الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحَيَّيْن من الأوس والخزرج قتال في الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألَّف الله بين قلوبهم، فجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شِعْرًا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: قد قال شاعرنا كذا وكذا. فاجتمعوا، وأخذوا السلاح، واصطفوا للقتال؛ فنزلت هذه الآية:
{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب}
إلى قوله {لعلكم تهتدون} ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين، فقرأهن، ورفع صوته، فلما سمعوا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن أنصتوا له، وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضًا، وجَثَوْا يبكون
(1)
. (3/ 700)
13987 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: نزلت في ثعلبة بن غَنَمَة الأنصاري، وكان بينه وبين أناس من الأنصار كلام، فمشى بينهم يهودي من قَيْنُقاع، فحمل بعضهم على بعض، حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج أن يحملوا السلاح فيقاتلوا؛ فأنزل الله:{إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}
…
(2)
. (3/ 701)
13988 -
عن زيد بن أسلم -من طريق محمد بن إسحاق- قال:
…
أنزل في أوس بن قَيْظِيّ، وجَبّار بن صَخْر ومَن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا:{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} إلى قوله: {وأولئك لهم عذاب عظيم}
(3)
. (3/ 698 - 699)
تفسير الآية:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}
13989 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا} الآية: قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون، وحذَّرَكَمُوهم وأنبأكم
(1)
أخرجه ابن المنذر 1/ 314، والواحدي في أسباب النزول (ت: ماهر الفحل) ص 242. وأخرجه ابن أبي حاتم 3/ 721 مختصرًا، وفيه أنه نزل قوله تعالى: {اتقوا الله حق تقاته}، كما سيأتي في نزول هذه الآية.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 631، وابن أبي حاتم 3/ 718 - 719.
(3)
أخرجه ابن إسحاق -كما عند ابن هشام في السيرة 1/ 555 - 556 - ، وابن جرير 5/ 627 - 629، وابن المنذر 1/ 310 - 313، وابن أبي حاتم 3/ 716، 718. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وسبق ذكره بتمامه في نزول الآيتين السابقتين.