهلهم: هل لنا من توبة؟ فنزلت: {إلا الذين تابوا من بعد ذلك} الآيات
(3)
. (3/ 655)
13624 -
عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في الآية، قال: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، رأوا نعت محمد في كتابهم، وأقروا به، وشهدوا أنه حق، فلما بُعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك، فأنكروه، وكفروا بعد إقرارهم؛ حسدًا للعرب حين بُعِث مِن غيرهم
(4)
[1280]. (3/ 657)
13625 -
عن أبي صالح مولى أم هانئ: أنّ الحارث بن سويد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لحق بأهل مكة، وشهد أحدًا فقاتل المسلمين، ثم سُقِط في يده، فرجع إلى مكة،
[1280] المعنى المفهوم: أن الشهادة قبل الكفر، لكنه ورد في لفظ الآية الكفر قبل الشهادة. وذكر ابن عطية (2/ 278) تخريجين لهذه الآية: الأول: أنّ الواو التي عطفت {وشهدوا} على {كفروا} لا تفيد ترتيبًا، وعلى هذا فالشهادة واقعة قبل الكفر. الثاني: أن {وشهدوا} عطفت على {بعد إيمانهم} ، وعلى هذا فالشهادة والإيمان وقعا قبل الكفر.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 558، وابن المنذر 1/ 281 - 282 (680).
قال البوصيري في إتحاف الخيرة 1/ 132 (116): «هذا إسناد مرسل، رجاله ثقات» . وقال الألباني في الصحيحة 7/ 186: «مرسل صحيح» .
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 559، وابن المنذر 1/ 278. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد مرسلًا.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 559 - 560، وابن المنذر 1/ 278.
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 560، وابن المنذر 1/ 280. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
فكتب إلى أخيه جُلاس بن سويد: يا أخي، إنِّي ندمت على ما كان مِنِّي؛ فأتوب إلى الله، وأرجع إلى الإسلام، فاذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن طمعت لي في توبة فاكتب إلي. فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله:{كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} . فقال قوم من أصحابه مِمَّن كان عليه: يتمتع، ثم يراجع الإسلام. فأنزل الله:{إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون}
(1)
. (3/ 653)
13626 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي صخر-: أنّ ناسًا مِن أهل مكة اتَّعَدُوا ليخرجوا إلى رسول الله، حتى إذا اجتمعوا خرجوا إليه، حتى قدموا عليه المدينة، فبايعوه، وأقروا بالإسلام، ثم مكثوا ما شاء الله أن يمكثوا، فخرجوا من المدينة، فارتدوا عن إيمانهم حتى لحقوا بقومهم كفّارًا، فأنزل الله فيهم:{كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولائك جزاءهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون} . ثم تعطّف عليهم برحمته، فقال:{إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا} لأولئك القوم {فإن الله غفور رحيم}
(2)
. [1281](ز)
[1281] اختلف المفسرون فيمن عني بهذه الآية؟ وفيمن نزلت؟ فذهب البعض إلى نزولها في رجل كان مسلمًا فارتد، وذهب البعض إلى ان المعني بالآية أهل الكتاب، وفيهم نزلت.
وذكر ابنُ جرير (5/ 561) أن القول الثاني الذي قال به الحسن وابن عباس من طريق العوفي أشبه بظاهر الآية، فقال:«وأشبه القولين بظاهر التنزيل: ما قال الحسن من أن هذه الآية معني بها أهل الكتاب» . ثم رجَّحَ قولَ ابن عباس من طريق عكرمة ومجاهد والسدي؛ لكثرة القائلين به وسعة علمهم، قال:«غير أن الأخبار بالقول الآخر أكثر، والقائلين به أعلم بتأويل القرآن» . ثم بين (5/ 561) عموم الآية لكلا القولين ولغيرهما مما يدخل في عموم الآية، فقال:«وجائز أن يكون الله عز وجل أنزل هذه الآيات بسبب القوم الذين ذكر أنهم كانوا ارتدوا عن الإسلام، فجمع قصتهم وقصة من كان سبيله سبيلهم في ارتداده عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات، ثم عَرَّف عباده سنته فيهم، فيكون داخلًا في ذلك كل من كان مؤمنًا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ثم كفر به بعد أن بعث، وكل من كان كافرًا ثم أسلم على عهده صلى الله عليه وسلم ثم ارتد وهو حي عن إسلامه؛ فيكون معنيًّا بالآية جميع هذين الصنفين وغيرهما ممن كان بمثل معناهما، بل ذلك كذلك إن شاء الله» .
وبنحوه قال ابن عطية (2/ 277).
_________
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة 7/ 370 (36778) مرسلًا.
(2)
أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن 2/ 78 (150).
13627 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدُوا أنّ الرسول حق} ، قال: أنزلت في الحارث بن سُوَيد الأنصاري، كفر بعد إيمانه، فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآيات إلى:{أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ، ثم تاب وأسلم، فنسخها الله عنه، فقال:{إلا الذين تابوا من بعد ذلك، وأصلحوا فإنّ الله غفورٌ رحيمٌ}
(1)
. [1282](3/ 654)
13628 -
قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر-: هم قوم ارْتَدُّوا بعد إيمانهم
(2)
. (ز)
13629 -
قال مقاتل بن سليمان: نزلت فى اثني عشر رجلًا ارتدوا عن الإسلام، وخرجوا من المدينة كهيئة البَداة
(3)
، ثم انصرفوا إلى طريق مكة، فلحقوا بكفار مكة، منهم: طُعْمَة بن أُبَيْرِق الأنصاري، ومقيس بن ضبابة الليثي، وعبد الله بن أنس بن خَطَل من بني تَيْم بن مُرَّة القرشي، ووَحْوَح
(4)
بن الأسلت الأنصاري، وأبو عامر بن النعمان الراهب، والحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري من بني عمرو بن عوف أخو الجُلاس بن سويد بن الصامت. ثم إن الحارث ندم فرجع تائبًا من ضرار، ثم أرسل إلى أخيه الجُلاس: إني قد رجعت تائبًا، فسل النبى صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة؟ وإلا لحقت بالشام. فانطلق الجُلاس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا؛ فأنزل الله عز وجل فى الحارث، فاستثنى:{إلا الذين تابوا}
(5)
. (ز)
[1282] انتقد ابنُ عطية (2/ 277) قول السدي بقوله: «وفي هذه العبارة تَجَوُّز كثير، وليس هذا بموضع نَسْخ» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 5/ 558. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد دون ذكر النَّسْخ.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 125.
(3)
البَداة: البدو. لسان العرب (بدا).
(4)
في مطبوعة المصدر: وجوَج.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 288 - 289.