الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
(63)}
13241 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَإن تَوَلَّوْاْ} يعني: فإن أبَوْا إلّا أن يُلاعِنوا {فَإنَّ الله عَلِيمٌ بالمفسدين} في الأرض بالمعاصي
(1)
. (ز)
{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
(64)}
نزول الآية:
13242 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء، وهم الذين حاجُّوا في إبراهيم، وزعموا أنّه مات يهوديًّا، فأكذبهم الله، ونفاهم منه، فقال:{يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم} [آل عمران: 65] الآية
(2)
[1227]. (3/ 613)
تفسير الآية:
13243 -
عن عمر بن عبد العزيز -من طريق الضحاك، عن عبد الرحمن بن أبي حَوْشَب-: أنّه كتب إلى ألْيُون طاغية الروم، قال: فيما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم {قل يا أهل الكتاب} ، يعني: اليهود والنصارى، {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
[1227] رجّح ابنُ عطية (2/ 245) أن الآية وإن كانت قد نزلت أولًا في وفد نجران، إلا أنها تعم غيرهم أيضًا مِمَّن يشمله لفظ أهل الكتاب، مستندًا إلى سنّةِ النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«والذي يظهر لي: أنّ الآية نزلت في وفد نجران، لكن لفظ أهل الكتاب يعمهم وسواهم من النصارى واليهود، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يهود المدينة بالآية، وكذلك كتب بها إلى هرقل عظيم الروم، وكذلك ينبغي أن يدعى بها أهل الكتاب إلى يوم القيامة» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 281.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 482، وابن المنذر 1/ 243 (570) مرسلًا.
وبينكم}
(1)
[1228]. (ز)
13244 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط بن نصر- قال: ثُمَّ دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: الوفد من نصارى نجران- فقال: {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} الآية
(2)
. (3/ 614)
13245 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: ذُكِر لنا: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الكلمة السواء
(3)
. (3/ 614)
13246 -
عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- في قوله: {قل يا أهل الكتاب تعالوا} الآية، قال: فدعاهم إلى النَّصَف، وقَطَع عنهم الحجة، يعني: وفد نجران
(4)
. (3/ 614)
13247 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله
(5)
. (ز)
13248 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن ثور- في قوله: {تعالوا إلى كلمة} الآية، قال: بلغني: أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى ذلك، فأَبَوْا عليه، فجاهدهم حتى أقرُّوا بالجزية
(6)
. (3/ 613)
[1228] رجّح ابنُ جرير (5/ 476 بتصرف) مستندًا إلى دلالة ظاهر اللفظ على العموم: أنّ قوله: {يا أهل الكتاب} معني به أهل الكتابين جميعًا دون أحدهما، وقال مُعَلِّلًا ذلك:«وإنما قلنا: عنى بقوله: {يا أهل الكتاب} أهل الكتابين؛ لأنهما جميعًا من أهل الكتاب، ولم يخصص -جل ثناؤه- بقوله: {يا أهل الكتاب} بعضًا دون بعض، ولا دلالة على أنّ أحدهما مخصوص بذلك من الآخر، ولا أثر صحيح، فالواجب أن يكون كل كِتابيٍّ مَعْنِيًّا به؛ لأن إفراد العبادة لله وحده وإخلاص التوحيد له واجب على كل مأمور منهي مِن خلق الله، واسم أهل الكتاب يلزم أهل التوراة وأهل الإنجيل، فكان معلومًا بذلك أنه عني به الفريقان جميعًا» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 669.
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 475.
(3)
أخرجه ابن جرير 5/ 474 واللفظ له، وابن أبي حاتم 2/ 670 (3632).
(4)
أخرجه ابن جرير 5/ 475.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 670، وابن المنذر 1/ 232 عن إبراهيم بن سعد من قوله، ويبدو أنه عن محمد بن إسحاق من قوله، لكن سقط في هذا الأثر.
(6)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 669 (3628) مرسلًا.